السيسي: مزاعم «داعش» إسقاط الطائرة الروسية «محض دعاية للإضرار بسمعة مصر»

وفد قضائي روسي في القاهرة للمشاركة في التحقيقات

مسؤولون مصريون وروس يتفقدون ما تبقى من حقائب ضحايا الطائرة الروسية التي سقطت بالقرب من مدينة العريش (أ.ف.ب)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس إن مزاعم تنظيم داعش بإسقاط طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء، يعد «محض دعاية تهدف إلى الإضرار بسمعة مصر»، مشددًا على أنه «ما زال من السابق لأوانه التكهن بأسباب الحادث»، الذي أودى بحياة 224 راكبا.
وسقطت طائرة ركاب روسية من طراز «إيرباص إيه 321»، وعلى متنها 224 شخصا بالقرب من مدينة العريش (شمال سيناء)، عقب دقائق من إقلاعها من مطار شرم الشيخ في طريقها إلى سان بطرسبرغ، بعد فقدان الاتصال بها. وأعلنت السلطات الروسية مقتل جميع الركاب الذين كانوا على متن الطائرة.
وقالت شركة الطيران الروسية «كوغاليمافيا»، أول من أمس إن طائرتها التي تحطمت في سيناء سقطت بفعل «عامل خارجي». وقال مسؤول كبير في الشركة إن «التفسير الوحيد المعقول هو أن الطائرة سقطت بعامل خارجي».
لكن رئيس وكالة الطيران المدني الروسية ألكساندر نيرادكو قال للتلفزيون الروسي إن هذا الكلام سابق لأوانه و«لا يستند إلى أي حقائق». وكان تنظيم «ولاية سيناء» الموالي لـ«داعش» قد أصدر بيانا مكتوبا وتسجيلا صوتيا قال فيهما إنه أسقط الطائرة، ردا على الهجمات العسكرية الروسية التي تستهدف عناصر التنظيم في سوريا.
وفي مقابلة أجرتها معه «بي بي سي» وصف الرئيس المصري ادعاءات أطلقتها جماعة متشددة في سيناء على علاقة بتنظيم داعش بإسقاط الطائرة، بأنها «دعاية»، مضيفًا: «أن هذه طريقة للإضرار باستقرار وأمن مصر وصورة مصر في الخارج».
وحذر الرئيس السيسي من جانبه من مخاطر التوصل إلى استنتاجات متسرعة، وقال: «جميع الأطراف التي تبدي اهتماما بهذه القضية يمكنها المشاركة في التحقيق»، مؤكدًا أن «الموقف في سيناء، والمنطقة التي وقع فيها الحادث على وجه التحديد، تحت سيطرتنا الكلية».
في غضون ذلك، وصل مطار القاهرة الدولي أمس رئيس لجنة التحقيقات في روسيا، إلكسندر باستريكين والوفد القضائي المرافق الذي يضم 20 عضوا على متن طائرة خاصة في زيارة للبلاد، لبحث سبل التعاون مع الجانب المصري حول التحقيقات الخاصة بتحطم الطائرة الروسية في سيناء.
وقالت مصادر مطلعة إن المسؤول الروسي سيلتقي مع المسؤولين في مختلف جهات التحقيق للاطلاع على سير التحقيقات التي تجريها السلطات المصرية للوقوف على ملابسات سقوط الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء السبت الماضي.
بينما واصلت النيابة العامة المصرية تحقيقاتها في سقوط الطائرة، حيث تستكمل الإجراءات بالاستماع إلى مسؤولى الملاحة الجوية في مطار شرم الشيخ. وقال السفير الروسي لدى مصر، سيرجي كيربيتشينكو، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل الانتهاء من فحص الصندوق الأسود للطائرة.
وقال جيمس كلابر، مدير الاستخبارات الوطنية الأميركي، في مؤتمر صحافي في واشنطن: «ليس لدينا أي دليل مباشر على وجود أثر لأي عمل إرهابي حتى الآن». غير أنه أشار إلى أن لتنظيم داعش، الذي قال إنه هو الذي أسقط الطائرة، وجودًا ملحوظًا في شبه جزيرة سيناء.
ويعكف خبراء طيران على معالجة البيانات التي في «الصندوقين الأسودين» للطائرة المنكوبة، ولم يصدر عنهم أي تصريح بهذا الخصوص.