الجيل الثالث من عائلة دبليو سلامون يجذبهم بريق العالمية

أول توسع لهم يبدأ من لندن

بروش مرصع بالماس الأصفر والأبيض  -  أقراط أذن مرصعة بالماس والزمرد  -    ثلاث أساور مرصعة بالماس والزمرد والياقوت والسفير (تصوير Gantcho Beltchev Photography 2015)  -   سوار بلمسات وتقنيات عصرية من الماس والجلد
بروش مرصع بالماس الأصفر والأبيض - أقراط أذن مرصعة بالماس والزمرد - ثلاث أساور مرصعة بالماس والزمرد والياقوت والسفير (تصوير Gantcho Beltchev Photography 2015) - سوار بلمسات وتقنيات عصرية من الماس والجلد
TT

الجيل الثالث من عائلة دبليو سلامون يجذبهم بريق العالمية

بروش مرصع بالماس الأصفر والأبيض  -  أقراط أذن مرصعة بالماس والزمرد  -    ثلاث أساور مرصعة بالماس والزمرد والياقوت والسفير (تصوير Gantcho Beltchev Photography 2015)  -   سوار بلمسات وتقنيات عصرية من الماس والجلد
بروش مرصع بالماس الأصفر والأبيض - أقراط أذن مرصعة بالماس والزمرد - ثلاث أساور مرصعة بالماس والزمرد والياقوت والسفير (تصوير Gantcho Beltchev Photography 2015) - سوار بلمسات وتقنيات عصرية من الماس والجلد

عندما يتعلق الأمر بصناعة الجمال والأناقة في العالم العربي، فإن بيروت أول ما يتبادر إلى الذهن. فهي تحتضن أسماء مهمة في مجال الأزياء نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إيلي صعب، وزهير مراد، وربيع كيروز، وغيرهم، إضافة إلى عدد كبير من الأسماء التي دخلت عالم الجواهر وتألقت فيه. فما لا يختلف عليه اثنان، أن بيروت تشهد في العقد الأخير طفرة من الإبداع يقودها شباب درس بعضهم فن المعمار ثم اختاروا التوجه إلى صياغة أشكال بأحجام صغيرة بالذهب والأحجار الكريمة، أو ورثوا هذه الصنعة أبًا عن جد. لكن من الظلم القول إن بيروت عرفت هذه الطفرة في السنوات الأخيرة فقط، لأنها كانت دائمًا رحمًا للإبداع، وما كان ينقصها هو الدعاية فقط. فكثير من الصاغة ومصممي الجواهر بقوا في الظل، قانعين بمكانة رسخوها عبر السنين مع زبائن يحترمونهم ويقدرونهم ويحققون من ورائهم ما يكفي من المجد والنجاح.
من هؤلاء نذكر «دبليو سلامون وأبناؤه»، اسم يعرفه اللبنانيون جيدًا وكل من زار بيروت بحثًا عن أطقم زواج أو هدايا لحديثي الولادة من الذهب والأحجار. فالدار لها جذور تاريخية تعود إلى عام 1907 لكنها على الرغم من أنها كانت تطرح قطعًا تعشقها الزبونة العارفة وتبدعها الأجيال التي توالت على إدارة الدار وقيادتها، فإنها بقيت مجهولة خارج لبنان. كل هذا تغير مؤخرًا على يد الجيل الثالث من العائلة، الذين لم يعودوا قانعين بالمحلية وقرروا حمل اسمهم واسم أجدادهم إلى العالمية. المحطة الأولى هي لندن، فهي مركز تجاري لا بد منه لكل مصمم يعرف سوقه جيدًا. وهكذا افتتحوا محلاً في منطقة «بلغارفيا» الراقية على بعد خطوات من محلات «هارودز» و«هارفي نيكولز» و«سلوان ستريت»، وهي الأماكن التي يؤمها زبونهم الوفي أساسًا، وأقاموا حفلاً ضخمًا دعوا إليه شخصيات كبيرة من كل المجالات الفنية والإبداعية، وكان نقطة البداية بالنسبة لهم خارج الوطن.
غابرييل سالمون أحد مدرائها، يقول عن النقلة إنها كانت طبيعية بالنظر «إلى تاريخ الدار الغني وتمتعها بزبائن أوفياء في لبنان وبقية البلدان العربية. الحقيقة إن فكرة التوسع في لندن خامرتنا دائمًا، لأنها عاصمة الجواهر والإبداع بلا منازع».
ما إن تدخل المحل حتى تشعر كما لو أنك دخلت عالم شهرزاد بكنوزه وقصصه التي تختزل كل معاني الحب والعشق والإثارة. والمقصود هنا عشق عائلة سلامون للأحجار الكريمة ذات الجودة العالية والتصميم الأنيق الذي يميل إلى الكلاسيكية. بيد أنها كلاسيكية محسوبة ومقصودة لأن أغلبها موجه لحد الآن إلى المرأة العربية التي لا تزال أهم زبونة بالنسبة للدار. لكن هذا لا يعني أن كلاسيكيتها تأتي على حساب الابتكار، بل العكس فهناك مزج رائع بين الاثنين يجعلها عصرية تخرج عن إطار التقليدي «الكليشيه».
تقول كارول سلامون، وهي شابة تتمتع بطاقة عالية ولا يضاهي شغفها بالجواهر سوى قناعتها بأن اسم الدار له وزن ويستحق أن يأخذ حقه كواحد من بيوت الجواهر المهمة في السوق عوض أن يبقى حكرًا على شريحة معينة أو خريطة محددة، إن «الدار أبدعت قطعًا عبر العقود لو كان لها لسان لحكت، مثل شهرزاد، الكثير من قصص الحب التي جمعت قلوبًا بخواتم من الماس وأطقمًا من الزمرد أو الياقوت لا تزال الجدات تورثها للحفيدات. فضلاً عن قطع تسجل لولادة جديدة، فالأسعار هنا متباينة تعكس تنوع التصاميم وما تتضمنه من أحجار». ورغم التنوع الشديد الذي يطمح لإرضاء كل الأذواق، يبقى القاسم المشترك بينها دائمًا قدرتها على سرقة القلوب. فهي لا ترتبط بحقبة أو زمن، كما أن أحجارها المنتقاة بعناية ودقة، تضفي عليها قيمة وجمالية لا تقدر بثمن.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.