العثور على دبابات عسكرية خبأها المتمردون في باطن الأرض بمدينة المنين

المقاومة تسيطر على 80 % من صرواح وتحرر السوق

دبابة تابعة للقوات الموالية لهادي تطلق نيرانا باتجاه صرواح (أ.ف.ب)
دبابة تابعة للقوات الموالية لهادي تطلق نيرانا باتجاه صرواح (أ.ف.ب)
TT

العثور على دبابات عسكرية خبأها المتمردون في باطن الأرض بمدينة المنين

دبابة تابعة للقوات الموالية لهادي تطلق نيرانا باتجاه صرواح (أ.ف.ب)
دبابة تابعة للقوات الموالية لهادي تطلق نيرانا باتجاه صرواح (أ.ف.ب)

عثرت المقاومة الشعبية والجيش الوطني في محافظة مأرب أمس الجمعة، على كميات كبيرة من الأسلحة والآليات الحربية «مدرعات ودبابات» عمدت ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح على إخفائها في باطن الأرض، وكذلك داخل أنفاق في مدينة المنين التي تبعد عن سد مأرب قرابة 6 كيلومترات.
وشرعت ميليشيا الحوثي، مع تضييق الخناق عليها من قبل الجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي في محافظة مأرب، بدعم قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وتراجعها في عدد من المواقع، في حفر أنفاق تحت الأرض ودفن الآليات العسكرية والأسلحة ليسهل على أفرادها الفرار من ساحة المعارك.
وقامت الميليشيا، بعد عملية إخفاء الأسلحة، بزرع كميات كبيرة من الألغام تغطي المنطقة، في محاولة منها لمنع وصول أي جهة إليها، وفي حال تم الكشف عنها تدمر هذه الأسلحة دون الاستفادة منها من خلال الكميات الكبيرة من الألغام التي وضعت عليها، كما يمكن للميليشيا الرجوع إليها في حال تمكنت من السيطرة مرة أخرى على القرى المجاورة لها.
وفور حصول المقاومة الشعبية على المعلومات التي تفيد عن وجود هذه الكميات من الأسلحة تحت الأرض، تم التنسيق مع طيران التحالف العربي الذي قام على الفور بتدمير الأسلحة، حتى لا يتم العثور عليها من قبل أي جهة وتستخدم بشكل سلبي على المدينة التي حررت من قبضة الميليشيا.
وكشفت تقارير استخباراتية قامت بها المقاومة الشعبية، عن وجود عدة مواقع في شمال اليمن وشرقها، قامت ميليشيا الحوثي وحليفهم علي صالح، بإخفاء كميات من الأسلحة، للعودة إليها في فترة مقبلة، واستخدامها بشكل كبير لزعزعة الأمن في حال استقرت الأوضاع في البلاد.
ويرى مختصون في الشأن العسكري، أن الأسلحة الثقيلة التي حصلت عليها ميليشيا الحوثي في الآونة الأخيرة بتحالفها مع علي صالح، أو تلك التي دخلت بطرق غير شرعية (تهريب) للبلاد من قبل إيران، والتي لم تتمكن من الحصول عليها خلال العشرين عاما الماضية، جعلها تعمد إلى إخفاء هذه الكميات، تحسبا لأي معطيات جديدة على الأرض وتوقيعها على اتفاقيات تلزمها بتسليم ما لديها من أسلحة، لتكون بذلك بعيدة عن الشبهات في حال استخدمت هذه الأسلحة في مرحلة مقبلة.
وأكد المختصون، أن الميليشيا ستقوم بكل ما يمكنها من البقاء في المشهد العام، حتى وإن وقعت اتفاقية هدنة، أو صلح، خاصة أنها تلقى دعما من إيران وعدد من الجهات الخارجية، والتي كان آخرها تورط قيادات لبنانية يعتقد في انتمائها لحزب الله وأخرى إيرانية في تهريب كميات من الأسلحة، قادمة من إيران عبر السواحل الشرقية والغربية لليمن، لدعم حليفهم في اليمن «أنصار الله».
في سياق متصل تمكن الجيش الوطني الموالي للشرعية، بدعم من قوات التحالف العربي، من تحرير سوق صرواح من قبضة الحوثيين، والتقدم نحو مثلث شليب الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي، في حين تقوم المقاومة الشعبية بتطهير المنطقة المحررة من الألغام التي وضعتها الميليشيا.
وقال عبد العزيز كوير، مسؤول الجيش الوطني في مأرب القديمة لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية والجيش الوطني نجحا خلال الساعات الماضية في تحرير عدد من المواقع في مديرية صرواح، منها السوق الرئيسي، وعدد من المواقع العسكرية التابعة للميليشيا، موضحا أن عملية تحرير المدينة بالكامل أصبحت وشيكة وما هي إلا مسألة وقت.
وأضاف كوير، أن 80 في المائة من المدينة أصبحت تحت إمرة الجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور، لافتا أن تحرير صرواح يشكل نقطة رئيسية لموقعها وقربها من محافظة مأرب، إضافة إلى أهميتها وقربها من صنعاء معقل الحوثيين، الأمر الذي يسهل على المقاومة الشعبية عملية التقدم نحو المديريات الشمالية، ويفتح ثغرة في تحصينات الحوثيين للمدن والقرى القريبة من صنعاء.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.