كيري يزور إسرائيل للحث على التهدئة

كيري يزور إسرائيل للحث على التهدئة
TT

كيري يزور إسرائيل للحث على التهدئة

كيري يزور إسرائيل للحث على التهدئة

يبحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري، يوم (الثلاثاء) المقبل في اسرائيل والضفة الغربية، سبل وقف دورة العنف المستمرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ مطلع اكتوبر (تشرين الاول) والتي اسفرت حتى اليوم عن سقوط اكثر من 100 قتيل.
والسبت طعن اربعة اسرائيليين في احدث هجوم يسجل بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ مطلع اكتوبر وبلغ عدد القتلى اكثر من مائة هم 86 فلسطينيا و15 اسرائيليا.
ودعت الولايات المتحدة الطرفين الى اخذ "اجراءات ملموسة" لخفض حدة العنف، ووقف الخطابات الاستفزازية وضمان حرية الوصول الى الاماكن المقدسة في القدس.
والثلاثاء يزور كيري تل ابيب والقدس ورام الله بالضفة الغربية المحتلة؛ وذلك للقاء كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولم يزر كيري اسرائيل منذ صيف 2014.
والسبت اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي لدى اعلانه عن زيارة كيري، ان الاخير سيبحث بالخصوص "استمرار المباحثات لوقف اعمال العنف في اسرائيل والقدس والضفة الغربية" المحتلة و"تحسن الوضع على الأرض".
وبحسب مسؤولين اميركيين، فان كيري لا يطمح خلال زيارته هذه الى اعادة الطرفين الى طاولة مفاوضات السلام بل يحاول فقط حضهما على خفض حدة التوتر.
وقال مسؤول اميركي "حاليا ليس هناك من اتفاق يتعين على الطرفين التوصل اليه". مضيفا ان الامر ينحصر بـ"حض الطرفين على القيام بأمور نظن انها مفيدة وفي صالحهما".
وكان كيري حض نتنياهو خلال زيارة قام بها الاخير الى واشنطن قبل اسبوعين على "تحسين ظروف الفلسطينيين ومحاولة دفع الامور في اتجاه اكثر ايجابية".
واقر المسؤول الاميركي الذي طلب عدم نشر اسمه بأن "ما من شيء ملموس تحقق من كل هذا حتى الآن"، من دون ان يوضح ماهية المسائل التي تباحث فيها كيري ونتنياهو.
وكان كيري اعلن في 24 اكتوبر خلال زيارة الى عمان ان المملكة الاردنية التي ترعى المقدسات الاسلامية في القدس اتفقت مع اسرائيل على التعاون لتهدئة الوضع بين اسرائيل والفلسطينيين. ويومها اشار كيري الى ان نتنياهو وافق على اقتراح للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني لنصب كاميرات فيديو في المسجد الاقصى لضمان مراقبة جميع مرافق الحرم القدسي على مدار الساعة.
وحتى اذا كانت عمان اشتكت من عقبات تعرقل تنفيذ هذا المشروع، إلا ان الطرفين الاسرائيلي والاردني يجريان "اجتماعات فنية" بهذا الشأن و"المسألة تتقدم تماما كما كنا نريد"، حسب قوله.
كما تأتي زيارة كيري الى اسرائيل كذلك بعيد ايام من افراج السلطات الاميركية عن جوناثان بولارد اليهودي الاميركي الذي تجسس لمصلحة اسرائيل والذي قضى 30 عاما خلف القضبان في الولايات المتحدة.
ولكن حتى بعد خروجه من السجن فان بولارد الذي يعتبره قسم من الاسرائيليين بطلا قوميا لن يتمكن من مغادرة الولايات المتحدة الى اسرائيل قبل خمس سنوات، لأنه ممنوع من السفر طيلة هذه المدة.
والجمعة اكد البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما لا يعتزم التدخل للسماح للجاسوس الاسرائيلي بمغادرة الولايات المتحدة قبل انتهاء فترة المنع من السفر.
ويغادر كيري بوسطن الاحد متجها الى ابوظبي حيث سيبحث مع المسؤولين الاماراتيين في "مجموعة من القضايا الثنائية والاقليمية السياسية والامنية مع التركيز على سوريا"، بحسب وزارته.
وتسعى واشنطن بعد الاعتداءات التي استهدفت باريس الاسبوع الماضي الى تعزيز التحالف الدولي الذي تقوده ضد تنظيم "داعش" الذي تبنى هذه الاعتداءات التي خلفت 130 قتيلا وهي الاكثر دموية في تاريخ فرنسا.
وعند انتهاء زيارته الى الامارات سيغادر كيري ابوظبي متجها الى اسرائيل.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.