العاصفة {فلاديمير} تكتسح لبنان.. والذهب الأبيض يكلل قممه وجباله

اللبنانيون تفاءلوا بها خيرا والنازحون السوريون الأكثر تضررا

الثلوج غطت مناطق لبنانية وصل ارتفاعها إلى أكثر من 70 سنتيمترًا ({الشرق الأوسط})
الثلوج غطت مناطق لبنانية وصل ارتفاعها إلى أكثر من 70 سنتيمترًا ({الشرق الأوسط})
TT

العاصفة {فلاديمير} تكتسح لبنان.. والذهب الأبيض يكلل قممه وجباله

الثلوج غطت مناطق لبنانية وصل ارتفاعها إلى أكثر من 70 سنتيمترًا ({الشرق الأوسط})
الثلوج غطت مناطق لبنانية وصل ارتفاعها إلى أكثر من 70 سنتيمترًا ({الشرق الأوسط})

استفاق اللبنانيون في أول يوم من العام الجديد على مشهد أبيض بامتياز. فوصول العاصفة «فلاديمير» بيّضتها كما رددوا، فكانت فاتحة خير تفاءلوا بها.
واكتسحت الثلوج المناطق اللبنانية ابتداء من ارتفاع 700 متر، فاحتضن الذهب الأبيض البيوت والشاليهات والفنادق التي تكللت بطبقة سميكة من الثلج، جعلت نزلاءها يقبعون في أماكنهم، بعد أن أقفلت الطرقات والمسارات في مختلف المناطق اللبنانية العالية الارتفاع.
واحتلت صور «فلاديمير» فجأة مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث راح العالقون في تلك المناطق يلتقطونها والخلفية البيضاء وراءهم، بعد أن وجدوها تشكل أولوية أكبر من صور احتفالاتهم بوصول العام الجديد.
حتى نشرات الأخبار التلفزيونية التي كانت قد اختتمت فقراتها في آخر أيام عام 2015 بمشاهد عن تلك الاحتفالات، الدائرة في بلدات اهدن وزحلة وفاريا وبسكنتا والأرز، افتتحتها في أول يوم من عام 2016 بتقارير لمراسليها وصلوا تلك المناطق بصعوبة لنقل أحوال الطقس مباشرة من هناك.
وهكذا اكتسحت مشاهد الثلوج على الطرقات والشوارع في الجبال، صفحات «فيس بوك» و«إنستغرام» و«تويتر»، وشاشات التلفزة معلنة بدء موسم الشتاء فعليا في لبنان.
وكانت هذه العاصفة قد ضربت لبنان مساء الخميس الماضي، تحت تأثير المنخفض الجوي والكتلة القطبية المرافقة له (من القطب الشمالي)، كما ذكرت مصادر مركز الرصد الجوي في مطار بيروت.
ورغم بعض الانقشاعات التي تخللت طقس أول يوم من السنة، وحسب مصادر مصلحة الأرصاد الجوية، فإن الآتي أعظم. فقد أشارت تقاريرها لنشرات الطقس التي تابعها اللبنانيون لحظة بلحظة، ولا سيما العالقون منهم في أماكن السهر التي اختاروها لوداع عام 2015 واستقبال عام 2016، بأن الأيام المقبلة ستحمل تدنيا أكبر لدرجات الحرارة وسقوط أمطار غزيرة.
ومن المتوقع أن يشهد اليوم تكملة للعاصفة، ستصل ذيولها التي طالت المناطق على ارتفاع 700 متر وما فوق، إلى مناطق أقل ارتفاعا تصل إلى 400 متر. كما أنه من المنتظر ودائما حسب مركز مصلحة الأرصاد في مطار بيروت، أن تستمر هذه العاصفة مع أمطار غزيرة حتى يوم الاثنين وربما أكثر.
وفي ظل إقفال الطرقات بسبب الثلوج تحركت آليات وزارة الأشغال العامة من جرافات وكثير من رجال الدفاع المدني، لفتح هذه الطرقات بصعوبة وببطء لعدم استطاعتهم الوصول إلى كل المناطق، بسبب حوادث السير من ناحية (انزلاقات على الجليد)، وبسبب اكتظاظ السير على شوارع مناطق أخرى من ناحية ثانية، حاول بعض اللبنانيين المضطرين إلى مغادرتها العودة إلى بيوتهم في العاصمة ولكن دون جدوى.
ونصح رؤساء البلديات والمخاتير أهالي تلك المناطق، بعدم التنقل بسياراتهم توفيرا لزحمة سير غير مرغوب فيها، ولتسهيل مغادرة ضيوفهم في تلك البلدات.
وشهدت درجات الحرارة هبوطا ملحوظا في تلك الأثناء، وصلت إلى صفر في مناطق بحمدون وصوفر وعاليه، بينما طالت (- 3) في اهدن والأرز.
