استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

* «قدم الرياضي»
لدي تقرحات لم أتنبه لها فيما بين أصابع القدمين، بماذا تنصح؟
أبو جمال - تبوك
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك عن التقرحات التي ظهرت لديك بين أصابع القدم، وهو ما يُعرف طبيا بـ«قدم الرياضي». ولاحظ معي أن قدم الرياضي هو مرض جلدي يسببه نوع من الفطريات، وعادة ما يحدث بين أصابع القدم بسبب أن الأحذية تصنع بيئة دافئة ومظلمة ورطبة، وهي الظروف البيئية التي تشجع على نمو الفطريات فيما بين أصابع القدم. ولكن ليست هذه هي الأسباب التي تساعد على نشوء مشكلة التقرحات بين أصابع القدم، بل هناك أيضًا اضطرابات آلية العرق لدى الإنسان، وكرد فعل الجلد أيضا على نوعية الأصباغ أو المواد اللاصقة المستخدمة في صناعة الأحذية. وقد تحاكي الإكزيما، والصدفية في المظهر، حالة قدم الرياضي المرتبطة بالفطريات.
والدفء والرطوبة من المناطق المجاورة لحمامات السباحة، والاستحمام، وغرف تبديل الملابس كلها تهيئ ظروفا مناسبة لنمو الفطريات، التي يسهل انتقالها إلى قدم الشخص السليم عند المشي فيها. والأعراض التي لديك مثل جفاف الجلد والشعور بحرقة الحكة وظهور القشور الجلدية والاحمرار، تُؤدي إلى تشقق الجلد وربما إصابته بعدوى بكتيرية مرافقة للعدوى الفطرية. وهذه العدوى الفطرية قد تنتقل إلى باطن القدم أو الأظافر أو مناطق أخرى من الجسم، وخاصة منطقة الأعضاء التناسلية أو الإبط، مما يتسبب بالحكة والالتهابات فيها. والفطريات نفسها قد تعلق باليدين أو الملابس وقابلة بالتالي لعدوى الآخرين.
وإذا اتبعت برنامجًا يوميًا لتنظيف القدمين بالماء والصابون وتجفيف القدمين وخاصة ما بين الأصابع برفق ونعومة، وذلك لمدة أسبوعين دون جدوى في إزالة التقرحات فإن من الضروري مراجعة طبيب الجلدية أو المتخصص في صحة القدمين. وإذا ما تبين للطبيب أن المشكلة لها علاقة بالفطريات، أي ليست إكزيما أو حساسية كما تقدم، فإن هناك أدوية مضادة للفطريات إما أن تُوضع موضعيًا على منطقة التقرحات في القدم أو يتم تناولها كأقراص دوائية عبر الفم. وربما يُضيف الطبيب مستحضرات مضادة للبكتيريا إضافة إلى المستحضرات المضادة للفطريات.
المهم متابعة تلقي العلاج الدوائي بالصفة التي يذكرها الطبيب، وللفترة الزمنية التي ينصح باستخدامها، ومراجعة الطبيب للتأكد من وقت التوقف عن تلقي المعالجة لأن الأمر سيأخذ وقتًا طويلاً نسبيًا، إضافة إلى الاهتمام بتنظيف القدمين وتجفيفهما برفق وفق الطريقة التي يشرحها لك الطبيب كي لا يتسبب التجفيف بمزيد من التهتكات الجلدية.
زراعة الصمام أو إصلاحه جراحيًا

