مكتب التحقيقات الفيدرالي: تحرير محمية طبيعية في أوريغون بعد احتلالها

مقتل شخص واعتقال زعيم المحتجين

مكتب التحقيقات الفيدرالي: تحرير محمية طبيعية في أوريغون بعد احتلالها
TT

مكتب التحقيقات الفيدرالي: تحرير محمية طبيعية في أوريغون بعد احتلالها

مكتب التحقيقات الفيدرالي: تحرير محمية طبيعية في أوريغون بعد احتلالها

قال نشطاء ومسؤولون إنّ أحد المحتجين قتل بالرصاص وألقي القبض على ثمانية آخرين، يوم أمس (الثلاثاء)، بعد أن تصدّت السلطات لاعضاء في جماعة مسلحة احتلت على مدى نحو شهر محمية طبيعية في ولاية أوريغون الاميركية.
من جانبه، أفاد مكتب التحقيقات الفيدرالي، بأنّ دوي طلقات نار تردد بعد أن أوقف ضباط سيارة تقل أمون بوندي زعيم المحتجين وآخرين قرب محمية مالور الاتحادية للحياة الطبيعية.
وقال نشطاء إنّ روبرت لافوي فينيكوم وهو صاحب مزرعة مواشي والمتحدث باسم المحتلين قتل.
وقال مسؤول عن تنفيذ القانون لوكالة "رويترز" للأنباء، إنّ مكتب التحقيقات الاتحادي كان يقيم سياجا حول المحمية مساء أمس، وإنّ محتجين لا يزالون يحتلون المحمية احتجاجا على سيطرة الحكومة الاتحادية على مساحات كبيرة من الاراضي في الولاية.
في المقابل أفاد جيسون باتريك أحد المحتجين الباقين للوكالة في اتصال هاتفي، بأنّهم باقون "حتى ترفع المظالم". مضيفًا "أسمع عبارة حل سلمي منذ أسابيع والآن قتل راعي بقر هو صديقي - فاستعدوا للحل السلمي".
وكان الاستيلاء على المحمية في الثاني من يناير (كانون الثاني)، هو أحدث حلقة فيما يسمى بتمرد سيغبراش وهو صراع عمره عشر سنوات حول سيطرة الحكومة الاميركية على ملايين الافدنة من الارض في الغرب. ويقول المحتجون إنّهم يحمون الدستور.
كما أفاد مكتب التحقيقات بأن أربعة أشخاص آخرين جميعهم يشغل مواقع قيادية في الاحتلال، احتجزوا مع بوندي، في أعقاب مواجهة على الطريق السريع رقم 395 في شمال شرقي الولاية في حوالي الساعة 4:25 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (00:25 بتوقيت غرينتش).
واعتقلت شرطة ولاية أوريغون شخصًا سادسًا في حادث منفصل بعد حوالي ساعة ونصف الساعة.
وقال مكتب التحقيقات إنّ شخصًا سابعًا اعتقل في وقت لاحق ويدعى بيتر سانتيلي وعمره 50 سنة، وهو صحافي كان ينقل صورة حية للاحداث في المحمية.
وتابع مكتب التحقيقات أنّه اعتقل شخصا ثامنا في اريزونا على صلة بالاحتلال. مضيفًا أنّ جميع المعتقلين يواجهون تهمًا اتحادية بالتآمر لاستخدام القوة أو الترويع أو التهديد بتعطيل ضباط اتحاديين عن أداء مهامهم.



رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية
TT

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

رياح اليسار تهب مجدداً على أميركا اللاتينية

هل عادت رياح اليسار تهب من جديد على أميركا اللاتينية بعد موجة الانتصارات الأخيرة التي حصدتها القوى والأحزاب التقدمية في الانتخابات العامة والرئاسية؟
من المكسيك إلى الأرجنتين، ومن تشيلي إلى هندوراس والبيرو، ومؤخراً كولومبيا، خمسة من أقوى الاقتصادات في أميركا اللاتينية أصبحت بيد هذه الأحزاب، فيما تتجه كل الأنظار إلى البرازيل حيث ترجح الاستطلاعات الأولى فوز الرئيس الأسبق لولا دي سيلفا في انتخابات الرئاسة المقبلة، وإقفال الدائرة اليسارية في هذه المنطقة التي تتعاقب عليها منذ عقود شتى أنظمة الاستبداد العسكري والمدني، التي شهدت أبشع الديكتاتوريات اليسارية واليمينية.
بعض هذه الدول عاد إلى حكم اليسار، مثل الأرجنتين وهندوراس وبوليفيا، بعد أن جنح إلى الاعتدال، ودول أخرى لم تكن تتصور أنها ستقع يوماً في قبضة القوى التقدمية، مثل تشيلي وكولومبيا، فيما دول مثل المكسيك وبيرو ترفع لواء اليسار لكن اقتصادها يحتكم إلى أرسخ القواعد الليبرالية.
هذه الموجة تعيد إلى الأذهان تلك التي شهدتها المنطقة مطلع هذا القرن مع صعود هوغو تشافيز في فنزويلا، وتحت الظل الأبدي الوارف لفيديل كاسترو، فيما أطلق عليه يومها «اشتراكية القرن الحادي والعشرين». ومن المفارقة أن الدوافع التي كانت وراء ظهور هذه الموجة، نجدها غالباً في تمايزها عن تلك الموجة السابقة التي كان لارتفاع أسعار المواد الأولية والصادرات النفطية الدور الأساسي في صمودها. فيما محرك التغيير اليوم يتغذى من تدهور الوضع الاجتماعي الذي فجر احتجاجات عام 2019 وتفاقم مع ظهور جائحة «كوفيد». يضاف إلى ذلك أن تطرف القوى اليمينية، كما حصل في الأرجنتين وكولومبيا وتشيلي وبيرو، أضفى على الأحزاب اليسارية هالة من الاعتدال ساعدت على استقطاب قوى الوسط وتطمين المراكز الاقتصادية.
ومن أوجه التباين الأخرى بين الموجتين، أنه لم يعد أي من زعماء الموجة الأولى تقريباً على قيد الحياة، وأن القيادات الجديدة تتميز ببراغماتية ساعدت على توسيع دائرة التحالفات الانتخابية نحو قوى الوسط والاعتدال كما حصل مؤخراً في تشيلي وكولومبيا.
حتى لولا في البرازيل بحث عن حليفه الانتخابي في وسط المشهد السياسي واختار كمرشح لمنصب نائب الرئيس جيرالدو آلكمين، أحد زعماء اليمين المعتدل، الذي سبق أن هزمه في انتخابات عام 2006.
ولى زمن زعماء اليسار التاريخيين مثل الأخوين كاسترو في كوبا، وتشافيز في فنزويلا، وإيفو موراليس في بوليفيا، الذين اعتنقوا أصفى المبادئ الاشتراكية وحاولوا تطويعها مع مقتضيات الظروف المحلية، وجاء عهد قيادات جديدة تحرص على احترام الإطار الدستوري للأنظمة الديمقراطية، وتمتنع عن تجديد الولاية، وتلتزم الدفاع عن حقوق الإنسان والحفاظ على البيئة.
لكن مع ذلك لا يستقيم الحديث عن كيان واحد مشترك تنضوي تحته كل القوى التقدمية الحاكمة حالياً في أميركا اللاتينية، إذ إن أوجه التباين بين طروحاتها الاقتصادية والاجتماعية تزيد عن القواسم المشتركة بينها، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول طبيعة العلاقات التي ستقيمها هذه القوى التقدمية مع محيطها، وأيضاً مع بقية دول العالم.
وتشير الدلائل الأولى إلى ظهور توتر يتنامى بين رؤية القوى التقدمية الواقعية والمتعددة الأطراف للعلاقات الدولية، والمنظور الجيوستراتيجي للمحور البوليفاري. ومن المرجح أن يشتد في حال فوز لولا في البرازيل، نظراً لتمايز نهجه الدبلوماسي عن خط كوبا وفنزويلا، في الحكم كما في المعارضة.
ويلاحظ أن جميع القوى اليسارية الحاكمة اليوم في أميركا اللاتينية، وخلافاً لتلك التي حكمت خلال الموجة السابقة، تعتمد أسلوباً دفاعياً يهدف إلى صون، أو إحداث، تغييرات معتدلة من موقع السلطة وليس من خلال التعبئة الاجتماعية التي كانت أسلوب الأنظمة اليسارية السابقة، أو البوليفارية التي ما زالت إلى اليوم في الحكم. ولا شك في أن من الأسباب الرئيسية التي تدفع إلى اعتماد هذا الأسلوب الدفاعي، أن القوى اليسارية والتقدمية الحاكمة غير قادرة على ممارسة الهيمنة السياسية والآيديولوجية في بلدانها، وهي تواجه صعوبات كبيرة في تنفيذ برامج تغييرية، أو حتى في الحفاظ على تماسكها الداخلي.
ويتبدى من التحركات والمواقف الأولى التي اتخذتها هذه الحكومات من بعض الأزمات والملفات الإقليمية الشائكة، أن العلاقات مع كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا ستكون مصدراً دائماً للتوتر. ومن الأمثلة على ذلك أن الرئيس الكولومبي الجديد غوستافو بيترو، ونظيره التشيلي، اللذين كانا لأشهر قليلة خلت يؤيدان النظام الفنزويلي، اضطرا مؤخراً لإدانة انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها نظام نيكولاس مادورو، علماً بأن ملايين الفنزويليين لجأوا في السنوات الأخيرة إلى كولومبيا وتشيلي.
وفي انتظار نتائج الانتخابات البرازيلية المقبلة، وبعد تراجع أسهم المكسيكي مانويل لوبيز لوبرادور والتشيلي بوريتش لقيادة الجبهة التقدمية الجديدة في أميركا اللاتينية، برزت مؤخراً صورة الرئيس الكولومبي المنتخب الذي يتولى مهامه الأحد المقبل، والذي كان وضع برنامجه الانتخابي حول محاور رئيسية ثلاثة تمهد لهذا الدور، وهي: الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وتغير المناخ، والدور المركزي لمنطقة الكاريبي والسكان المتحدرين من أصول أفريقية، والميثاق الإقليمي الجديد الذي لا يقوم على التسليم بريادة الولايات المتحدة في المنطقة لكن يعترف بدورها الأساسي فيها.