مسؤولان بحلف الناتو والجيش الليبي لـ {الشرق الأوسط}: لا خطط لعمل عسكري وشيك في ليبيا

مجلس النواب يطالب رئيسه بتوضيح دواعي اجتماعه مع رئيس برلمان طرابلس

مسؤولان بحلف الناتو والجيش الليبي لـ {الشرق الأوسط}: لا خطط لعمل عسكري وشيك في ليبيا
TT

مسؤولان بحلف الناتو والجيش الليبي لـ {الشرق الأوسط}: لا خطط لعمل عسكري وشيك في ليبيا

مسؤولان بحلف الناتو والجيش الليبي لـ {الشرق الأوسط}: لا خطط لعمل عسكري وشيك في ليبيا

نفى مسؤول في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون الحلف يخطط للقيام لأي تدخل عسكري في ليبيا، بينما قال مسؤول بالجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ليس لدى الجيش الذي يقوده الفريق خليفة حفتر أي معلومات عن اعتزام حلف الناتو أو أي دولة أوروبية القيام بعملية عسكرية في ليبيا، خصوصا في الأماكن الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش مثل مدينة سرت الساحلية مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي بوسط البلاد».
وتزايدت مؤخرا التكهنات حول اتجاه حلف الناتو، بالإضافة إلى دول أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا، لتوجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش الذي فرض سيطرته بالكامل على مدينة سرت التي تبعد نحو 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس، بعد طرد ميلشيات فجر ليبيا في شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وقال مسؤول في حلف الناتو، ردا على أسئلة البريد الإلكتروني التي وجهتها «الشرق الأوسط»، أمس، إن «الناتو لا يخطط لأي تدخل عسكري في ليبيا، وكما قلنا مرات كثيرة، فإن حلف شمال الأطلنطي على استعداد لدعم بناء مؤسسات الدفاع إذا سمحت الظروف وإذا طلبت ليبيا».
وتابع المسؤول الذي طلب عدم تعريفه: «نحن أيضا ندعم بشكل كامل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل سلمي يمكن أن يؤدي إلى إنشاء حكومة شاملة في ليبيا».
من جهته، قال ناصر الحاسي، الناطق الرسمي باسم غرفة عمليات الكرامة، التي يشنها الجيش الليبي ضد المتطرفين في شرق ليبيا، في تصريحات خاصة بالهاتف لـ«الشرق الأوسط» من مدينة بنغازي، إن الجيش الليبي يتطلع للتنسيق المباشر مع الجهات التي ترغب في مكافحة الإرهاب على الأراضي الليبية، لافتا إلى أن طلعات الاستطلاع الجوى التي أعلنت عنها فرنسا مؤخرا لأماكن وجود المتطرفين في مدينتي سرت وطبرق تمت بالتنسيق مع قيادة الجيش.
وأوضح أن طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي وجهت على مدى اليومين الماضيين نحو 18 ضربة جوية لتحركات الإرهابيين في عدة مناطق ببنغازي، بما في ذلك المواقع الجديدة التي استحدثوها بعد الضربات الأخيرة التي تعرضوا لها مؤخرا، وتغيير مواقع مخازن الذخائر وغرف العمليات والإقامة.
وحول ما إذا كان الجيش الليبي يفكر في عمل عسكري ضد المتطرفين في سرت؟ قال الحاسي: «بالتأكيد وسنقوم بذلك، ولن نتخلى عن الوطن، ننهى مرحلة مرحلة ومستمرين في محاربة الإرهاب أينما وجد في ليبيا، لكن هذه خطوات محسوسة حسب إمكانياتنا وظروفنا والظروف التي أمامنا».
إلى ذلك، طالب أعضاء مجلس النواب الليبي رئيسه، المستشار عقيلة صالح، بتقديم إيضاحات رسمية حول اللقاء المزمع عقده لاحقا مع نورى أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في طرابلس.
ودعا بيان لأعضاء مجلس النواب، صالح، لتوضيح ما إذا كان هذا اللقاء قد سبقه إعلان التزام أبو سهمين بعدة نقاط على رأسها الاعتراف بوجود الإرهاب ومحاربته.
وقال الأعضاء إنهم تفاجئوا بأن رئيس المجلس وبعض الأعضاء أعلنوا عن حوار جديد تحت مسمى حوار «ليبي - ليبي»، ومع أطراف اعتبروا أن الحوار السياسي تجاوزهم لتعنتهم ورفضهم لنتائج الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة ودون أن يطرح الأمر على مجلس النواب وفق ما نصت عليه اللائحة الداخلية للمجلس.
واعتبر البيان أن «المؤسسة العسكرية التابعة لشرعية المجلس هي مؤسسة مهنية بعيدة عن كل الخلافات السياسية، وأنها ليست محل نقاش أو مساومة»، كما طالبوا أبو سهمين بإيقاف كل أنواع الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الذي يقدم لما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي.
كما أكدوا على تمسكهم بنتائج الحوار الذي تم بالمغرب في شهر يوليو (تموز) الماضي، وقالوا إنهم يرفضون أي لقاءات يكون الغرض منها إفشال أو التشويش على الحوار السياسي الذي تدعمه البعثة الأممية.
وأجل مجلس النواب جلسة كان مقررا أن يعقدها أعضاؤه أمس بمقرهم في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، بحضور مبعوث الأمم المتحدة الخاص، مارتن كوبلر، الذي كان مفترضا أن يجتمع أيضا مع الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.