* في حالة التسريب في الصمام المايترالي هل الأفضل زراعة صمام جديد أو إصلاح الصمام جراحيًا؟
هدى ج. - الرياض
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول وجود تسريب شديد في الصمام المايترالي لدى والدتك، وأن الأطباء ينصحون بإجراء عملية جراحية. ووفق ما ذكرتيه في رسالتك فإن لجوء الطبيب إلى النصيحة بالعملية الجراحية كان مبنيًا على تفاقم الأعراض لديها وبدء تأثر قوة عضلة القلب بوجود هذا التسريب. ولاحظي أن الصمام المايترالي مكون من حلقة تتدلى منها ورقتان، والتسريب إما نتيجة توسع في الحلقة أو تشوهات مرضية في بنية وشكل الورقتين أدى إلى عدم قدرة الصمام على أداء دوره في السماح فقط للدم بالجريان في اتجاه واحد وليس في اتجاهين. أي أن التسريب هو نتيجة لعدم قدرة الصمام على القفل بطريقة سليمة.
وبعد معرفة الطبيب سبب مرض الصمام، يُتابع المريض لمعرفة تطور درجة التسريب، وإن وصلت الأمور إلى حد التسريب الشديد فإنه يُتابع المريض عبر الزيارة في العيادة للتأكد من عدم تضرر عضلة القلب في قوة ضخها نتيجة لوجود التسريب، كما يُتابع بشكل أدق مستوى شكوى المريض من الأعراض ومدى استجابتها للأدوية التي يصفها الطبيب. وحينما تبدأ قوة عضلة القلب بالضعف أو تكون الأعراض من غير الممكن السيطرة عليها بالأدوية، يلجأ الطبيب إلى طلب الحل الجراحي.
قبل وخلال العملية الجراحية يقوم جراح القلب بتقييم حالة الصمام وشكله، ومدى إمكانية استفادة المريض من القيام بعملية إصلاح للصمام تُؤدي إلى عمله كما ينبغي، وإن لم تكن حالة الصمام تسمح بإجراء التعديلات الجراحية فيه فإن اللجوء يكون إلى زراعة صمام جديد.
ويصعب توضيح طرق إصلاح الصمام كما طلبت، ولكن المهم فيها هو مدى إمكانية إجرائها وفق ما يُقيمه طبيب جراحة القلب الذي عادة يُفضل إجراء التصليح ما كانت ثمة فرصة لذلك. الصمام المزروع قد يكون معدنيًا ميكانيكيًا أو يكون محتويًا على أنسجة مستخرجة من الحيوانات، ولكل واحد منهما مزايا ومتطلبات للعناية، وهذه الأمور يُناقشها الطبيب مع المريض بشكل مباشر ويصعب إعطاء إجابات عامة حولها تصلح لكل مريض، وخاصة حول مدى مناسبة تلقي المريض لأدوية ترفع من سيولة الدم وتمنع الدم من التجلط والتخثر على سطح الصمام المعدني، وهو ما لا حاجة له في حالة الصمام الحيواني، والأمر الآخر المدة الزمنية التي تُقدر بالسنوات للعمر الافتراضي لبقاء الصمام الحيواني قابلاً للعمل بكفاءة والتي من بعدها ربما تدعو الحاجة لإجراء عملية زراعة ثانية.
صورة الجسد وثقة المراهقة بالنفس

* تعاني ابنتي من الانطواء لعدم رؤيتها نفسها جميلة بماذا تنصح؟
أم نور - الإمارات
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول تأثيرات شكل شعر ابنتك على حالتها النفسية وثقتها بنفسها وهي في عمر خمسة عشر عامًا. ولاحظي معي أن الفتيات في مرحلة المراهقة يرتبط لديهن مستوى الثقة بالنفس بالصورة المنطبعة في أذهانهن عن شكل أجسامهن وعناصر المكونات الجمالية فيه، وهذا الأمر يخف تدريجيًا مع تجاوز مرحلة المراهقة لتعتمد الثقة بالنفس على مقومات أخرى كالسلوكيات السليمة والمثابرة في التحصيل العلمي والنجاح في أنشطة الحياة وغيرها مما يعتمد البالغون عليه في بناء مستوى الثقة بالنفس. وهذه المشكلة شائعة جدًا لدى المراهقات والمراهقين على حد سواء، أي ارتباط الثقة بالنفس وتقدير الذات بعوامل في شكل الجسد والجمال.
ولو رجعنا إلى تقدير الذات فإنه مهم للمراهق لأن منه يتفرع ما هو شعوره عن قيمته لدى الآخرين وكيف ينظرون إليه، وكلما كان المراهق أو المراهقة لديهم مستوى أعلى من تقدير الذات المبني على عوامل سليمة كانت عواطف وانفعالات المراهقة أكثر اتزانا وأكثر تعلقًا بالمثابرة في التحصيل العلمي والسلوكيات الاجتماعية السليمة.
ووفق ما تشير إليه نشرات أطباء الأطفال في مؤسسة نيمورس الصحية في فلوريدا بالولايات المتحدة فإن في مرحلة البلوغ والمراهقة تحصل تغيرات نفسية وجسدية يُرافقها ارتفاع الشعور بالحاجة إلى تقبل الآخرين ورؤيتهم للمراهقة أو المراهق كأشخاص متميزين، والمشكلة تنشأ لدى المراهقة حينما تحصل التغيرات الجسدية بطريقة مخالفة لما يحصل لدى مراهقة أخرى، هذا بالإضافة إلى دور صورة المراهقة التي تبثها وسائل الإعلام في الأفلام والقصص كنماذج مثالية، إضافة إلى التعليقات والضغوطات غير المدروسة، العائلية أو في المدرسة، وخاصة التعليقات السلبية. والمهم هو بناء أسلوب لدى المراهقة في تكوين مستوى الثقة في النفس وليس التوجه وراء تعديل التغيرات الجسدية التي تتسبب بإثارة تدني الثقة بالنفس لدى المراهقة، وبناء نظرة إيجابية نحو الجسم لدى المراهق أو المراهقة هو أمر ممكن ويتطلب تعاون الأم والأب والإخوة والأخوات في المنزل إضافة إلى المدرسة.



