عقب لقائه موغيريني: العربي يتوقع حدوث انفراجة قريبة في الأزمة السوريةhttps://aawsat.com/home/article/489316/%D8%B9%D9%82%D8%A8-%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%87-%D9%85%D9%88%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D9%88%D9%82%D8%B9-%D8%AD%D8%AF%D9%88%D8%AB-%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9
عقب لقائه موغيريني: العربي يتوقع حدوث انفراجة قريبة في الأزمة السورية
ممثلة الاتحاد الأوروبي قالت إن اجتماع فيينا خطوة أولى لبدء عملية سياسية
د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية لدى استقباله فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
عقب لقائه موغيريني: العربي يتوقع حدوث انفراجة قريبة في الأزمة السورية
د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية لدى استقباله فيديريكا موغيريني الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في القاهرة أمس («الشرق الأوسط»)
توقع الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أمس، أن تؤدي الاجتماعات الأخيرة بشأن سوريا إلى انفراجة قريبة في الأزمة، مؤكدًا أن الأزمة السورية هي أسوأ مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين. والتقى العربي فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، في القاهرة أمس. وخلال مؤتمر صحافي، استنكر العربي عدم دعوة الجامعة لاجتماع فيينا الأخير بشأن سوريا، قائلا: «لا أدري لماذا لم تتم دعوة الجامعة العربية لاجتماع فيينا»، موضحا أن «الأزمة السورية هي الشغل الشاغل للجامعة خلال السنوات الأخيرة، وقامت بزيارات كثيرة لدمشق، والمتابعة، وإيفاد مراقبين في وقت من الأوقات، والموضوع تمت إحالته بعد ذلك لمجلس الأمن». من جانبها، قالت موغيريني إن اجتماع فيينا بشأن سوريا خطوة أولى لبدء عملية سياسية في سوريا لضمان مرحلة انتقالية تمثل فيها جميع الأطراف، وتوحيد سوريا للتصدي لتنظيم داعش، وإنه يتم التعاون مع الجامعة العربية باعتبارها من الفاعلين الدوليين في هذا الشأن. وفي الشأن الليبي، أكدت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي يتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا لبدء عمل حكومة وفاق وطني هناك، داعية الشعب الليبي وصانع القرار لتوحيد القوى داخل ليبيا لمنح البلاد المستقبل الذي تستحقه، وأضافت: «المجتمع الدولي مستعد لبناء مؤسسات ليبيا الأمنية». وأوضحت الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد أعد على مدى أشهر حزمة مساعدات بقدر مائة مليون يورو يمكن تقديمها بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأن الاتحاد يرغب في توفير الدعم «لكن الدور الريادي لا بد أن يكون لليبيا قبل تمدد أكبر لـ(داعش)». وذكرت موغيريني أنها بذلت جهودًا مشتركة مع جامعة الدول العربية من أجل تجنب الأزمات الموجودة حاليًا وإيجاد الحلول المشتركة لإنهاء الحروب والنزاعات في سوريا وليبيا وكذلك لعملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أنها مسألة تثير الكثير من قلقهم. كما تمت مناقشة قضايا أخرى يجري العمل بشأنها. وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد وقعت بروتوكول تعاون مع ممثلة الاتحاد الأوروبي لبدء المرحلة الثانية من مشروع تعزيز قدرات الجامعة لمواجهة الأزمات. وقع على البروتوكول من الجانب العربي الأمين العام للجامعة، ومن الجانب الأوروبي موغيريني. ووفقًا لبيان صادر عن الجامعة، فإن هذا البروتوكول يمثل استكمالاً للمرحلة الأولى من المشروع الرائد بين الجامعة والاتحاد الأوروبي في مجال الإنذار المبكر وإدارة الأزمات، الذي جرى تنفيذه في الفترة ما بين 2011 و2014. وتسعى المرحلة الثانية إلى تعزيز القدرات الفنية والمؤسسية الخاصة بأمانة جامعة الدول العربية والدول الأعضاء بها في مجال إدارة الأزمات وإنشاء مبادرة قدرات الاستجابة للأزمات داخل الجامعة في إطار الشراكة مع الكيانات الوطنية المعنية بالاستجابة للأزمات في الدول الأعضاء بالجامعة.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.