دور الرضاعة الطبيعية في تعزيز صحة الأم والطفل

فعاليات لدعم الأم العاملة ضمن أسبوع الرضاعة العالمي 2015

دور الرضاعة الطبيعية في تعزيز صحة الأم والطفل
TT

دور الرضاعة الطبيعية في تعزيز صحة الأم والطفل

دور الرضاعة الطبيعية في تعزيز صحة الأم والطفل

يقر ميثاق انوشنتي، المتعلق بحماية ودعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية، أن الرضاعة الطبيعية تمثل المصدر المثالي لتغذية الأطفال وبالتالي فهي تساهم في النمو والتطور الصحيحين لهم، كما يطالب الميثاق بتوفير البيئات الملائمة لتوعية ودعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية حيث تسهم جميعها في الحفاظ على ذلك المصدر المثالي. ويطالب الهدف الرابع من ميثاق انوشنتي الحكومات بتفعيل تشريعات مبتكرة لحماية حق المرأة العاملة في الرضاعة الطبيعية والبحث عن وسائل لتنفيذها. التقت «صحتك» بالدكتورة منال محمد خورشيد استشارية طب الأسرة، مديرة إدارة دعم الرضاعة الطبيعية بصحة جدة، فأوضحت أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن أكثر من 800 مليون امرأة عاملة (وهو ما يمثل 41 في المائة منهن) ما زلن لا يتمتعن بحماية الأمومة المناسبة إضافة إلى أن نسبة منح الآباء إجازة أبوية ضئيلة جدا. وهذا ما دعا لإقامة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية لهذا العام 2015 تحت شعار «الرضاعة الطبيعية والعمل: لنعمل على تفعيلها»، بهدف دعم وحماية الأمومة وسياسات الأسر العاملة على النطاق العالمي وتحقيق أهداف الميثاق.

* الأم المرضعة
كيف تُعد الأم نفسها للرضاعة الطبيعية؟ تقول اختصاصية التغذية أنوار طلال شحبر إن نجاح الرضاعة الطبية من الثدي يعتمد على صحة الأم ومدى العناية بتغذيتها، ويتم ذلك على النحو التالي:
- على الأم المرضع أن تهتم بتناول وجبة غذائية متنوعة ومتكاملة ومتوازنة، بحيث تحتوي على جميع العناصر الغذائية المتمثلة في المجموعات الغذائية (مجموعة الخبز والحبوب - مجموعة اللحوم والأسماك - مجموعة الخضراوات والفواكه - مجموعة الحليب ومشتقاته - الدهون) حتى تتمكن من المحافظة على صحتها ورعاية طفلها من دون الإحساس بالتعب والخمول.
- يفضل أن تقوم الأم المرضعة بزيادة السعرات الحرارية اليومية بمعدل 250 سعرا حراريا في حالة الأم الصحيحة.
- تستطيع الأم أن تأكل ما تشاء خلال فترة الرضاعة، فليس هناك نوع معين من الأطعمة يجب الامتناع عنه.
- على الأم أن تتناول كمية كافية من الماء وذلك حتى تحافظ على سوائل الجسم وتتجنب الإصابة بالجفاف.

* الرضاعة والأمراض
تستطيع الأم المرضعة القيام بالرضاعة الطبيعية في حالة المرض أو دخول المستشفى، حيث إن الرضاعة الطبيعية تساعد الأم على سرعة الشفاء لأن الرضاعة الطبيعية تحفز الجهاز المناعي لدى الأم، كما أن الرضاعة أثناء المرض لا تضر الطفل، بل تكسبه أجساما مضادة تحميه من الأمراض.
نصائح غذائية للأم المرضعة أثناء المرض:
- تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات لتعويض وبناء أنسجة الجسم.
- تناول وجبات غذائية بكميات قليلة ولكن متكررة.
- الإكثار من تناول السوائل والعصائر والفواكه والخضراوات الطازجة.
- تجنب تناول الوجبات السريعة والمعلبة والمجمدة.
- تجنب التدخين أو التعرض إليه.
أما عن رضاعة الأم المصابة بمرض السكري، فإن الأم المصابة بمرض السكري، سواء من النوع الأول أو الثاني أو من أصيبت بسكر الحمل تتمكن من إرضاع طفلها. ويفضل أن تقوم بإرضاعه رضاعة طبيعية حصرية (دون إضافة أي سوائل أخرى أو حليب صناعي)، حيث وجد أن:
- الرضاعة الطبيعية تقلل من حاجة الأم إلى الإنسولين.
- الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة طفلها بداء السكري في المستقبل.
- الرضاعة الطبيعية تحمي الأم التي أصيبت بالسكري أثناء الحمل من تطور المرض وإصابتها بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل.
ويجب على الأم المرضعة المصابة بالسكري المحافظة على مستوى السكر في الدم، وذلك بزيادة السعرات الحرارية اليومية بمعدل 500 سعر حراري، وتناول وجبة خفيفة تحتوي على البروتين والنشويات قبل كل جلسة رضاعة.