10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل
TT

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب. ولم أحصل على نتائج مُرضية في غالب الأحيان. ما تنصح؟»

وللإجابة فإني أفترض بداية أن تناوله فياغرا كان بعد استشارة الطبيب وإجرائه الفحص الإكلينيكي والفحوصات اللازمة لهذه الحالة، وأنه تناول الحبة حسب توجيهات الطبيب.

مفعول فياغرا

ولكن سواء كان الأمر كذلك أو لم يكن، فإن الأمر يتطلب متابعة عرض النقاط التالية بشكل سردي متسلسل لفهم أسباب فشل أو توقف مفعول فياغرا، أو غيره من أدوية تنشيط الانتصاب، عن العمل:

1. فياغرا دواء مصمم لمساعدة الشخص للحصول على الانتصاب والحفاظ عليه، إذا كان يعاني من ضعف الانتصاب. والدواء النشط هو «سيلدينافيل»، والذي يصنف على أنه من فئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5». وهناك أدوية أخرى من نفس الفئة، ولديها مميزات قد لا تتوفر في فياغرا، مثل سيالس (تادالافيل)، وليفيترا (فاردينافيل)، وستيندرا (أفانافيل).

وهذه الفئة من الأدوية هي خط العلاج الأول لضعف الانتصاب. ومع ذلك، قد تجد أن أياً منها لا يعمل أبداً أو يتوقف تدريجياً عن العمل، بعد استخدامه بنجاح لفترة.

وإذا حدث هذا، فأنت لست وحدك، حيث تشير المصادر الطبية إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من المرضى قد لا يستجيبون بشكل مرضٍ لهذه الأدوية ولا يجدون الرضا بتناولها. كما أنه، ووفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل 56 في المائة إلى 81 في المائة من حالات فشل العلاج.

2. يحدث الانتصاب عندما تكون هناك زيادة في تدفق الدم إلى القضيب. وإذا كان تدفق الدم هذا محدوداً، يعاني الشخص من ضعف الانتصاب. وأثناء الإثارة الجنسية، يتم إطلاق بروتين يسمى «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري». وهذا يزيد من تدفق الدم إلى القضيب للحصول على الانتصاب أو الحفاظ عليه. ولكن بمجرد إطلاقه، يقوم بروتين آخر يسمى «فوسفوديستيراز - 5» بتكسير بروتين «أحادي فوسفات الغوانوزين الدوري»، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب، وبالتالي يتلاشى الانتصاب (أي نتيجة تفاعل بين نوعين من البروتينات).

ويعمل دواء فياغرا وغيره من مجموعة أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز - 5. عن طريق تثبيط وإعاقة عملية التكسير هذه مؤقتاً، بغية الحفاظ على زيادة تدفق الدم إلى القضيب واستمرار انتصابه بهيئة أقوى أثناء الجماع. وبهذا يستفيد منْ لديه ضعف في الانتصاب بشكل مُرضٍ، وكذلك يستفيد بشكل أقوى منْ ليس لديه ضعف في الانتصاب بالأصل، ولكن لديه عوامل نفسية وذهنية تشتت رغبته الجنسية في أن تترجم بطريقة طبيعية عبر تكوين انتصاب العضو الذكري.

