دبي تتسلم رسميًا علم معرض إكسبو الدولي

تتوقع أن تجذب 25 مليون زائر ومشاركة 200 دولة

الشيخ أحمد بن سعيد يتسلم علم المدينة المضيفة أمس في باريس («الشرق الأوسط»)
الشيخ أحمد بن سعيد يتسلم علم المدينة المضيفة أمس في باريس («الشرق الأوسط»)
TT

دبي تتسلم رسميًا علم معرض إكسبو الدولي

الشيخ أحمد بن سعيد يتسلم علم المدينة المضيفة أمس في باريس («الشرق الأوسط»)
الشيخ أحمد بن سعيد يتسلم علم المدينة المضيفة أمس في باريس («الشرق الأوسط»)

تسلمت دبي رسميًا لقب المدينة المضيفة للنسخة المقبلة من معرض إكسبو الدولي، وذلك خلال انعقاد الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض في باريس بالدورة رقم 158 لها.
وقال الشيخ أحمد بن سعيد رئيس اللجنة الوطنية العليا المنظمة لمعرض إكسبو دبي: «لقد أمضينا عامين من العمل الدؤوب بلا كلل للتخطيط والتحضير لحدث استثنائي بحجم إكسبو الدولي الذي سيقام على أرضنا في العام 2020، وأشّرت رسميًا اليوم الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض على خططنا».
وأعرب عن الالتزام تجاه زوار إكسبو 2020 والمشاركين فيه وقال: «ليس هناك وقت للراحة، لقد آن أوان ترجمة رؤيتنا إلى واقع، حيث نعمل على إقامة إكسبو يحث العالم على أهمية روح الشراكة في التغلب على أهم التحديات التي تواجهنا».
وأكد أن الإمارات قيادة وحكومة ومؤسسات جاهزة لاستقبال هذا الحدث العالمي بكل إمكانياتها وطاقاتها البشرية والمادية واللوجيستية، مشيرًا في حديث للصحافيين إلى أن دبي ستعمل على بناء عدد من الأجنحة الخاصة للدول غير القادرة على المشاركة بإكسبو 2020 نظرا لقلة مواردها المالية التي لا تسمح لها لتحمل نفقات أجنحتها في المعرض. ونوه إلى استعداد طيران الإمارات وأكثر من 130 شركة طيران عاملة في البلاد لاستقبال ضيوف المعرض، وتلبية متطلبات الدول المشاركة فيه بكفاءة عالية دون معوقات، إذ إن وسائل النقل الجوي والبحري تلعب دورا مهما ورئيسيا في جذب الدول المشاركة والتسهيل عليها بنقل منتجاتها التي ستعرضها في المعرض بكل سهولة ويسر.
وكان ملف تسجيل إكسبو 2020 دبي، الذي قُدم رسميًا إلى المكتب الدولي للمعارض في شهر يوليو (تموز) الماضي، ثمرة أبحاث شاملة وتخطيط دقيق، حيث احتوى الملف على معلومات مفصلة عن هذا الحدث الكبير بما فيها شعاره المتمثل في «تواصل العقول وصنع المستقبل»، وضم كذلك المخطط العام للموقع واستراتيجية تشجيع الزوار والمشاركين على الانخراط، والاتصال والتسويق وإجراءات العمل والاستدامة والإرث الذي سيتركه هذا الحدث الضخم وراءه.
وفي دلالة على الإعلان عن تسمية دبي رسميًا المدينة المضيفة، تسلم الشيخ أحمد بن سعيد راية المكتب الدولي للمعارض من ونزاليس لوسكوتول الأمين العام للمكتب الدولي للمعارض في باريس، واعتمد 168 عضوا بالإجماع خطط دبي المفصلة لإقامة الحدث.
ومن جهته قال لوسير تاليس أمين عام المكتب الدولي للمعارض: «سيقام هذا الحدث لأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ولذا فإننا نتطلع إلى إقامة حدث يمثل لحظة تاريخية ليس فقط بالنسبة لهذه الدولة الشابة وللمكتب الدولي للمعارض بل أيضا للمنطقة وللعالم بأسره، لقد تقدمت دبي برؤية مثيرة وخطط مفصلة لضمان تحقيق رؤيتها. وسنستمر في دعمنا لفريق عمل إكسبو 2020 وتعاوننا معهم على مدار السنوات الخمس المقبلة لتحقيق ما يطمحون إليه».
وأشارت المعلومات إلى أن إكسبو 2020 سيفتح أبوابه للعالم في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، ويستمر لمدة ستة أشهر يستقطب خلالها أكثر من 25 مليون زيارة بالإضافة إلى ما يزيد على 200 دولة مشاركة، وسيكون أكبر حدث في تاريخ إكسبو من حيث الشمول والجذب الدولي حيث سيكون 70 في المائة من الزوار من خارج الدولة.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».