* التغذية التكميلية للطفل
ومع بلوغ الطفل شهره السادس من العمر، تبدأ الحاجة لإعطائه ما يسمى التغذية التكميلية، وهي إدخال أغذية إضافية مع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية من أجل المحافظة على صحته ونموه الطبيعي ووقايته من أمراض نقص التغذية الشائعة في مرحلة الطفولة والمنتشرة في البلدان النامية على وجه الخصوص.
تحدثت إلى «صحتك» الدكتورة مريم محمد الرشيدي استشارية طب الأطفال وأمراض كلى الأطفال، وأوضحت أن التغذية التكميلية للأطفال من سن 6 أشهر إلى سنتين، هامة جدًا للنمو والوقاية من الأمراض، لأنهم يحتاجون إلى عناصر هامة مثل الكالسيوم (الذي يبني العظام والأسنان) والحديد (الذي يدخل في تركيب خضاب الدم) وفيتامين إيه (اللازم لصحة الجلد والعينيين ومقاومة الأمراض).
وأفادت د. الرشيدي أنه لا بد من التأكد أن الطفل يتمتع بصحة جيدة وليس مريضًا عند البدء بالتغذية التكميلية، وأن يقدم له الطعام الجديد عندما يكون جائعًا قبل الرضاعة، ثم تُعطى له الرضاعة الطبيعية من الأم كي يستمر إدرار اللبن، وأن يُعطى الطفل نوعًا واحدًا فقط من الأطعمة في المرة الواحدة، وأن تتم إضافة نوع جديد كل 4 - 7 أيام، مع مراعاة تناسب القوام لسن الطفل، على أن يبدأ بالطعام اللين الناعم (ليس سائلاً) ثم الأغلظ والأخشن قوامًا، حيث إن الأطعمة ذات القوام السميك تعطي سعرات حريرية أكثر.

* نصائح لغذاء الأطفال
يجب الحرص على غسل الفواكه والخضراوات جيدا قبل تقديمها للأطفال، وأن تقشر ويتم سلقها في كمية قليلة من الماء أو على البخار، لتفادي فقدان الفيتامينات والمواد الغذائية قيمتها، وأن تهرس جيدًا بالملعقة وثم تقدم للطفل، ويمكن أن يخفف عصير الفاكهة حتى لا يفقد الطفل شهيته.
ويستحسن البدء في التغذية التكميلية عندما يحدث تطور في نمو الطفل، حيث يستطيع تحريك لسانه لدفع الطعام المطحون في الفم إلى الداخل باتجاه الحلق أن يعبر عن رغبته بتناول الطعام، من خلال فتح فمه وانحنائه للأمام بانتظار وضع الطعام في فمه مع قدرة الطفل على الجلوس بشكل مستقل وإمساكه الطعام بيده ومحاولة وضعه في فمه.
ويمكن البدء بإعطاء الطفل الحبوب، فهي أفضل ما يمكن تقديمه في البداية، وحبوب الأرز هي أقل الحبوب تسببا في الحساسية، ويمكن أيضا تجربة الفواكه والخضراوات المهروسة جيدًا بالشوكة.
وينصح بتجنب الأطعمة التالية قبل عمر السنة: اللبن البقري، بياض البيض، الفول السوداني، الشيكولاته، الفراولة والأسماك.
ويستحسن مشاركة الطفل من نفس الطعام العائلي الطازج والمهروس بالشوكة حسب عمر الطفل، بمعدل خمس وجبات في اليوم، ثلاث أساسية ووجبتان خفيفة، وتكون بمقدار ملعقتين إلى ثلاث ملاعق أكل في عمر الستة أشهر، وتزداد الكمية والسماكة بالتدريج مع نمو الطفل. ويفضل أن تحتوي كل وجبة على مجموعات الغذاء الأساسية (الكربوهيدرات، البروتين، الدهون، المعادن، الفيتامينات). أما عن إضافة الملح والسكر لوجبات الأطفال، فلا يفضل ذلك قبل السنة الأولى من العمر وأن تكون بكميات قليلة.