حالات ضعف الانتصاب

3. عملية الانتصاب هي عملية معقدة تتطلب نجاح أجزاء مختلفة من الجهاز العصبي والأوعية الدموية والغدد الصماء والجهاز التناسلي والصحة النفسية، في تكوين الانتصاب. وتُعرّف الأوساط الطبية ضعف الانتصاب بأنه: عدم القدرة على تكوين الانتصاب والحفاظ عليه لإتمام ممارسة العملية الجنسية لفترة معتادة. ويحدد الإصدار الخامس للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطراب العقلي DSM – 5 أن تستمر المشكلة لمدة لا تقل عن 6 أشهر كأحد عناصر تشخيص الإصابة به.

وتؤكد المصادر الطبية على أنه من الضروري إتمام عملية تشخيص الإصابة بضعف الانتصاب بطريقة طبية صحيحة، وليس الاعتماد فقط على ملاحظة الرجل أن لديه «عدم رضا واكتفاء» بدرجة الانتصاب للعضو الذكري. والطريقة الطبية الأكثر استخداماً هي «الفهرس الدولي لوظيفة الانتصاب» International Index of Erectile Function، وهو استبيان مكون من 15 عنصراً، ويعتبر المعيار الذهبي لتقييم المرضى بالنسبة لمشكلة ضعف الانتصاب.

4. تجدر ملاحظة أن هناك حالتين من ضعف الانتصاب، الحالة الأولى ضعف الانتصاب الذي قد يُعاني منه الرجل من آن لآخر أو أن الانتصاب الذي تكوّن لديه لا يستمر حتى إتمام العملية الجنسية. والحالة الثانية هي الضعف التام عن الانتصاب بشكل دائم. ولذا يقول أطباء كليفليلاند كلينك: «ثمة العديد من الدراسات التي حاولت معرفة مدى انتشار هذه المشكلة. وأفادت دراسة شيخوخة الذكور في ولاية ماساتشوستس أن المعاناة منها في أوقات دون أخرى ترتفع بشكل متزايد مع تقدم العمر، ونحو 40 في المائة من الرجال يتأثرون به بعد بلوغ سن 40 سنة، ونحو 70 في المائة من الرجال يتأثرون به في سن 70 سنة. أما حالة الضعف التام في الانتصاب فتصيب نحو 5 في المائة من الرجال في عمر 40 سنة، و15 في المائة منهم في عمر 70 سنة».

رصد عوامل الخطر والأسباب

5. قبل بدء تجربة العلاج الطبي لضعف الانتصاب، من الضروري معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل والتي تتسبب بضعف الانتصاب. ومعلوم أن عوامل الخطر لضعف الانتصاب تشمل التدخين، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات الكولسترول، وعدم انضباط مرض السكري، والاكتئاب، وجراحة البروستاتا، واضطرابات النوم، والتوتر النفسي، ومرض انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص هرمون التستوستيرون.

وكل هذه حالات تتسبب بضعف الانتصاب، والتغلب على هذه المشكلة لديهم، يكون بضبط هذه العوامل ومعالجتها أولاً للتغلب على ضعف الانتصاب. كما يجب أن يستكشف التاريخ الدقيق للعوامل النفسية والاجتماعية والعلاقاتية مع شريكة الحياة والممارسات الجنسية، التي قد تؤثر على الأداء الجنسي. وقد يجدر النظر في الإحالة إلى معالج جنسي.

6. أولى خطوات معالجة ضعف الانتصاب، هي تحديد السبب أو الأسباب وراء نشوء حالة ضعف الانتصاب. وتوضح إرشادات علاج ضعف الانتصاب الصادرة عن الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية، أن تعديل نمط عيش الحياة اليومية بطريقة صحية يحسن وظيفة الانتصاب ويقلل من معدل انخفاضه الوظيفي مع تقدم العمر.

