رئيس الوزراء اليمني يؤكد حتمية مواجهة التنظيمات المتطرفة في المناطق المحررة

رئيس الوزراء اليمني يؤكد حتمية مواجهة التنظيمات المتطرفة في المناطق المحررة
TT

رئيس الوزراء اليمني يؤكد حتمية مواجهة التنظيمات المتطرفة في المناطق المحررة

رئيس الوزراء اليمني يؤكد حتمية مواجهة التنظيمات المتطرفة في المناطق المحررة

أكد رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح، اليوم (الثلاثاء)، حتمية المواجهة مع التنظيمات المتطرفة في المناطق التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها من المتمردين الحوثيين، لاسيما في عدن، ثاني كبرى مدن البلاد.
وتشهد المدينة تفجيرات واغتيالات استهدفت مسؤولين سياسيين وأمنيين.
وقال بحاح خلال مؤتمر صحافي اليوم في ابو ظبي "نعرف ان (انهاء) التطرف مع القاعدة وداعش لن يأتي في اطار المحاورة والمناصحة فقط". وشدد على ان سلطة الدولة يجب ان تكون "قوية في إيقاف أي عبث يأتي من هذه الاطراف (...) هذه المواجهات ستكون حتمية"، مضيفا "لا يمكن ان تعود الدولة الى الداخل او تكون قوية بوجود هذه الجهات المتطرفة". مؤكدا "هي مواجهة حتمية أكانت اليوم أم غدا".
وقارن بحاح بين التنظيمات المتطرفة، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والذين يسيطرون على مناطق عدة من البلاد منذ اكثر من عام، ويخوضون مواجهات مع القوات الحكومية الشرعية. وقال "نواجه إرهابا دخيلا بأشكال متعددة هدفه سفك الدماء وقتل الابرياء وتدمير المدن (...) والذي يشكل كثيرا من الخطر على المناطق المحررة، في الوقت الذي تأمن بطشه ميليشيا الانقلاب من جماعة الحوثي وصالح، فلا سبيل لنا إلا اقتلاعه ومحاربته في كل المدن".
واعتبر رئيس الوزراء اليمني ان "وجود هذه الجماعات (المتطرفة) حال دون استكمال الاعمار في المناطق المحررة .. غير ان يقيننا راسخ بزوالها". وأضاف "الحوثيون أثبتوا أنهم لا يقلّون سوءا عن القاعدة وداعش".
وقال بحاح ان القوات الحكومية قادرة على شن هجوم لاستعادة صنعاء، لكنها تحبذ التوصل الى حل سياسي. موضحا ان "الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على مشارف صنعاء. هل نريد ان نحرر صنعاء وبعض المناطق بالقوة؟ بقولي الصادق لا نتمنى ذلك، ونتمنى ان تكون الأمور سلمية ونحافظ على عاصمتنا ونحافظ على ما تبقى من هذه المناطق (...) الحروب لا تخلف إلا الدمار أساسا".
في المقابل، اكد رئيس الحكومة اليمني أن أي موعد لمفاوضات جديدة بين طرفي النزاع لم يحدد بعد، وهو ما سبق لمبعوث الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد ان أعلنه قبل أيام.
وكان الطرفان اتفقا إثر جولة مفاوضات برعاية الامم المتحدة في سويسرا الشهر الماضي على عقد جولة جديدة من المباحثات في 14 يناير (كانون الثاني) الحالي، إلا ان هذا الموعد أرجئ من دون تحديد موعد آخر.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.