* أسبوع الرضاعة
وعودة إلى أسبوع الرضاعة، أفادت منال محمد خورشيد أن المؤسسات الصحية تساهم مع مثيلاتها في العالم بتفعيل هذا النشاط بمستشفيات ومراكز الصحة بالمنطقة وفي المجتمع بشكل عام، لرفع الوعي بأهمية الرضاعة الطبيعية، ولإعانة الأم العاملة للجمع بين عملها والنجاح بإرضاع طفلها طبيعيا. ومن ضمن الأنشطة المقامة هذا العام إعداد كتيب تثقيفي للأمهات والآباء بأهمية الرضاعة، ومساعدة الأم العاملة ببعض النصائح التي تمكنها من الجمع بين الرضاعة الطبيعية وعملها. كما أقيمت ندوة ثقافية بقاعة المحاضرات بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة تحت عنوان «تحديات العمل والأم المرضعة»، بهدف مشاركة الأمهات والآباء في مناقشة الموضوع ووضع الحلول العملية له.
ومن أهداف أسبوع الرضاعة الطبيعية لعام 2015:
* الدعم متعدد الأبعاد من جميع القطاعات وتضافر الجهود لتمكين المرضعة في أي مكان لممارسة الرضاعة الطبيعية والعمل بشكل آمن ومريح.
* تعزيز الإجراءات لجعل أرباب العمل أصدقاء للأسرة، للوالدين، للطفل وللأم المرضعة والعمل بجد لدعم النساء العاملات على مواصلة الرضاعة الطبيعية.
* نشر المعلومة حول آخر المستجدات العالمية في استحقاقات حماية الأمومة وزيادة الوعي بالحاجة إلى تعزيز القوانين ذات الصلة والتنفيذ على المستوى الوطني.
* تعزيز وتيسير استعراض الممارسات الداعمة لتمكين المرأة العاملة في القطاع غير الرسمي من الرضاعة الطبيعية.
* إشراك المجموعات المستهدفة كمنظمات حقوق العمال والمجموعات النسائية والنقابات التجارية ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات الصحة المهنية للمرأة والمجموعات الشبابية مثلا، في سبيل حماية حقوق الرضاعة الطبيعية للمرأة في أماكن العمل.

* الإرضاع أثناء العمل
هناك عوامل ثلاثة، يجب توفيرها من أجل إنجاح دعم المرأة العاملة لممارسة الرضاعة الطبيعية أثناء عملها بكل أريحية وأمان، وهي:
- الزمان: إذ يجب إعطاء الأم العاملة الحق في التمتع بستة أشهر إجازة أمومة مدفوعة الأجر، وفقا لاتفاقية منظمة العمل الدولية المنقحة 183 لحماية الأمومة. وكذلك منحها فاصلا أو أكثر لإرضاع وليدها، وتخفيض ساعات العمل من أجل الإرضاع، وهي واحدة من العناصر الرئيسية لأحكام منظمة العمل الدولية 183، مع مرونة الدوام للقيام بالإرضاع أو لاعتصار حليب الأم وتجميعه، مثل الدوام بشكل جزئي أو فسحة أطول للغداء وغيرها من البدائل.
- =المكان: تحديد أماكن مخصصة قريبة من مكان عمل الأم لرعاية رضيعها، مع توفير وسائل النقل إذا كان موقع العمل في الأرياف أو كان العمل موسميا. كما يمكن استخدام وحدات رعاية الأطفال المتنقلة أو رعاية الأطفال المشتركة والترتيبات التمريضية وفقا للممارسات الثقافية المقبولة. ويوصى بوجود مكان تتوفر فيه الخصوصية في مكان العمل، ويكون مجهزا بكل الأدوات المطلوبة سواء لعملية الرضاعة الطبيعية أو لاعتصار لبن الثدي، وأن تكون بيئة العمل نظيفة وآمنة من النفايات الخطرة والمواد الكيميائية.
- الدعم: بتوفير الأمن الوظيفي والحصول على موافقة الأنظمة المحلية على منح المرضع إجازة الأمومة.



جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لأول مرة في المملكة المتحدة، صُمّم جهاز طبي مبتكَر يُعرَف باسم «Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم، ما يُعدّ إنجازاً طبياً بارزاً لمرضى انقطاع التنفس أثناء النوم، الذي يؤثر على نحو 8 ملايين شخص في البلاد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

الجهاز، الذي طوّرته شركة «Nyxoah»، يُدار بالكامل عبر تطبيق على الهاتف الذكي، ويُعدّ خياراً حديثاً للمصابين بانقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، وهو النوع الأكثر شيوعاً من الاضطراب، حيث يتسبب استرخاء جدران الحلق في انسداد مجرى الهواء، ما يؤدي إلى أعراض مثل الشخير العالي، وأصوات الاختناق، والاستيقاظ المتكرر.

وفي عملية استغرقت ثلاث ساعات بمستشفيات كلية لندن الجامعية (UCLH)، قام الأطباء بتركيب الجهاز للمريضة ناتالي بولر (63 عاماً) التي وُصفت تجربتها بأنها تحسن ملحوظ خلال أيام قليلة، مضيفة أنها تتطلع إلى استعادة نشاطها اليومي بعد سنوات من الإرهاق المزمن.

* تقنية متقدمة لعلاج مريح وفعال

يعمل جهاز «Genio» من خلال تحفيز العصب تحت اللسان، المسؤول عن تحريك عضلات اللسان، لمنع انسداد مجرى الهواء أثناء النوم. يجري التحكم في الجهاز بواسطة شريحة تُلصق أسفل الذقن قبل النوم، وتُزال في النهار لإعادة الشحن.

وعبر تطبيق الهاتف الذكي، يمكن للمرضى ضبط مستويات التحفيز، ومتابعة بيانات نومهم، مما يتيح لهم تجربة علاج شخصية ومتكاملة.

الجهاز يُعدّ بديلاً لأجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر (Cpap)، التي تُعدّ العلاج الأول لانقطاع التنفس أثناء النوم، لكنها غالباً ما تُواجَه بالرفض من المرضى بسبب عدم الراحة المرتبطة باستخدام الأقنعة.