محكمة مصرية تصدر أحكامًا بالسجن المشدد في قضايا تتصل بجماعة الإخوان

السجن 15 عامًا بحق فتاة في اتهامات بالتظاهر.. ومدة مماثلة لـ«خلية إرهابية»

محكمة مصرية تصدر أحكامًا بالسجن المشدد في قضايا تتصل بجماعة الإخوان
TT

محكمة مصرية تصدر أحكامًا بالسجن المشدد في قضايا تتصل بجماعة الإخوان

محكمة مصرية تصدر أحكامًا بالسجن المشدد في قضايا تتصل بجماعة الإخوان

أصدرت محكمة مصرية أمس أحكاما بالسجن في قضايا تتصل بأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها السلطات تنظيما إرهابيا، حيث عوقب أربعة متهمين بأحكام تتراوح ما بين السجن المشدد 15 عاما وسنة مع إيقاف التنفيذ، لإدانتهم في قضية تظاهر دون ترخيص، وعاقبت 8 آخرين غيابيا بالسجن 15 عاما في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية حلوان النوعية»، فيما قضت بمعاقبة 8 متهمين آخرين في إعادة محاكمتهم بالقضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية السويس»، بالسجن المشدد 10 سنوات.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة استثنائيا بأكاديمية الشرطة (شرق القاهرة)، بسجن 4 من عناصر جماعة الإخوان بينهم فتاة بأحكام تتراوح ما بين السجن المشدد 15 عاما، وسنة مع إيقاف التنفيذ، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث منطقة الزاوية الحمراء» في مارس (آذار) الماضي.
وعاقبت المحكمة متهمة بالسجن المشدد 15 عاما حضوريا، كما عاقبت متهمين اثنين بالسجن لمدة سنة مع الشغل، وعاقبت آخر بالحبس لمدة سنة واحدة مع إيقاف التنفيذ من تاريخ إصدار الحكم.
وكانت النيابة وجهت للمتهمين تهم الاشتراك مع مجهولين وآخرين في تجمهر مؤلف من أكثر من 5 أشخاص من شأنه أن يجعل السلم العام في. وقالت النيابة إن الغرض من التجمهر ارتكاب جرائم الترويع والتخويف وإلقاء الرعب بين الناس، وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر، كما اتهمتهم بالتظاهر من دون ترخيص.
وفي السياق نفسه، قضت المحكمة بمعاقبة 8 متهمين غيابيا، بالسجن لمدة 15 عاما، وبراءة متهم واحد حضوريا، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية حلوان النوعية» وهي خلايا تقول السلطات إنها تتبع جماعة الإخوان وتستهدف ضباط الشرطة وتنفيذ عمليات تخريبية.
وأحالت النيابة العامة المتهمين، في يوليو (تموز) العام الماضي، لمحكمة الجنايات، بتهم الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوى لتعطيل العمل بأحكام الدستور والانضمام إلى إحدى اللجان النوعية المنبثقة عن تنظيم الإخوان.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، تلاحق السلطات الأمنية قادة وكوادر جماعة الإخوان التي صنفتها السلطات تنظيما إرهابيا. وأدين معظم قادة الجماعة في اتهامات بارتكاب أعمال عنف وصدر بحق غالبيتهم أحكام بالإعدام، نقض بعضها وأحيلوا لمحاكم أخرى لنظر القضية من جديد.
وأدانت محكمة جنايات القاهرة أيضا 8 متهمين في إعادة محاكمتهم بالقضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية السويس»، وعوقب المتهمون بالسجن المشدد 10 سنوات.
وكانت المحكمة أصدرت، في مارس قبل الماضي، أحكاما بالإعدام غيابيا على 26 متهما في القضية، ولكن ستة متهمين طلبوا إعادة إجراءات محاكمتهم، وألقي القبض على اثنين آخرين.
ووجهت نيابة أمن الدولة العليا للمتهمين اتهامات «إنشاء وقيادة خلية إرهابية بغرض استهداف السفن المارة بقناة السويس ورصد المقار الأمنية تمهيدا لاستهدافها وتصنيع المواد المتفجرة وحيازة أسلحة نارية وتهديد الوحدة الوطنية».
يأتي هذا في وقت أجلت فيه محكمة جنايات القاهرة، محاكمة محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان و738 متهما آخرين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ«فض اعتصام رابعة العدوية».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.