تخبط في المواعيد عشية {جنيف 3}.. وتوجه نحو تأجيل ثان

أعضاء وفد المعارضة السورية باقون في الرياض بانتظار قرار المشاركة والتأشيرات الأوروبية

عناصر من الجبهة الشامية يلتفون حول موقد نار طلبا للدفءفي أحد شوارع المدينة القديمة لحلب ({رويترز})
عناصر من الجبهة الشامية يلتفون حول موقد نار طلبا للدفءفي أحد شوارع المدينة القديمة لحلب ({رويترز})
TT

تخبط في المواعيد عشية {جنيف 3}.. وتوجه نحو تأجيل ثان

عناصر من الجبهة الشامية يلتفون حول موقد نار طلبا للدفءفي أحد شوارع المدينة القديمة لحلب ({رويترز})
عناصر من الجبهة الشامية يلتفون حول موقد نار طلبا للدفءفي أحد شوارع المدينة القديمة لحلب ({رويترز})

حفلت الساعات الماضية بكثير من التناقضات بشأن الاجتماعات الرامية إلى إيجاد حل للأزمة السورية، التي كان من المفترض أن تنطلق في جنيف مساء اليوم، إلا أن المعارضة السورية بدت غير جاهزة تقنيا وسياسيا للمشاركة في هذا التوقيت، مقابل تأكيد أممي على أن {لا تغيير في المواعيد}.
وبانتظار حسم المعارضة موقفها النهائي اليوم، يبدو أن مصير الاجتماع هو تأجيل جديد إلى الاثنين المقبل وفق ما أشارت إليه مصادر قيادية في الهيئة العليا التفاوضية لـ{الشرق الأوسط}، وذلك لأسباب وصفتها بـ{التقنية واللوجيستية}، أهمها عدم حصول أعضاء الوفد المفاوض لغاية الآن على تأشيرات إلى سويسرا، لافتة في الوقت عينه إلى احتمال أن تحدث تعديلات في مهام ومسؤوليات أعضاء وفد الهيئة المفاوض في اللحظة الأخيرة. ويعد هذا ثاني تأجيل للمفاوضات التي كانت مقررة أصلا الاثنين الماضي.
وكان لافتا أمس التناقض في التصريحات بين المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا ومديرة مكتبه، إذ بعدما توجّه دي ميستورا إلى الشعب السوري برسالة أشار فيها إلى أن المفاوضات ستجري خلال الأيام المقبلة، قالت خولة مطر المتحدثة باسمه: {ليس هناك إرجاء من جانبنا}. كما أعلن أمس أيضًا عن اقتراح روسي بعقد اجتماع دولي حول الأزمة السورية بحضور مسؤولين غربيين وعرب وإيرانيين في ميونيخ بألمانيا في 11 فبراير (شباط) المقبل.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية قد واصلت أمس لليوم الثالث على التوالي مشاوراتها في الرياض، بعدما تلقت جوابا إيجابيا، وفق وصفها، من المبعوث الدولي حيال المطالب التي سبق أن قدمتها له لجهة فصل المسار السياسي عن الإنساني. وتلقت مساء ردا أوليا من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يتبنى خلاله جواب دي ميستورا، وفق ما كشفه المتحدث باسم الهيئة رياض نعسان آغا لـ{الشرق الأوسط}، مشيرا إلى أن القرار النهائي للهيئة سيعلن اليوم. وفي حين رجّح أن تتجه الهيئة إلى اتخاذ قرار بالمشاركة بناء على المعطيات التي أصبحت لديها، أشار في الوقت عينه إلى تصلب في موقف ممثلي الفصائل العسكرية، وهذا أمر لن يكون سهلا تجاوزه.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.