وهذه نقطة مهمة يغفل عنها كثير من الرجال الذين يواجهون مشكلة ضعف الانتصاب ويتجهون تلقائياً نحو طلب تلقي أحد فئة أدوية مثبطات الفوسفوديستيراز من النوع 5 بأنواعها المختلفة في الصيدليات. ولا يلتفتون بشكل كامل نحو نصح الطبيب للمرضى بشأن تعديلات سلوكيات نمط الحياة اليومية.

وعلى سبيل المثال، تذكر الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية أن بعد سنة واحدة من التوقف عن التدخين، وُجد أن المرضى لديهم تحسن بنسبة 25 في المائة في جودة الانتصاب. وكذلك الحال مع حفظ وزن الجسم ضمن المعدلات الطبيعية والحفاظ على ممارسة الرياضة البدنية ومعالجة انقطاع التنفس أثناء النوم وغيرها من الأسباب.

7. ضعف الانتصاب قد يظهر نتيجة الآثار الجانبية للأدوية التي يتناولها الشخص، وقد يُساهم في نشوء هذه المشكلة. وهنا قد يكون من الصعب على أدوية ضعف الانتصاب التغلب على تلك الآثار الجانبية. وعندما يشتبه الطبيب في أن «بعض» أدوية علاج الاكتئاب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الحساسية، أو إدرار البول، أو الأدوية الهرمونية، أو غيرها من أنواع الأدوية المستخدمة بشكل شائع في أوساط المرضى، قد تكون هناك ضرورية للبحث عن أدوية بديلة ذات آثار جانبية أفضل.

وللتوضيح على سبيل المثال، يرتبط تناول أدوية «حاصرات بيتا» بضعف الانتصاب، رغم عدم تحديد السبب بشكل جيد. وقد تساهم معرفة المريض بأن ضعف الانتصاب أحد الآثار الجانبية المحتملة لحاصرات بيتا، في عدم رضاه عن الوظيفة الانتصابية لديه بعد بدء تناوله حاصرات بيتا. ويمكن للطبيب النظر في تجربة دواء بديل للمرضى الذين يتناولون حاصرات بيتا من الجيل الأول (مثل بروبرانولول، أتينولول) إلى أدوية الجيل الثاني (ميتوبرولول، نيبيفولول) من حاصرات بيتا الأقل تسبباً بضعف الانتصاب. كما أن وصف أدوية أخرى لعلاج ارتفاع ضغط الدم، قد يكون أقل تسبباً في ضعف الانتصاب. ومع ذلك، يجب أن يظل علاج ارتفاع ضغط الدم هو الأولوية، لأن مرض ارتفاع ضغط الدم وعدم انضباط الارتفاعات فيه، سبب قوي في ضعف الانتصاب بحد ذاته. وكثيراً ما تتحسن قدرات الانتصاب بضبط ارتفاع ضغط الدم إلى المستويات المُستهدفة علاجياً.

أسباب عدم عمل «فياغرا»

8. السبب الأول لعدم عمل فياغرا أو غيره من أدوية فئة مثبط للفوسفوديستيراز - 5 هو أن مشكلة ضعف الانتصاب ليست ناجمة عن مشكلة في الأوعية الدموية التي تعمل على احتباس الدم في العضو الذكري. وهذا يعني أن عمل هذه الأدوية على زيادة تدفق الدم لا يُساعد في تنشيط الانتصاب. ويمكن أن يحدث هذا بسبب اعتلال الأعصاب أو مشاكل أخرى. وقد تشمل بعض الحالات العصبية التي قد تؤثر على فعالية الفياغرا ما يلي:

- اعتلال الأعصاب بسبب عدم انضباط نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري.

- مرض التصلب المتعدد.

- مرض باركنسون.

- جراحة سابقة في البروستاتا.

- السكتة الدماغية السابقة.

- إصابة مباشرة في أعصاب الحبل الشوكي.

