رحلة الألفي كيلومتر.. فخخ عقله في الجوف ونثره تفجيرًا في عسير

السليمان جرّ وراءه خلايا إرهابية كشفتها الأجهزة الأمنية

كان لرجال الأمن الكلمة الأولى في تحقيق الإنجازات في القبض على المتورطين في العلمليات الإرهابية (واس)
كان لرجال الأمن الكلمة الأولى في تحقيق الإنجازات في القبض على المتورطين في العلمليات الإرهابية (واس)
TT

رحلة الألفي كيلومتر.. فخخ عقله في الجوف ونثره تفجيرًا في عسير

كان لرجال الأمن الكلمة الأولى في تحقيق الإنجازات في القبض على المتورطين في العلمليات الإرهابية (واس)
كان لرجال الأمن الكلمة الأولى في تحقيق الإنجازات في القبض على المتورطين في العلمليات الإرهابية (واس)

هالكٌ صغير سدد له التطرف كرته ليرميها على الأبرياء، بدأ من منطقة الجوف، حيث كان عقله يعمل بنظام التحكم عن بعد، استقل مركبته نحو العاصمة الرياض. غادر وغاب لأكثر من شهر، يحمل في طيات تركيبته تأثرا بفكر والده الموقوف منذ ثلاثة أعوام على خلفية تأثره بفكر تنظيم القاعدة الشقيق لـ«داعش».
يوسف السليمان، لم يتجاوز العام الحادي والعشرين من عمره، قصة هلاكه بدأت ولم تغب، في مشهد مأساوي حين فجّر جامع قوات الطوارئ الخاصة في عسير في شهر أغسطس (آب) الماضي، اتجه وهو على معرفة إلى الرياض، بين وكرين يتنقل، من حي في شمال العاصمة، إلى استراحة في محافظة ضرماء غرب الرياض، يتعلم فيها التفخيخ وتفجير الحزام الناسف إضافة إلى تسجيله وصيته صوتا وصورة بخلفية علم «داعش».
لم يسبق للسليمان السفر إلى خارج السعودية، لكنه سافر بعقله إلى صنّاعه خارجا، ليستهدف حرمة بيت من بيوت العبادة، ويزهق أرواحا بريئة كانت تؤدي الصلاة إلى ربها بينما كان السليمان يؤديها إرضاء لقادته الذين تساقطوا بعد ذلك وكشفت عنهم وزارة الداخلية أمس.
انتقل يوسف السليمان بعد أن أتقن كبس الأزرار لحزامه الناسف إلى أبها، قاطعا في رحلته قرابة 2000 كيلومتر، لأجل أن يهبط إلى قاع الأرض، حملته سيارة الموقوف فهد فلاح الحربي، قبض عليه في أواخر شهر سبتمبر (أيلول) الماضي بمدينة الدمام، التي كان الحربي يستقلها مع زوجته كذلك عبير الحربي، التي قامت بإخفاء الحزام الناسف تحت قدميها، مستغلين خصوصية المرأة السعودية، لينضم السليمان في أبها إلى خلية إرهابية يقودها المطلوب، سعيد آل دعير الشهراني.
في أبها، تبدأ حكاية القرب من التنفيذ بعد أن تم تجنيد أحد الجنود العاملين في قوات الطوارئ الخاصة، وهو ابن أخ قائد الخلية، سعيد آل دعير الشهراني، الذي سهّل للهالك السليمان الدخول إلى مقر مركز التدريب حيث كانت أفواج المتدربين تتهيأ للذهاب إلى مكة المكرمة قبل موسم الحج للمشاركة ضمن القوات الأمنية المشاركة هناك.
ابن أخ الشهراني ويدعى، صلاح آل دعير، تمكن في البدء من التغطية على خيانته لزملائه وتمكينه يوسف السليمان من تفجير المسجد وإزهاق أرواح أحد عشر متدربا عسكريا وأربعة من العاملين الأجانب في المركز، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من الإيقاع به، وعلى اثنين من المتورطين في ذلك العمل الإرهابي وهما: فؤاد محمد آل دهوي وصالح فهد الدرعان.
تلك العملية الإرهابية التي استهدفت مسجدا يقع داخل مركز التدريب، كشفت عن خلية التدمير والتسهيل للمهمة الدموية التي ارتكبها السليمان، وخلايا مرتبطة بها بين الرياض والمنطقة الشرقية، حيث داهمت قوات الأمن في شهر سبتمبر الماضي، موقعين مختلفين بمنطقة الرياض أحدهما بحي المونسية، وتم القبض فيه على الشقيقين: أحمد، ومحمد الزهراني، والثاني الاستراحة التي كان يتدرب فيها السليمان، بمحافظة ضرماء وتم فيها ضبط معمل لتصنيع المواد المتفجرة.
كذلك كشفت القوات الأمنية، خلية إرهابية مكونة من خمسة أشخاص يتواجدون في أربعة مواقع ثلاثة منها بمدينة الرياض والرابع بمدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، ومن بينهم الشخص الذي نقل يوسف السليمان والذي استأجر منزل المونسية كوكر إرهابي، قبل أن يقع في القبضة الأمنية بالدمام، ومعه الموقوف مهند العتيبي، كذلك في ذات المدة الوجيزة تمت مداهمة أمنية لشقة حي الفلاح بمدينة الرياض التي كان يقطنها السليمان مترددا بين ضرماء وبينها قبل تنفيذ جريمته، ونتج عن المداهمة مقتل المطلوب، عقيل المطيري، بعد مبادرته بإطلاق النار على رجال الأمن، وهو ممن سبق استعادتهم من العراق وسجنه بعدها لمدة ثلاث سنوات، وكذلك مداهمة موقعين آخرين في مدينة الرياض.
ولم يكن ذلك نهاية القصة، فرحلة السليمان الطويلة، كشفت عن خلية أبها التي يتزعمها الشهراني، ويعيش فيها تحت إمرته ثمانية آخرون، رصدت الحكومة السعودية مكافآت مالية، مقدارها مليون ريال لكل من يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على أحد المطلوبين وتزداد هذه المكافآت إلى خمسة ملايين في حال القبض على أكثر من مطلوب وإلى سبعة ملايين في حال إحباط عملية إرهابية.
وإن كان لرجال الأمن الكلمة الأولى في تحقيق الإنجازات، فإن وزارة الداخلية بدورها تعترف وتشيد دوما بتعاون المواطنين والمقيمين في الإبلاغ عن بعض تلك الجرائم، ناهلين من أصول المعيشة في المجتمع السعودي المعروف بتماسكه قوة حقيقية، يساندها المناخ العام المستقر والآمن الذي تُعرف به المملكة.
وتدخل السعودية مجددا حربها على الإرهاب بعد أن دحرت ونفذت أحكاما قضائية ضد منتمين لتنظيمات إرهابية وخاصة تنظيم القاعدة، الذي تلقّى ضربات موجعة من الأمن السعودي خلال أعوام قصيرة، بضبط المئات من المؤيدين والحركيين التابعين له مما دفع بضعة من أعضائه إلى الانسحاب إلى اليمن، وتجابه بالقوة الإرهاب بشتى صنوف تياراته، في حرب شاملة ميدانية ودعائية ضد «التنظيمات الجهادية» وبدأت توجّه ضربات أمنية قوية لمعاقل مؤيدي تلك التنظيمات وحركييها، كما تجابه العائدين منهم من مناطق الصراع بإجراءات صارمة وعقوبات رادعة، علاوة على مشاركتها ضمن قوات التحالف الدولي في الحرب على تنظيم داعش بالعراق وسوريا.
وكان تقرير نشره موقع «حملة السكينة» التابع لوزارة الشؤون الإسلامية في السعودية ذكر أن التواصل عبر الإنترنت مع الإدارة المركزية لـ«داعش» لعب دورا مهما في التوجيه وتحديد الأهداف والتوقيت وأن التنظيم لا يمتلك قيادات يثق بها في الداخل وقادرة على تنفيذ مخططات كبرى وعمليات نوعية، بينما الأرقام تؤكد نجاح السعودية في المواجهة الأمنية والفكرية والإعلامية، إذ أن موقوفي «القاعدة» والمشاركين في الموجة السابقة من الإرهاب بلغوا تقريبا 11 ألف موقوف، وأن المنضمّين لـ«داعش» من السعوديين لم يتجاوزوا الألفي شخص.



