الأردن يعتقل نجل أبو قتادة

مصادرة أجهزة حاسوب وهواتف جوالة والتحقيق في طرق استخداماتها

أبو قتادة القيادي الأصولي ونجله قتادة ({الشرق الأوسط})
أبو قتادة القيادي الأصولي ونجله قتادة ({الشرق الأوسط})
TT

الأردن يعتقل نجل أبو قتادة

أبو قتادة القيادي الأصولي ونجله قتادة ({الشرق الأوسط})
أبو قتادة القيادي الأصولي ونجله قتادة ({الشرق الأوسط})

اعتقلت الأجهزة الأمنية الأردنية مساء أول من أمس نجل الداعية الإسلامي الأردني المتشدد عمر محمود عثمان المعروف باسم أبو قتادة، وذلك بعد أن داهمت منزله في منطقة طبربور شمال العاصمة عمان.
والمعتقل قتادة كان طالبا في كلية الهندسة في الجامعة الأردنية، ومن ثم حول لدراسة علوم الشريعة الإسلامية في نفس الجامعة.
وقال محامي التنظيمات الإسلامية موسى العبد اللات لـ«الشرق الأوسط» إن سبب اعتقال قتادة هو التحقيق معه على خلفية استخدام الشبكة العنكبوتية بما يخالف قانون مكافحة الإرهاب. وأضاف العبد اللات أن قتادة لا يزال رهن التحقيق ولم توجه إليه أية تهمة، موضحا أنه تمت مصادرة أجهزة الحاسوب وأجهزة الهواتف الجوالة للتأكد من بعض الاستخدامات على الإنترنت. وقال إن قتادة البالغ من العمر 23 عاما سيعرض على المدعي العام «ولا نعرف حتى الآن إذا تم توجيه أية تهم إليه من قبل المحققين».
من جانب آخر قالت مصادر قضائية إن التحقيق مع قتادة سيكون في إطار الانتساب إلى التيار المتشدد، إلا أن السلطات الأردنية لم توجه إليه أية اتهام حتى الآن، مؤكدة أنه قد يتم الإفراج عنه في أي وقت في حال لم تثبت عليه أية مخالفة للقانون.
من جانبه قال والده أبو قتادة، الذي وصف في الماضي بأنه «سفير بن لادن في أوروبا»، إن «رجالا قالوا إنهم من أمن الدولة حضروا إلى بيت نجلي قتادة مساء أول من أمس واعتقلوه بناء على مذكرة توقيف ومذكرة تفتيش». وأضاف أن هؤلاء «فتشوا منزله وأخذوا هاتفه الجوال وهاتف والدته أيضًا، إضافة إلى جهاز كومبيوتر وآيباد».
وأشار أبو قتادة، الذي يعتبر أحد أبرز قياديي التيار السلفي في العالم، إلى أنه يقدم «دروسا في تفسير القرآن أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء عبر البالتوك، ويقوم قتادة بتسجيل هذه الدروس على الآيباد». وأضاف: «إذا كان هناك أي مخالفة ستحقق بها الجهات المختصة، نحن لم نرتكب أي مخالفة للقانون منذ حضرنا إلى الأردن».
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من السلطات الأردنية بخصوص توقيف نجل أبو قتادة.
وقد أطلق سراح أبو قتادة في 24 سبتمبر (أيلول) 2014 بعد أن برأته محكمة أمن الدولة الأردنية من تهمتي التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية ضد سياح أثناء احتفالات الألفية في الأردن في 2000، و«التآمر للقيام بعمل إرهابي ضد المدرسة الأميركية في عمان في نهاية 1998»، وذلك «لنقص الأدلة».
وفي القضيتين، نفى أبو قتادة الذي تسلمته عمان من لندن في يوليو (تموز) 2013، حيث خاض معركة قضائية طويلة لمنع ترحيله من بريطانيا، تهم الإرهاب.
وأبو قتادة المولود في 1960 في بيت لحم كان حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد عقب سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة في سوريا والعراق، وشددت السلطات الأردنية إجراءاتها الأمنية ضد «الفكر المتطرف» المنتج للإرهاب كجزء من حملتها ضد التنظيم الذي باتت تترصد كل متعاطف معه حتى عبر الإنترنت. وبحسب قياديي التيار السلفي في الأردن، فإن مئات من أنصار التيار يقاتلون في سوريا.
على صعيد آخر قال المحامي العبد اللات إن الأجهزة الأمنية ما زالت تعتقل موكله خضر أبو هوشر منذ أكثر من 135 يوما في سجن دائرة المخابرات العامة، وإن أبو هوشر لم توجه إليه أية تهمة حتى الآن. وقال العبد اللات إن حالة أبو هوشر الصحية سيئة بعد أن حكم عليه بالسجن 20 عاما وأفرج عنه بعد أن أمضى 15 عاما في قضية الإصلاح والتجديد وقضية الألفية حيث كان أبو قتادة أحد المتهمين بهما، وإنه تمت تبرئته من القضيتين. وأشار إلى أن توقيف أبو هوشر تجاوز المدة القانونية التي تسمح للمدعي العام بتوقيف الشخص 90 يوما دون محاكمة.
يشار إلى أن السلطات الأردنية بعد اندلاع الأزمة السورية تقوم بالتشديد على التيار السلفي الجهادي وعلى التنظيمات المتطرفة وعلى استخدام شبكة الإنترنت، في سعيها للحد من الترويج للفكر المتطرف أو الالتحاق أو محاولة الالتحاق بأي جماعة مسلحة أو تنظيمات إرهابية أو تجنيد أو محاولة تجنيد أشخاص للالتحاق بها وتدريبهم لهذه الغاية، سواء داخل المملكة أو خارجها، وفق قانون مكافحة الإرهاب، كما صنفت تعديلات القانون في الأردن «استخدام نظام المعلومات أو الشبكة المعلوماتية أو أي وسيلة نشر أو إعلام أو إنشاء موقع إلكتروني لتسهيل القيام بأعمال إرهابية أو دعم لجماعات أو تنظيم أو جمعية تقوم بأعمال إرهابية أو الترويج لأفكارها أو تمويلها» عملا إرهابيا.



الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يعلنون اقتصار هجماتهم البحرية على السفن المرتبطة بإسرائيل

جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)
جدارية في صنعاء وضعها الحوثيون لتبرير هجماتهم في البحر الأحمر بأنها ضد إسرائيل (إ.ب.أ)

أعلنت الجماعة الحوثية في اليمن أنها ستكتفي، فقط، باستهداف السفن التابعة لإسرائيل خلال مرورها في البحر الأحمر، بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب رسالة بالبريد الإلكتروني أرسلتها الجماعة، الأحد، إلى شركات الشحن وجهات أخرى.

ونقل ما يسمى بـ«مركز تنسيق العمليات الإنسانية»، التابع للجماعة الحوثية، أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، ستقتصر، فقط، على السفن المرتبطة بإسرائيل بعد دخول وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ.

وأضاف المركز، الذي كلفته الجماعة بالعمل حلقةَ وصل بينها وشركات الشحن التجاري، أنها توعدت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل باستئناف الضربات على السفن التابعة لها في حال استمرار هذه الدول في هجماتها الجوية على المواقع التابعة لها والمناطق الخاضعة لسيطرتها.

وسبق للجماعة الحوثية تحذير الدول التي لديها وجود عسكري في البحر الأحمر من أي هجوم عليها خلال فترة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وتوعدت في بيان عسكري، أنها ستواجه أي هجوم على مواقعها خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة، بعمليات عسكرية نوعية «بلا سقف أو خطوط حمراء».

لقطة أرشيفية لحاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان التي أعلن الحوثيون استهدافها 8 مرات (رويترز)

كما أعلنت الجماعة، الأحد، على لسان القيادي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسمها، استهداف حاملة الطائرات أميركية هاري ترومان شمال البحر الأحمر بمسيرات وصواريخ لثامن مرة منذ قدومها إلى البحر الأحمر، بحسب سريع.

وسبق لسريع الإعلان عن تنفيذ هجوم على هدفين حيويين في مدينة إيلات جنوب إسرائيل، السبت الماضي، باستخدام صاروخين، بعد إعلان سابق باستهداف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي باعتراض صاروخين أُطْلِقا من اليمن.

موقف جديد منتظر

وفي وقت مبكر من صباح الأحد كشفت وسائل إعلام تابعة للجماعة الحوثية عن استقبال 4 غارات أميركية، في أول ساعات سريان «هدنة غزة» بين إسرائيل، و«حركة حماس».

ويتوقع أن تكون الضربات الأميركية إشارة إلى أن الولايات المتحدة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية ضد الجماعة الحوثية في سياق منعزل عن التطورات في غزة واتفاق الهدنة المعلن، بخلاف المساعي الحوثية لربط العمليات والمواجهات العسكرية في البحر الأحمر بما يجري في القطاع المحاصر.

ومن المنتظر أن تصدر الجماعة، الاثنين، بياناً عسكرياً، كما ورد على لسان سريع، وفي وسائل إعلام حوثية، بشأن قرارها اقتصار هجماتها على السفن التابعة لإسرائيل، والرد على الهجمات الأميركية البريطانية.