9. الارتباط بين أمراض شرايين القلب وضعف الانتصاب قوي. ووجود مرض تضيق شرايين القلب قد يعني عدم عمل فياغرا نتيجة وجود عائق كبير أمام تدفق الدم في الشريان القضيبي. أي قد يكون هذا أحد أعراض تضيقات الشرايين المغذية للقضيب، وهو عامل خطر للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية. وفي هذه الحالة، لن تستجيب الشرايين للفياغرا لأنه مجرد موسع للأوعية الدموية. كما أن وجود تسريب وريدي، أي وجود صمامات لا تعمل بكفاءة في الأوردة التي تُصرّف تجمع الدم في القضيب، يعيق تماسك الانتصاب.

وبعد تناول فياغرا، قد يتدفق الدم بمعدل متزايد إلى القضيب، لكنه سيتسرب بالكامل ولن يبقى طويلاً بما يكفي للتسبب في الانتصاب. ووجود المشاكل النفسية بدرجة إكلينيكية مُؤثرة، قد يعيق عمل الفياغرا لدى البعض ممنْ لديهم القلق والاكتئاب والإجهاد المزمن، أو ضغوط في العلاقة مع شريكة الحياة أو لديهم قلق من كفاءة الأداء الجنسي.

الاستخدام غير الصحيح يمثل 56 - 81 % من حالات فشل العلاج

الجرعة ووقت تناول الدواء

10. وفقاً للجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية AUA، فإن «الاستخدام غير الصحيح» لفئة أدوية «مثبط للفوسفوديستيراز - 5» يمثل نسبة عالية من حالات فشل العلاج. وعدم تناول فياغرا، أو غيرها من أدوية تنشيط الانتصاب، بطريقة صحيحة، قد يُؤدي إلى عدم الاستفادة. وللتوضيح، هذه الأدوية تتشابه في طريقة عملها رغم أن ثمة اختلافات ثانوية فيما بينها نتيجة لأن لكل واحد منها تركيبة كيميائية مختلفة. الأمر الذي يُؤثر على طريقة عمل كل دواء منها، مثل مدى سرعة ظهور مفعول الدواء وسرعة اختفاء مفعوله والآثار الجانبية المحتملة. ويعمل عقار سيلدينافيل (فياغرا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله على معدة فارغة قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، ويدوم مفعوله لما يُقارب 6 ساعات. ولذا تجنب تناول الفياغرا مع وجبة كبيرة أو وجبة عالية الدهون، كما لا تتوقع أن تعمل الفياغرا قبل دقائق فقط من ممارسة الجنس. بينما يعمل عقار فاردينافيل (لفيترا) بأقصى مستويات مفعوله عند تناوله قبل الممارسة الجنسية بساعة واحدة، على معدة خالية أو ممتلئة. ويدوم مفعوله قرابة 7 ساعات. وبالمقابل، عقار تادالافيل (سيياليس) يُمكن تناوله مع الأكل أو من دونه قبل الممارسة الجنسية بمدة ساعة واحدة إلى اثنتين، ويدوم مفعوله لمدة 36 ساعة. وقد تكون الجرعة غير مناسبة.

ولذا فإن أول شيء يجب التحقق منه إذا لم يكن الفياغرا يعمل هو الجرعة المناسبة. والجرعة الأكثر شيوعاً من الفياغرا لعلاج ضعف الانتصاب هي 50 ملليغراما، والتي يتم تناولها قبل ساعة واحدة من النشاط الجنسي. ومع ذلك، قد لا يكون هذا كافياً لبعض الأشخاص. ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد ما إذا كانت الجرعة الأعلى من 100 ملليغرام تناسبك.

والمهم في كل ما تقدم ملاحظة أن فياغرا هو نوع من الأدوية المثبطة للفوسفوديستيراز 5. وتُستخدم أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5 كعلاج أولي لضعف الانتصاب. ورغم أن مثبطات الفوسفوديستيراز 5 تميل إلى العمل بشكل جيد، فإنها قد لا تكون فعالة للجميع. وقد يكون هذا بسبب الظروف الصحية الأساسية وعوامل نمط الحياة، من بين أمور أخرى. وإذا لم يعمل أحد أنواع أدوية مثبطة للفوسفوديستيراز 5، قد يعمل نوع آخر من أدوية هذه الفئة. ولذا يجب التفكير في التحدث مع الطبيب إذا لم يساعد الفياغرا في علاج أعراض ضعف الانتصاب لديك. وقد يوصى بعلاج بديل بما سيكون هو الأفضل لك.