وبينما وصلت سرعة الرياح إلى 70 كيلومترا في الساعة، فإن العاصمة بيروت لم تكن في منأى من هذه العاصفة، بسبب البرودة التي اجتاحت ضواحيها ووصلت إلى 8 درجات مساء.
وفي المقابل، وبينما هلل اللبنانيون لوصول «فلاديمير»، الذي انتظروه بفارغ الصبر لتحريك عجلة السياحة فيه خاصة لأصحاب المجمعات السياحية التي يقصدها هواة رياضة التزلج، فإن اللاجئين السوريين الذين يعيشون في ظروف حياتية صعبة في مخيماتهم، اعتبروا «فلاديمير» بمثابة لعنة وحلت عليهم. فقد أطاحت بخيمهم بفعل الرياح القوية، وتسللت مياه الشتاء إليهم، دون إيجاد الحلول المناسبة واللازمة لهم من قبل المنظمات العالمية المعنية بشؤونهم. فباتوا لياليهم على ضوء الشموع، وحاربوا موجة الصقيع والبرد، التي لفت مخيماتهم في البقاع والجنوب وغيرها من المناطق اللبنانية بوسائل تدفئة بدائية.
وتنافست بعض الجمعيات اللبنانية التي تحمل عادة هموم اللاجئين السوريين، فتؤمن لهم المأكل والمشرب وإلى ما هنالك من مساعدات أخرى، على دعوة كل من يهمه الأمر ليبث الدفء في قلوب وأجساد أطفالهم الضعيفة. فقامت جمعية «صوت اللاجئين» مثلا، بحملة إنسانية لها على صفحة «تويتر»، حملت عنوان «دفوا قلوبهم»، طالبة من متابعيها أن يقدموا ولو هدية واحدة للاجئين، علها تساهم في بث الدفء في قلوبهم.
ومن ناحية ثانية، فإن الثلوج التي تساقطت خلال العاصفة «فلاديمير» تسببت بحجز مواطنين داخل سياراتهم كما حصل في منطقة جرد القطيع (عكار)، أو في تزحلق السيارات والتسبب بحوادث سير، كما جرى في بلدة عدبل في منطقة حلبا. كما استطاع الصليب الأحمر اللبناني إنقاذ خمسة أشخاص كانت قد حاصرتهم الثلوج في بلدة شبعا الجنوبية. وعمم جهاز التحكم المروري تعليمات إلى المواطنين لعدم سلوك طرقات معينة، طالبا منهم التقيد بها لمنع حصول أي حوادث سير إضافية. ومن بين المناطق الذي فضل عدم المرور فيها مستديرة عشقوت وطريق الأرز عيناتا وطريق بحمدون، إضافة إلى طرق عين زحلتا ونبع الصفا، بحيث سمح فقط للمركبات المجهزة بالسلاسل المعدنية أو ذات الدفع الرباعي بسلوكها.
ونشر الجهاز نفسه والتابع لمديرية قوى الأمن الداخلي، على حسابه الخاص على صفحة «تويتر»، تعليمات أخرى تحت عنوان «# شتّي - يا - دنيي»، تعليمات أخرى للمواطنين تدلهم على حال الطرقات لحظة بلحظة، كي يتسنى لهم الوقوف على أحدث مجريات الأمور في هذا الموضوع، التي تصب في موضوع السلامة العامة.
وكان المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبرهيم بصبوص وبعيد انتهاء التدابير الأمنية التي اتخذتها المديرية في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، قد هنأ الضباط والرتباء والأفراد في جهاز قوى الأمن الداخلي، على نجاحهم في مهمتهم في عملية حفظ الأمن والنظام، التي نفذت على الطرقات وفي مختلف أراضي لبنان بحيث لم يسجل أي حادث أمني يذكر.
وكانت قد حصلت بعض حوادث السير على الطرقات الساحلية في لبنان وبينها على طريق الجية وأخرى على الطريق الممتد من غاليري سمعان باتجاه بولفار كميل شيمعون وصولا إلى منطقة فرن الشباك.
إذن العاصفة «فلاديمير» تحل ضيفة طويلة الأمد إلى حد ما على لبنان، وقد تكون وصلت في الوقت المناسب بحيث غالبية اللبنانيين يمضون عطلة نهاية أسبوع طويلة في بيوتهم بسبب الأعياد، إلا أنها بالتأكيد قد تتحول في المقابل، إلى ضيف ثقيل بالنسبة للفقراء والمحتاجين، ولا سيما للاجئين السوريين الموجودين في لبنان في غياب المساعدات اللازمة لهم لمواجهتها.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».