غارة بطائرة بدون طيار تقتل 9 من عناصر «القاعدة» باليمن بينهم قياديّ

غارة بطائرة بدون طيار تقتل 9 من عناصر «القاعدة» باليمن بينهم قياديّ
TT

غارة بطائرة بدون طيار تقتل 9 من عناصر «القاعدة» باليمن بينهم قياديّ

غارة بطائرة بدون طيار تقتل 9 من عناصر «القاعدة» باليمن بينهم قياديّ

قتل قيادي وثمانية عناصر في تنظيم القاعدة في غارتين لطائرات من دون طيار، نسبت إلى الولايات المتحدة في اليمن، حيث يشكل المتطرفون تحديا متناميا لسلطات البلد.
وقتل القيادي في "القاعدة" جلال بلعيدي الملقب بأبو حمزة الزنجباري، مع اثنين من حراسه صباح اليوم (الخميس)، في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في جنوب اليمن، كما أفاد أحد أفراد عائلته.
وأفاد المصدر بأنّ بلعيدي كان يتحمل مسؤوليات عسكرية في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. مضيفًا أنّ الانفجار مزق جثة بلعيدي، مشيرًا إلى أنّ الغارة حصلت صباحًا في منطقة مراقشة الجبلية في محافظة ابين بجنوب اليمن.
في المقابل أكّد مصدر قبلي على اتصال مع التنظيم المتطرف، مقتل بلعيدي الذي اشاد في اغسطس (آب) 2014، بافراد مجموعة مسلحة في القاعدة قتلت في وقت لاحق 15 جنديا يمنيا بعد خطفهم في محافظة حضرموت (جنوب شرق).
وكان بلعيدي المولود في ابين، زعيم "القاعدة" في زنجبار، كبرى مدن هذه المحافظة؛ لكنه انتقل تدريجيا إلى مواقع قيادية أعلى. وقد وسع مسؤولياته لتشمل محافظات عدن وشبوة وحضرموت (جنوب شرق)، كما ذكرت مصادر امنية.
وتعتبر الولايات المتحدة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية أخطر فرع في الشبكة التي أسسها اسامة بن لادن. وكانت قد أعلنت في اكتوبر (تشرين الاول) 2014، عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقال بلعيدي. كما أعلنت حينذاك أيضا عن مكافأة لمن يساعد في القبض على الرجل الثاني في تنظيم القاعدة على المستوى العالمي ناصر الوحيشي. وقتلته في الثاني من يونيو (حزيران)، طائرة أميركية بلا طيار.
وفي ذلك أفادت مصادر أمنية أيضًا بأنّ قاسم الريمي، خليفة الوحيشي، يقود التنظيم من حضرموت.
وهو ثاني هجوم ينسب إلى طائرة أميركية مسيرة في اليمن خلال اقل من 24 ساعة.
وأفاد مصدر أمني عن مقتل ستة اشخاص، رجح أنّهم من اعضاء تنظيم القاعدة ليل الاربعاء/ الخميس في جنوب شرقي اليمن، في غارة لطائرة بلا طيار. وقال المصدر إنّ الطائرة استهدفت آلية تقل متطرفين من "القاعدة" في قطاع رضوم في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن.
والولايات المتحدة هي الوحيدة التي تملك طائرات من دون طيار في شبه الجزيرة العربية. ولم تتوقف الهجمات من هذا النوع في اليمن على الرغم من الحرب بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية الشرعية المدعومة من التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية.
على صعيد آخر، جرح قائد شرطة لحج وحارسه وفتى في الثانية عشرة من عمره في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة بالقرب من مقر اقامة الضابط في عدن، كما قال مصدر أمني اليوم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».