سفينة خاصة لجمع البلاستيك من البحار

بإشراف منظمة «عالم واحد.. محيط واحد»

سفينة خاصة لجمع البلاستيك من البحار
TT

سفينة خاصة لجمع البلاستيك من البحار

سفينة خاصة لجمع البلاستيك من البحار

حينما فحص أعضاء منظمة «الكوكب البلاستيكي»، الداعية إلى عالم بلا بلاستيك، دماءهم قبل سنة عثروا على نسبة مقلقة من جزيئات البلاستيك فيها. وهكذا تسلل البلاستيك إلى حياة البشر بعد أن كان قد تسلل إلى بطون الأسماك والأحياء والطيور البحرية من خلال انتشاره في البحار والمحيطات.
يعمل الألمانيان جونتر بونين ودرك لندناو بدأب منذ أشهر لبناء أول سفينة من نوعها في العالم تتخصص في تنظيف البحار والمحيطات من أطنان نفايات البلاستيك. يترأس بونين منظمة «عالم واحد.. محيط واحد» البيئية الألمانية، بينما يتخصص لندناو في هندسة البواخر والسفن، وينشط في منظمات الدفاع عن البيئة البحرية. أطلق الناشطان على الباخرة الصغيرة اسم «خروف البحر»، ويفترض أن تدشن عملها في خدمة البيئة البحرية في صيف العام الحالي.
تجري أعمال البناء في ورشة «ترافه» لبناء السفن في مدينة لوبيك الساحلية الألمانية على بحر الشمال، حيث تنتشر «الجزر البلاستيكية العائمة» الناجمة عن إلقاء البلاستيك في البحر. وتمت هندسة الباخرة، بحيث يتوفر فراغ بين جانبي الباخرة يتسع لشبكات متحركة عرضها 12 مترًا تنتشل قطع البلاستيك العائمة على سطح البحر، ليجري لاحقًا تفريغها في مخازن داخل جوف السفينة.
ويأمل الناشطان في أن يتحول مشروع «خروف البحر» إلى مشروع عالمي تنتج دول العالم البحرية بواسطته ما يكفي من السفن الكفيلة بتخليص البحار والمحيطات من مشكلة البلاستيك. يتحرك «خروف البحر» بسرعة 4 كم / ساعة، كي يتمكن من لم النفايات البلاستيكية ببطء، وأن يغطي مساحات واسعة من البحر كل يوم. وطبيعي لن يصبح المشروع بيئيًا حقيقيًا ما لم يتزود بالطاقة البديلة، وهكذا زودها المهندس لندناو بمحرك يعمل بالطاقة الشمسية التي تتجمع على الألواح الكهروضوئية على سطح السفينة.
التحدي الذي واجهه المهندس، بحسب رأي بونين، أنه صمم السفينة بحيث تتألف من عدة قطع كاملة تتركب على بعضها. إذ يتيح هذا التصميم تقسيم الباخرة في ثمانية أجزاء صغيرة، ليجري نقلها برًا أيضًا إلى أي مكان في العالم داخل صناديق. و«خروف البحر» صالح لتنظيف السواحل والمياه القريبة من السواحل، لأن عمق شبكته لا يزيد ما بين 3 و4 أمتار، وعلى هذا الأساس فالشبكة كافية لاصطياد قطع البلاستيك العائمة. ويمكن لباخرة النفايات البلاستيكية أن تجمع طنين من النفايات كل مرة، وهذه كمية كبيرة قياسًا بوزن البلاستيك الخفيف.
ولهذا الغرض تم الاقتصاد في غرفة الكابينة وبقية الأقسام لصالح توفير مستودع نفايات كبير فيها. وطبيعي سيجري جمع النفايات على الساحل ونقلها إلى المصانع بغية تدويرها واستخدامها من جديد، أو التخلص منها نهائيًا.
ترتفع تكلفة بناء «خروف البحر» إلى 250 ألف يورو، وهو مبلغ زهيد رضيت به ورشة بناء السفن «ترافه» خدمة للهدف البيئي. وعبر رئيس الورشة عن فخره ببناء هذه الباخرة، واعتبرها تحديًا لإحدى أهم الظواهر البيئية السلبية (البلاستيك)، مشيرًا إلى أن بونين ولندناو ينويان بناء مزيد منها مستقبلاً. كما يخطط الناشطان لبناء باخرة كبيرة من هذا الطراز ستحمل اسم «فيل البحر».
رحبت المنظمات البيئية الألمانية، خصوصًا اتحاد حماية البيئة (نابو)، وصندوق البيئة الدولي، بالمشروع واعتبروه خطوة مهمة على تخليص البحر من جزء من قطع البلاستيك الكبيرة (ماكرو بلاستيك).



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.