سحب الجنسية الكويتية من رجل الأعمال معن الصانع

معن الصانع
معن الصانع
TT

سحب الجنسية الكويتية من رجل الأعمال معن الصانع

معن الصانع
معن الصانع

أصدرت الحكومة الكويتية، اليوم، مرسوماً بفقدان الجنسية الكويتية من خمسة أشخاص بينهم الملياردير معن عبد الواحد الصانع، وذلك وفقاً لنص (المادة 11) من قانون الجنسية الكويتية.

كما ترأس رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف الصباح، اليوم (الخميس)، اجتماع اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، إذ قررت اللجنة سحب وفقدان الجنسية الكويتية من عدد (1647) حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

وشرعت السلطات الكويتية منذ مطلع شهر مارس (آذار) الماضي، من خلال اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، في حملة إسقاط جنسيات وذلك لأسباب مختلفة، يأتي في مقدمتها التزوير، كما تشمل عمليات سحب الجنسية، الأشخاص والتابعين الذين حصلوا عليها من دون استيفاء الشروط القانونية، ومن بينها «صدور مرسوم» بمنح الجنسية، حيث دأب أعضاء في الحكومات السابقة على تخطي هذا القانون ومنح الموافقات على طلبات الحصول على الجنسية دون انتظار صدور مرسوم بذلك.

ومعن الصانع هو رجل كان يحمل الجنسيتين السعودية والكويتية، اشتهر بكونه مؤسس «مجموعة سعد»، التي تضم مجموعة شركات كبيرة تعمل في قطاعات مثل البنوك، والعقارات، والإنشاءات، والرعاية الصحية.

ومع مطلع الألفية الثانية أصبح أحد أغنى رجال الأعمال في السعودية والخليج، وكان على قائمة «فوربس» لأغنى مائة رجل في العالم عام 2007، لكنَّ أعماله تعرضت للانهيار بعد خلافات اتُّهم خلالها بالاحتيال، لينتهي الخلاف مع عائلة القصيبي وآخرين في أروقة المحاكم، وتعثرت «مجموعة سعد»، إلى جانب شركة أخرى هي «أحمد حمد القصيبي وإخوانه»، في عام 2009، مما وصل بحجم الديون غير المسددة للبنوك إلى نحو 22 مليار دولار.

وفي مارس (آذار) 2019 وافقت محكمة سعودية على طلب رجل الأعمال المحتجز والمثقل بالديون وشركته لحل قضيتهما من خلال قانون الإفلاس الجديد في المملكة.

وقبيل نهاية عام 2018 طُرحت عقارات مملوكة لمعن الصانع للبيع في مزاد علني، من أجل سداد أموال الدائنين التي تقدَّر بمليارات الريالات، حيث كلَّفت المحكمة شركة متخصصة بالمزادات ببيع الأصول على مدار خمسة أشهر في مزادات في المنطقة الشرقية وجدة والرياض.