كما سيلقي زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي خطاباً متلفزاً، بمناسبة بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وزعم سريع، السبت الماضي، وجود رغبة لدى الجماعة لوقف هجماتها على إسرائيل بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وإيقاف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر؛ إذا توقفت الولايات المتحدة وبريطانيا عن مهاجمة أهداف في اليمن.

كما أكّد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الأسبوع الماضي، أن الهجمات على إسرائيل ستعود في حال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تستهدف الجماعة الحوثية سفناً في البحر الأحمر بزعم تبعيتها لإسرائيل، حيث بدأت باحتجاز السفينة جالكسي ليدر التي ترفع علم جزر الباهاما في المياه الدولية، والتي لا تزال، وأفراد طاقمها البالغ عددهم 25 فرداً، قيد الاحتجاز لدى الجماعة.

السفينة «غالاكسي ليدر» التي تحتجزها الجماعة الحوثية منذ 14 شهراً (رويترز)

وأتبعت الجماعة ذلك بتوسع عملياتها لتشمل السفن البريطانية والأميركية، بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة في المياه القريبة من شواطئ اليمن بزعم دعم ومساند سكان قطاع غزة ضد الحرب الإسرائيلية.

وتسببت تلك الهجمات في تعطيل جزء كبير من حركة التجارة الدولية، وأجبرت شركات الشحن والملاحة على تغيير مسار السفن التابعة لها، واتخاذ مسار أطول حول جنوب قارة أفريقيا بدلاً من عبور قناة السويس.

وأدى كل ذلك إلى ارتفاع أسعار التأمين وتكاليف الشحن وزيادة مدد وصولها، وبث مخاوف من موجة تضخم عالمية جديدة.

لجوء إلى التخفي

ويلجأ قادة الجماعة إلى الانتقال من مقرات إقامتهم إلى مساكن جديدة، واستخدام وسائل تواصل بدائية بعد الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية، رغم أنهم يحيطون أنفسهم، عادة، باحتياطات أمنية وإجراءات سرية كبيرة، حيث يجهل سكان مناطق سيطرتهم أين تقع منازل كبار القادة الحوثيين، ولا يعلمون شيئاً عن تحركاتهم.

أضرار بالقرب من تل أبيب نتيجة اعتراض صاروخ حوثي (غيتي)

وشهدت الفترة التي أعقبت انهيار نظام الأسد في دمشق زيادة ملحوظة في نقل أسلحة الجماعة إلى مواقع جديدة، وتكثيف عميات التجنيد واستحداث المواقع العسكرية، خصوصاً في محافظة الحديدة على البحر الأحمر.

كما كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، خلال الأيام الماضية أن الاتصالات بقيادة الصف الأول للجماعة المدعومة من إيران لم تعد ممكنة منذ مطلع الشهر الحالي على الأقل، نتيجة اختفائهم وإغلاق هواتفهم على أثر التهديدات الإسرائيلية.

وأنشأت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، تحالفاً عسكرياً تحت مسمى تحالف الازدهار، لمواجهة الهجمات الحوثية وحماية الملاحة الدولية، وفي يناير (كانون الثاني) الماضي بدأ التحالف هجماته على المواقع العسكرية للجماعة والمنشآت المستخدمة لإعداد وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

وأطلق الاتحاد الأوروبي، في فبراير (شباط) الماضي، قوة بحرية جديدة تحت مسمى «خطة أسبيدس»، لحماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وحدد مهامها بالعمل على طول خطوط الاتصال البحرية الرئيسية في مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وكذلك المياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج، على أن يكون المقر في لاريسا اليونانية.

احتفالات حوثية في العاصمة صنعاء بوقف إطلاق النار في غزة (إعلام حوثي)

وتزامنت هجمات الجماعة الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر مع هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على مدن ومواقع إسرائيلية، ما دفع سلاح الجو الإسرائيلي للرد بضربات جوية متقطعة، 5 مرات، استهدف خلالها منشآت حيوية تحت سيطرة الجماعة.

وشملت الضربات الإسرائيلية ميناء الحديدة وخزانات وقود ومحطات كهرباء في العاصمة صنعاء.

ونظمت الجماعة الحوثية في العاصمة صنعاء، الأحد، عدداً من الاحتفالات بمناسبة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رفعت خلالها شعارات ادعت فيها أن عملياتها العسكرية في البحر الأحمر وهجماتها الصاروخية على الدولة العبرية، أسهمت في إجبارها على القبول بالهدنة والانسحاب من القطاع.

وتأتي هذه الاحتفالات مترافقة مع مخاوف قادة الجماعة من استهدافهم بعمليات اغتيال كما جرى مع قادة «حزب الله» اللبناني خلال العام الماضي، بعد تهديدات إسرائيلية باستهدافهم، وسط توقعات بإصابة قادة عسكريين كبار خلال الضربات الأميركية الأخيرة في صنعاء.