كاميرون يقدم للبرلمان تفاصيل مشروع الاتفاق لتجنب خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي

أوباما يؤيد بقاء بريطانيا داخل التكتل.. ورئيس بلدية لندن يشكك في جدوى المقترحات الأوروبية

كاميرون يقدم للبرلمان تفاصيل مشروع الاتفاق لتجنب خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي
TT

كاميرون يقدم للبرلمان تفاصيل مشروع الاتفاق لتجنب خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي

كاميرون يقدم للبرلمان تفاصيل مشروع الاتفاق لتجنب خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي

دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في خطاب ألقاه داخل مجلس العموم أمس، النواب إلى «خوض المعركة معا» للحصول على الإصلاحات التي تسمح للمملكة المتحدة بالبقاء في الاتحاد الأوروبي، والتي ينتقدها بشدة الصحف والمشككون في جدوى الوحدة الأوروبية.
وقال كاميرون غداة نشر الإصلاحات التي يدعمها المجلس الأوروبي: «إذا كنتم تريدون إنهاء العطاء بلا مقابل، وخروج بريطانيا من اتحاد أكثر ضيقا، وإذا كنتم تريدون مساواة بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منطقة اليورو، وإذا كنتم تريدون أوروبا أكثر قدرة على المنافسة، فلنخض هذه المعركة معا». وأضاف كاميرون، الذي يريد الدفاع عن الاتفاق التمهيدي الذي كشفه الاتحاد الأوروبي، أن «ساعة القرار تقترب».
وأول من أمس كشف الاتحاد الأوروبي مقترحاته لتجنب خروج بريطانيا من الاتحاد، وطرح خصوصا إجراءا طارئا يسمح للمملكة المتحدة بوقف الإعانات الاجتماعية للمهاجرين، وضمانات بألا تتأثر أوساط المال البريطانية في حال تحسن اليورو.
وكرر رئيس الوزراء البريطاني ترحيبه «بالتقدم الكبير الذي تحقق في طلباتنا الأربعة للإصلاح»، مؤكدا في الوقت نفسه أنه «ما زال هناك عمل طويل، ويجب أن نبرهن على تصميم وصبر» لإنجازه.
من جهته، صرح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في البرلمان الأوروبي أمس أن مشروع الاتفاق «عادل لبريطانيا وعادل للدول الـ27 الأعضاء» في الاتحاد.
وتحت ضغط المشككين في أوروبا داخل حزب الاستقلال (يوكيب)، والجناح المشكك في جدوى الانضمام للاتحاد الأوروبي داخل حزبه، تعهد رئيس الوزراء المحافظ الذي أعيد انتخابه في مايو (أيار) 2015 بتنظيم استفتاء، على الرغم من المجازفة بالتسبب بأزمة كبرى في اتحاد تهزه أصلا أزمة المهاجرين.
وقال توسك، محذرًا من أن «الرهانات كبيرة جدا ولا شيء سهلا» في هذه القضية، بينما ينوي كاميرون تنظيم الاستفتاء الشعبي إذا تمكن من انتزاع اتفاق مع رؤساء الدول والحكومات في القمة، التي ستعقد في بروكسل في 18 و19 من فبراير (شباط) الحالي.
وبوعده إجراء هذا الاستفتاء، الذي ينطوي على مجازفة كبيرة ويمكن أن يسبب زلزالا في الاتحاد، يأمل كاميرون في الحد من اندفاع حزب «يوكيب» الذي يقوده نايجل فاراج. لكن المشككين في جدوى الاتحاد انتقدوا كما كان متوقعا المقترحات الأوروبية، على غرار رئيس بلدية لندن المحافظ بوريس جونسون، الذي دعا إلى بذل «مزيد» من الجهود. أما فاراج فقد وصف من جهته الاتفاق المطروح بأنه «سيء».
لكن في المقابل يبدو أن كاميرون تمكن من إقناع وزيرة الداخلية تيريزا ماي بمشروع الاتفاق، لكن أربعة وزراء آخرين في حكومته على الأرجح سيقودون حملات من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد.
وتشير لهجة الاستياء التي تبنتها الصحف البريطانية إلى أن كاميرون سيخوض معركة صعبة، حيث كتبت صحيفة «ديلي ميل» بأنها «معجبة بكاميرون.. لكن بشأن أوروبا علينا أن نقول بصراحة إن عماه يقطع الأنفاس» بشأن هذا «الوهم الكبير»، الذي شكل عنوان صفحتها الأولى.
أما صحيفة «تايمز» فقد كتبت أنه «يجب أن يكون الأمر إصلاحا جذريا للعلاقات مع اتحاد أوروبي يكون أكثر عقلانية وأكثر مسؤولية»، مشيرة إلى أن «كاميرون اكتفى على ما يبدو بما يريد اتحاد من دون إصلاح منحة له ليبقى». ووحدها صحيفة «فايننشيال تايمز»، التي دافعت عن رئيس الوزراء البريطاني، وكتبت أن «أداءه كان أفضل مما كان متوقعا في عملية إعادة التفاوض هذه».
وفي أول رد فعل من جانب أميركا التي تؤيد بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني أن الولايات المتحدة تؤيد «مملكة متحدة قوية داخل اتحاد أوروبي قوي»، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وأوضح البيت الأبيض في بيان أن كاميرون أطلع أوباما على سير المفاوضات بينه وبين قادة الاتحاد الأوروبي، والرامية إلى «إصلاح» مكانة بلاده داخل الكتلة الأوروبية. وأضاف البيان أن «الرئيس جدد التأكيد على دعم الولايات المتحدة المستمر لمملكة متحدة قوية داخل اتحاد أوروبي قوي».
كما صدر أول رد فعل من رئيس الوزراء الليبرالي الدنماركي لارس لوكي راسموسن، الذي سيزوره كاميرون غدا الجمعة، معتبرًا أن رسالة توسك تشكل «أساسا جيدا لإجراء مفاوضات». وسيزور كاميرون وارسو في اليوم نفسه.



