وزير النقل الروسي: لا دليل على وقوف الإرهاب خلف سقوط الطائرة بسيناء

احتمالات بأن تكون انشطرت في الجو نتيجة عيب فني

الأعلام الروسية نكست أعلى المباني الحكومية في وسط العاصمة موسكو أمس (أ.ب)
الأعلام الروسية نكست أعلى المباني الحكومية في وسط العاصمة موسكو أمس (أ.ب)
TT

وزير النقل الروسي: لا دليل على وقوف الإرهاب خلف سقوط الطائرة بسيناء

الأعلام الروسية نكست أعلى المباني الحكومية في وسط العاصمة موسكو أمس (أ.ب)
الأعلام الروسية نكست أعلى المباني الحكومية في وسط العاصمة موسكو أمس (أ.ب)

تعليقا على ما تردد نقلا عن «مسؤول بارز في لجنة الطيران الحكومية الروسية» أمس أن الطائرة الروسية التي تحطمت في مصر «انشطرت في الجو»، قالت المصادر الروسية إن ذلك لا يعني صحة ما يقال حول إصابة الطائرة بصاروخ أرض جو من جانب المجموعات الإرهابية الموجودة في سيناء.
ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية الرسمية عن ماكسيم سوكولوف وزير النقل الروسي الموجود حاليا في القاهرة لمتابعة سير التحقيقات في الحادث تصريحاته التي قال فيها: إنه لا يوجد دليل على وجود عمل إرهابى خلف سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء. وأوضح ماكسيم سوكولوف أن الادعاء بأن الإرهابيين هم سبب تحطم الطائرة الروسية «لا يمكن اعتباره دقيقا».
وقال: «تتناقل وسائل إعلام مختلفة حاليا معلومات حول إسقاط طائرة الركاب الروسية، المتجهة من شرم الشيخ إلى سانت بطرسبرغ، من قبل الإرهابيين بصواريخ مضادة للطائرات. لا يمكننا اعتبار تلك المعلومات مؤكدة». وأضاف الوزير الروسي أن الجانب الروسي على اتصال وثيق مع المسؤولين المصريين، والجهات المعنية في تلك البلاد لا تملك أي معلومات تؤكد على هذه التكهنات. فيما أشار إلى أن «المختصين يعملون في موقع سقوط الطائرة، وعلاوة على ذلك ففي القريب العاجل ستصل لجنة عمل دولية إلى المنطقة وستقوم بتقديم الاستنتاجات حول أسباب المأساة بعد جمع المواد والمعلومات المتاحة وتحليلها». وأكد الوزير الروسي أيضا على أن البيانات المتاحة في الوقت الراهن لا تساعد على التأكيد على المعلومات حول إسقاط الطائرة الروسية. وكان عدد من الفنيين الروس أشاروا في معرض تعليقاتهم في نشرات الأخبار الروسية إلى احتمالات أن تكون الطائرة انشطرت في الجو، ليس نتيجة إصابتها بصاروخ بل نتيجة عيب فني أدى إلى تسريب الضغط حول جسم الطائرة، مؤكدين في الوقت نفسه على أن الوقت لا يزال سابقا لأوانه لإصدار الأحكام القاطعة. وقالوا بضرورة انتظار نتائج الكشف عن «محتويات» الصندوق الأسود الذي جرى العثور عليه ونقله إلى القاهرة.
وحدادا على 224 روسيًا، منهم 27 طفلا، هم مجمل عدد ركاب وأعضاء طاقم طائرة الركاب الروسية المنكوبة التي سقطت أول من أمس في شمال شبه جزيرة سيناء، نكست روسيا أعلامها وأجرت التعديلات المناسبة في برامج الإذاعة والتلفزيون، فيما أوقفت وزارة الثقافة أي احتفالات أو حفلات موسيقية، إلى جانب إلزام الفرق الرياضية التي كان جدولها يتضمن إجراء المباريات الرسمية بالأمس ببدء هذا النشاط الرياضي بالوقوف حدادا على ضحايا الطائرة الروسية.
وبينما تعكف لجان التحقيق على تقصي أسباب سقوط طائرة الركاب الروسية جنوب مدينة العريش المصرية، أعلن عدد من خبراء الطيران في موسكو عن ترجيحهم لفرضية الحالة التقنية للطائرة، بما في ذلك احتمالات الخطأ البشري. ونقلت الوكالات الروسية عن مصادر أمنية لم تحدد هويتها تصريحاتها حول أن «الفحص الأولي لحطام الطائرة يدل على وجود خلل فني». وكان موقع «Flightradar24»، خدمة تعقب الطائرات التي تدار من السويد، أشار إلى اقتراب الطائرة من نهاية عمرها الافتراضي، وهو ما سارعت الشركة الروسية الناقلة «كوغاليم افيا» التي كانت اتخذت اسما تجاريا جديدا هو «مترو غيت» بتأكيد أن فترة استخدام الطائرة لم تتجاوز 18 عاما ونصف العام، في الوقت الذي كانت حرصت فيه على إجراء الصيانة الدورية في الأوقات المحددة لذلك، فضلا عن دحض ما سبق أن قيل حول نوعية الوقود المستخدم بعد تحليل أجهزة الرقابة لنوعية الوقود الذي استخدمته الطائرة في آخر رحلاتها إلى شرم الشيخ.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.