تزايد التكهنات حول رئاسة عدلي منصور للبرلمان المصري

رئيس المحكمة الدستورية التقى السيسي ومصادر أكدت موافقته على التعيين

تزايد التكهنات حول رئاسة عدلي منصور للبرلمان المصري
TT

تزايد التكهنات حول رئاسة عدلي منصور للبرلمان المصري

تزايد التكهنات حول رئاسة عدلي منصور للبرلمان المصري

تزايدت التكهنات في مصر أمس حول تولي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا، رئاسة مجلس النواب (البرلمان). وقالت مصادر برلمانية إن المستشار منصور، الذي تولى رئاسة البلاد مؤقتا قبل نحو عام، وافق على تعيينه ضمن نسبة الـ5 في المائة التي سيقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيينها، تمهيدًا لترشحه لرئاسة المجلس، حيث يلقى توافقا كبيرا بين أعضائه.
ويتألف مجلس النواب من 568 عضوا تم انتخابهم بالاقتراع العام السري المباشر، بالإضافة إلى 28 نائبا يعينهم رئيس الجمهورية (من بينهم 14 امرأة على الأقل)، وفقا للمادة 27 من قانون مجلس النواب.
والتقى السيسي أمس منصور، في لقاء هو الثاني من نوعه خلال ثلاثة أيام، حيث سبق أن استقبله يوم السبت الماضي أيضا. ومن المنتظر أن يعلن الرئيس السيسي قائمة المعينين خلال الساعات المقبلة.
ولا يوجد مانع قانوني من ترشح منصور لرئاسة المجلس بعد تعيينه من قبل رئيس الجمهورية، حيث ساوت المادة 28 من قانون مجلس النواب الجديد، بين الأعضاء المعينين والمنتخبين في الحقوق والواجبات.
وتولى المستشار منصور رئاسة مصر في يوليو (تموز) عام 2013. كرئيس مؤقت للبلاد عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي ووجه برفض شعبي. وبعد عام من توليه المهمة، سلم منصور منصبه للرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي. ومن المقرر أن يتقاعد منصور عن منصبه كرئيس للمحكمة الدستورية العليا بنهاية العام القضائي الحالي في 30 يونيو (حزيران) المقبل.
وأكدت المصادر أن تعيين منصور، الذي كان مترددا في الموافقة، سيمهد الطريق أمامه ليصبح رئيسا لمجلس النواب، باعتباره شخصية قانونية بارزة، كما أن لديه خبرة سياسية كبيرة من خلال ترؤسه للبلاد في الفترة ما بين 3 يوليو 2013 و8 يونيو 2014.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه على الأرجح أن رئيس مجلس النواب سيأتي من بين الأشخاص المعينين نظرا لافتقار المجلس للشخصيات التي تتمتع بخبرة سياسية وقانونية، خاصة أن رئيس البرلمان المقبل سيلعب دورًا كبيرًا في إدارة المجلس الهام في تاريخ مصر.
وسبق أن أعلن النائب توفيق عكاشة، وهو إعلامي برز كأحد معارضي جماعة الإخوان، عزمه الترشح على رئاسة مجلس النواب، غير أنه لا يتمتع بفرص كبيرة لوجوده خارج أي ائتلافات داخل المجلس.
في المقابل، يحظى منصور بتأييد وتوافق عدد كبير من التحالفات والأحزاب السياسية والنواب المستقلين داخل المجلس. وقال اللواء سامح سيف اليزل، رئيس ائتلاف «دعم مصر»، الذي يحظى بالأغلبية النيابية داخل مجلس النواب، إن الائتلاف سينتظر قائمة المعينين من الرئيس حتى يعلن مرشحه لرئاسة المجلس، ليتم الاختيار بحيادية ووفقا لمعيار الكفاءة من بين جميع المرشحين للرئاسة.
ومن جانبه، قال الدكتور عماد جاد، عضو المجلس، والقيادي بحزب المصريين الأحرار، إن حزبه لن يرشح أحدا لرئاسة المجلس، وفي حال تعيين المستشار منصور عضوًا بالبرلمان فإنه يتوقع أن يلقى دعما كبيرا لانتخابه رئيسا، نظرا لخبرته القانونية والسياسية الواسعة.
ومن المزمع عقد أولى جلسات مجلس النواب خلال الأيام القليلة المقبلة، التي تمتد حتى مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل. ليكتمل بذلك الاستحقاق الثالث والأخير من خريطة الطريق التي أعقبت ثورة 30 يونيو.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.