ساركوزي خلال محاكمته: لن تجدوا أبداً «سنتاً ليبياً واحداً» في حملتي

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع بشأن اتهامه بالفساد (رويترز)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع بشأن اتهامه بالفساد (رويترز)
TT

ساركوزي خلال محاكمته: لن تجدوا أبداً «سنتاً ليبياً واحداً» في حملتي

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع بشأن اتهامه بالفساد (رويترز)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع بشأن اتهامه بالفساد (رويترز)

أكّد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الخميس، في أول مداخلة له خلال محاكمته في باريس بتهمة تلقيه تمويلاً من الزعيم الليبي السابق معمر القذافي لحملته الانتخابية عام 2007، أنه «ليس لديه ما يلوم نفسه عليه»، قائلاً: «لن تجدوا أبداً يورو واحداً، ولا حتى سنتاً ليبياً واحداً، في حملتي».

ويحاكم ساركوزي في هذه القضية بتهم فساد، وحيازة أموال عامة مختلسة، وتمويل غير مشروع لحملته، والانتماء إلى عصابة إجرامية، ويواجه عقوبة بالسجن لمدة عشر سنوات، وغرامة مقدارها 375 ألف يورو، فضلاً عن حرمانه من حقوقه المدنية (وبالتالي عدم الأهلية للترشح لانتخابات) لمدّة تصل إلى خمس سنوات.

وساركوزي الذي تولّى الرئاسة الفرنسية بين عامي 2007 و2012 كان، الخميس، أول المتحدثين خلال جلسة المحاكمة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الرئيس الأسبق إنّه ضحية «عشر سنوات من التشهير، و48 ساعة من الاحتجاز، و60 ساعة من الاستجواب».

وأضاف: «عشر سنوات من التحقيق» بحثوا خلالها «حول العالم» عن أدلة وعن شهود مختلفين للاستماع إليهم. وردّد بغضب مرات عدة: «ماذا وجدوا؟ لا شيء»، مشدداً: «لا شيء يتعلق بي».

ويحاكم ساركوزي مع 11 شخصاً بينهم ثلاثة وزراء سابقين.

وتعود القضية إلى أواخر عام 2005 حين كان ساركوزي وزيراً للداخلية، وهو متّهم بأنه عقد، بمساعدة قريبين منه هما مدير مكتبه آنذاك كلود غايان والوزير السابق بريس أورتوفو، «اتفاقاً ينطوي على فساد» مع القذافي الذي أطاحته ثورة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011، من أجل أن «يدعم» مالياً حملته للوصول إلى قصر الإليزيه.

وقال ساركوزي البالغ (69 عاماً)، لرئيسة المحكمة ناتالي غافارينو، إنه سيجيب عن «كل الأسئلة». وأضاف: «كما فعلت دائماً؛ فقد تحمّلت دائماً مسؤولياتي، وأعتزم القيام بذلك خلال هذه الأشهر الأربعة» من جلسات الاستماع.

وتحدث ساركوزي الذي ارتدى بدلة داكنة وقميصاً أبيض وربطة عنق سوداء، لمدة خمس عشرة دقيقة تقريباً.