مارك زوكربيرغ مؤسس «فيسبوك» يتفاوض لشراء طائرات «درون»

استخدام التكنولوجيا الشمسية لربط مئات الملايين بالإنترنت

زوار معرض سبيت للتكنولوجيا المقام حاليا في مدينة هانوفر الألمانية يشاهدون أداء طائرة «درون» (الشبح 2) (رويترز)
زوار معرض سبيت للتكنولوجيا المقام حاليا في مدينة هانوفر الألمانية يشاهدون أداء طائرة «درون» (الشبح 2) (رويترز)
TT

مارك زوكربيرغ مؤسس «فيسبوك» يتفاوض لشراء طائرات «درون»

زوار معرض سبيت للتكنولوجيا المقام حاليا في مدينة هانوفر الألمانية يشاهدون أداء طائرة «درون» (الشبح 2) (رويترز)
زوار معرض سبيت للتكنولوجيا المقام حاليا في مدينة هانوفر الألمانية يشاهدون أداء طائرة «درون» (الشبح 2) (رويترز)

قالت مصادر إخبارية أميركية، أمس (الاثنين)، إن مارك زوكربيرغ، مؤسس ومالك شركة «فيسبوك» للاتصالات الاجتماعية، يتفاوض لشراء شركة «تيتان» الفضائية التي تنتج طائرات «درون» (من دون طيار) لاستعمالها في اتصالات «فيسبوك» في أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وآسيا.
في السنة الماضية، أعلنت شركة «تيتان» أنها ستبدأ إنتاج طائرات «درون» تعمل بالطاقة الشمسية، وتقدر، بالتالي، على أن تحلق في القضاء لفترات طويلة جدا. وأن أكثر المناطق التي يمكن استعمالها فيها هي المناطق الحارة، بسبب توفر الطاقة الشمسية.
وكان زوكربيرغ قال، في مؤتمر تكنولوجي في السنة الماضية، أنه ضاق ذرعا باستعمال شركات الاتصالات التلفونية لنقل إشارات «فيسبوك». وسأل: «كيف يمكننا ونحن شركة عالمية عملاقة الاعتماد على شركات أخرى يمكن أن تزيد أسعارها، أو يمكن أن تقاطعنا؟».
وفي الوقت نفسه، انتقد وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه)، بعد كشف عمليات تجسس واسعة شملت اتصالات شركات مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«غوغل» و«مايكروسوفت».
وحسب معلومات نشرتها شركة «فيسبوك»، لا يقدر ثلثا سكان العالم على الوصول إلى الإنترنت. قالت ذلك في نطاق اتصالات يجريها زوكربيرغ مع رؤساء شركات مثل «سامسونغ» و«نوكيا» و«كوالكوم» لتحسين الاتصالات الإلكترونية حول العالم. وأيضا، لتحاشي عمليات التجسس التي تقوم بها الحكومة الأميركية، أو أي حكومة أخرى.
وأمس (الاثنين)، قالت صحيفة «تيك كرنش»، المتخصصة في أخبار التكنولوجيا والعلوم، إن خطة زوكربيرغ «ستكون وسيلة جديدة، وأيضا وسيلة سريعة». وأضافت: «من دون حفر في الأرض، ومن دون مد أسلاك تحت الأرض، تستطيع طائرات (درون) الشمسية نقل الإنترنت إلى أي منزل، وأي مزرعة، وأي مرعى».
وحسب موقع شركة «تيتان»، تستطيع هذه الطائرة الجديدة على أن تقلع وتهبط تلقائيا. وعلى أن تتصل مع أي محطة أرضية من مدار جوي على ارتفاع 65 ألف قدم (أعلى بكثير من مدارات الطائرات العادية). وتستطيع البقاء في الغلاف الجوي لمدة تصل إلى خمس سنوات من دون أن تتزود بالوقود. وتوفر اتصالات لمسافة 100 ميل (120 كيلومترا تقريبا).
وقالت شركة «تيتان» إنها لا تبيع هذه الطائرات في الوقت الحاضر، وإن الطائرات في «مرحلة التطوير»، وإن «العمليات التجارية» ستبدأ في العام المقبل. غير أن الشركة ركزت على «عقودات البنتاغون»، إشارة إلى إمداد العسكريين الأميركيين بطائرات «درون» التي تستعمل الآن في الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان واليمن والصومال وغيرها.
وقالت صحيفة «تيك كرنش» إن التكنولوجيا الشمسية ستساعد على ربط مئات الملايين من الناس بالإنترنت، وإن من بين فوائدها، بالنسبة إلى شركة «فيسبوك» وغيرها من الشركات التي تعمل في هذا المجال، ليس فقط تطوير وتوسيع عملياتها، ولكن، أيضا، الوصول إلى أسواق جديدة، مثل أحراش أفريقيا، وصحارى الشرق الأوسط، ومرتفعات أميركا الجنوبية.
وأضافت الصحيفة أن مشروع «فيسبوك» هذا سينافس مشروع «لون» الذي بدأته شركة «غوغل»، والهدف منه، أيضا، الوصول إلى الناس في المناطق البعيدة. لكن، «غوغل» يعتمد على بالونات عملاقة تربط بالأرض، وتبقى في الجو لتغطي كل واحدة مساحة 20 ميلا (30 كيلومترا تقريبا). وجاء اسم «لون» من الكلمة الإنجليزية «بالون»، ويستعمل غاز الهيليوم في هذه التكنولوجيا. وعلى الرغم من أن هذه البالونات ستحمل ألواحا للطاقة الشمسية لإدارة الأجهزة، تعتمد على الرياح في التنقل من مكان إلى مكان.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».