ملك النرويج وزوجته يحتفلان بمرور ربع قرن على ولايتهما العرش

ظهرا أمام الجمهور في ميدان القصر الملكي لتقديم التحية والترحيب

الملك هارالد والملكة سونيا والأمير هوكون خلال حضور قداس كنسي  (إ.ب.أ)
الملك هارالد والملكة سونيا والأمير هوكون خلال حضور قداس كنسي (إ.ب.أ)
TT

ملك النرويج وزوجته يحتفلان بمرور ربع قرن على ولايتهما العرش

الملك هارالد والملكة سونيا والأمير هوكون خلال حضور قداس كنسي  (إ.ب.أ)
الملك هارالد والملكة سونيا والأمير هوكون خلال حضور قداس كنسي (إ.ب.أ)

بمرور 25 عاما على ولايتهما العرش وسط احتفالية شتوية كبيرة، احتفل ملك النرويج وزوجته أمس الأحد بالمناسبة.
وكان الملك هارالد، 78 عاما، تولى في السابع عشر من يناير (كانون الثاني) عام 1991 خلافة والده أولاف رافعا شعار «كل شيء للنرويج». وأقيمت السبت مأدبة غداء للأسرة الملكية ومعها عدد من الضيوف الأجانب. وكانت الاحتفالات قد بدأت رسميا الجمعة.
وحضر الملك وقرينته قداسا كنسيا يوم أمس الأحد عقبه ظهورهما أمام المواطنين في ميدان القصر الملكي.
والنرويج دولة ملكية، في النظام الملكي يعتبر الملك أو الملكة رأس الدولة، وصلاحيات الملك السياسية في النرويج محدودة ولكن لديه دور رسمي في اجتماعات مجلس الدولة الأسبوعي مع الحكومة لا يتم اختيار الملك أو الملكة عن طريق الشعب بانتخاب سياسي ولكن يورث اللقب من الآباء إلى الأبناء اسم الملك الحالي في النرويج هارالد الخامس وهو متزوج من الملكة سونيا ولديهما طفلان، الأميرة مارثا لويز ولدت في عام (1971) والأمير هوكون ماغنوس ولد في عام (1973) وسيرث الأمير هوكون ماغنوس العرش بعد والده. وسترث الأميرة أنغرد ألكساندرا ابنة الأمير (ولدت في عام 2004) العرش من بعده.
ويذكر أن الملكة سونيا ولدت في أوسلو العاصمة الرسمية لمملكة النرويج وأكبر مدنها، يوم 4 يوليو (تموز) 1937، من الأب كارل أغسطس هارلدسن (1959 - 1889) رجل الأعمال، ومن الأم داغني هارلدسن (1898 - 1994) في منطقة Vinderen. أنهت تعليمها الثانوي عام 1954 بعدها حصلت على الدبلوم. وفي لوزان، سويسرا درست المحاسبة، وتصميم الأزياء، والعلوم الاجتماعية. عادت إلى النرويج ولمزيد من التعليم، حصلت على درجة البكالوريوس في الفرنسية، والإنجليزية، وتاريخ الفن من جامعة أوسلو. وفي عام 1994 حصلت على الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية من جامعة المحيط الهادي اللوثرية واشنطن، الولايات المتّحدة الأميركيّة.
في عام 1959 التقت الآنسة سونيا (لاحقًا الملكة سونيا) بالأمير هارالد الخامس (لاحقًا الملك هارالد الخامس) وفي يوم 29 أغسطس (آب) عام 1968 تزوج الزوجان في كاتدرائية أوسلو. بعد حفل الزفاف، بدأت الأميرة الجديدة تنفيذ واجباتها الملكية في النرويج وخارجها. في عام 1972 شاركت في إنشاء صندوق الأميرة مارثا لويز، الذي يوفر المساعدة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في النرويج. كما شاركت في وفد الصليب الأحمر لبوتسوانا وزيمبابوي عام 1989 وكانت نائبة رئيس الصليب الأحمر النرويجي (1987 - 1990).
توفي الملك أولاف الخامس في 17 يناير 1991 وفي يوم 21 يناير 1991 توج صاحب السمو ولي العهد هارالد الخامس ملكًا على النرويج وأصبحت الأميرة سونيا ملكة النرويج.
ووفقًا للدستور النرويجي الذي اعتمد في 17 مايو (أيار) (سنة 1814)، والمستوحى من إعلان استقلال الولايات المتحدة والثورة الفرنسية عامي 1776 و1798 على التوالي، فإن النرويج يحكمها نظام ملكي دستوري وحدوي بنظام برلماني. ملك النرويج هو قائد الدولة، بينما رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية. كما تتبنى البلاد مبدأ الفصل بين السلطات: التشريعية والتنفيذية والقضائية، كما ينص الدستور الذي يعد بمثابة الوثيقة القانونية العليا في البلاد.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».