الاصطفافات الجديدة للترشيحات الرئاسية تزيد التباعد بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية»

فتفت لـ {الشرق الأوسط}: جعجع يرتكب خطأ فادحًا بإصراره على ترشيح عون

الاصطفافات الجديدة للترشيحات الرئاسية تزيد التباعد بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية»
TT

الاصطفافات الجديدة للترشيحات الرئاسية تزيد التباعد بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية»

الاصطفافات الجديدة للترشيحات الرئاسية تزيد التباعد بين «المستقبل» و«القوات اللبنانية»

التباعد بين حزب «القوات اللبنانية» وتيار «المستقبل» حول مقاربة الاستحقاق الرئاسي، يزداد أكثر فأكثر، في ظل تسرب معلومات عن لقاءات جديدة جمعت رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجية في العاصمة الفرنسية باريس، والتأكيد على المضي في ترشيح الحريري لفرنجية لرئاسة الجمهورية، ولعلّ ما زاد حدّة التباين، الكلام المنسوب لرئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال لقائه كوادر حزبه، عن إصراره على ترشيح رئيس التيار الوطني الحرّ النائب ميشال عون مقابل ترشيح الحريري خصمه اللدود سليمان فرنجية.
هذا التباين بدا واضحًا أيضًا في كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق إثر زيارته جعجع ليل الثلاثاء في معراب، وقوله: «يجب أن نعترف جميعًا أن البلد يعيش عواصف سياسية، وليس عاصفة سياسية واحدة، وبالتالي تركز النقاش على وجوب التروي والهدوء وإيجاد مخارج يجب أن تكون مشتركة دائما بيننا وبين الحكيم (جعجع)، نظرا لتاريخنا السياسي المشترك والطويل».
لكن موقف عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت كان أكثر وضوحًا، فهو رأى أنه «من المبكر الحكم على نتائج ترشيح جعجع لعون قبل إعلان ذلك رسميًا»، وذكّر بأن هذا الأمر «حق سياسي له بأن يسمّي من يشاء من المرشحين».
وأكد فتفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذ أقدم جعجع على ترشيح عون، يكون ارتكب خطأ فادحًا بحق نفسه أولاً وبحق (القوات اللبنانية) ثانيًا». وأوضح أنه «إذا وصل العماد عون إلى الرئاسة، فإن التيار الوطني الحر لن يترك السلطة، ولن يعطي هامشًا سياسيًا لـ(القوات)». ولم يخف أنه «إذا أعلن جعجع ترشيح عون رسميًا،



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.