اسكوتلندي يفوز بنوبل للاقتصاد

أنغوس ديتون يختتم موسم جوائز نوبل لعام 2015

أنغوس ديتون يختتم موسم جوائز نوبل لعام 2015 مع فوزه بالجائزة في العلوم الاقتصادية
أنغوس ديتون يختتم موسم جوائز نوبل لعام 2015 مع فوزه بالجائزة في العلوم الاقتصادية
TT

اسكوتلندي يفوز بنوبل للاقتصاد

أنغوس ديتون يختتم موسم جوائز نوبل لعام 2015 مع فوزه بالجائزة في العلوم الاقتصادية
أنغوس ديتون يختتم موسم جوائز نوبل لعام 2015 مع فوزه بالجائزة في العلوم الاقتصادية

اختتم الاسكوتلندي أنغوس ديتون الذي يعمل في الولايات المتحدة، موسم جوائز نوبل لعام 2015 مع فوزه بالجائزة في العلوم الاقتصادية. إذ أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم أمس الاثنين فوزه، وأوضحت أن منحه الجائزة جاء تقديرا لـ«تحليله للاستهلاك والفقر والرعاية الاجتماعية».
وقالت الأكاديمية لدى إعلانها الجائزة التي تبلغ قيمتها ثمانية ملايين كرونة سويدية (978 ألف دولار أميركي) «من أجل أن نضع سياسة اقتصادية تعزز الرفاه وتقلل الفقر يتعين علينا أولا أن نفهم خيارات الاستهلاك الفردية.. انغوس ديتون عزز هذا الفهم أكثر من أي شخص آخر».
وكان ديتون عاملا أساسيا في وضع السياسة العامة في بعض الدول، إذ إنه حاول توضيح الخيارات الاقتصادية للفرد - خاصة، كيف ينفق دخله - وكيف تقوم المجتمعات بقياس وتحليل الرفاهية والفقر.
الجائزة اختتمت أمس موسما كرمت خلاله الأديبة زفيتلانا الكسييفيتش والرباعي الراعي للحوار في تونس.
تكافئ جائزة نوبل للاقتصاد الأبحاث حول سوق العمل أو سلوكيات الاستهلاك.
هذه الجائزة التي هي رسميا جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية تكريما لألفريد نوبل. ويعود القرار لستة أعضاء في لجنة يطلق عليها اسم «الأكاديمية الملكية للعلوم».
ويعتبر البعض هذه الجائزة بأنها سياسية بامتياز وأنها تتميز عن الجوائز التي منحت الأسبوع الماضي للفيزياء والكيمياء. وأكد بيتر إنغلاند الرئيس السابق للجنة الاقتصاد على الموقع الإلكتروني لمؤسسة نوبل أن «الاقتصاد ليس من العلوم التجريبية. وفي كل سنة نذكر بأن فكرة منح جائزة لخبراء الاقتصاد لم تخطر على بال ألفريد نوبل وأنها أضيفت إلى الجوائز الأخرى اعتبارا من 1969 للاحتفال بالذكرى 300 لتأسيس البنك المركزي السويدي». ولم يفلت الفرنسي جان تيرول - حائز جائزة نوبل لعام 2014 لأبحاثه حول «تحليل قوة السوق وتنظيمها» - من الجدل: «فالأستاذ الجامعي الذي هو من أنصار إعادة صياغة قانون العمل لم ينجح في التوصل إلى إجماع في صفوف اليسار».
ومن المرشحين الأوفر حظا كان هناك أساتذة غير معروفين في جامعات أميركية مثل الأميركي الهندي الأصل افيناش ديكسيت (جامعة برينستون) والأميركي روبرت بارو (جامعة هارفارد) أو الفنلندي بينغت هولستروم (إم آي تي).
وكان للجنة هذا العام فرصة لمنح الجائزة لخبراء اقتصاد احتكوا خصوصا بالواقع الأليم للأزمة المالية كالفرنسي أوليفييه بلانشار الذي ترك مهامه قي صندوق النقد الدولي والأميركي بن برنانكي المتقاعد من الاحتياطي الأميركي.
وخلافا للسنوات الماضية لم يعتبر أي من هؤلاء الخبراء الأوفر حظا. إلا أن توقع منح الجائزة في مجال الأبحاث أكثر ترجيحا. وبحسب جوهان شوك المراسل في صحيفة «سفينسكا داغبلاديت» فإن «الاقتصاد السلوكي سيكون في المقدمة مع السويسري أرنست فيهر في الطليعة».
ولم تمنح هذه الجائزة لامرأة سوى مرة واحدة هي الأميركية الينور أوستروم في 2009. وإذا أرادوا منحها لامرأة مرة جديدة فكان على أعضاء اللجنة اختيار واحدة من الأميركيتين كلوديا غولدين التي تعمل في مجال عدم المساواة وآن كروغر الأخصائية في الدخل السنوي والناشطة في مجال التبادل الحر. لكن أعمالهما حديثة العهد لترشيحهما لنيل هذه الجائزة بحسب شوك.
ولدى افتتاح موسم جوائز نوبل منحت جائزة نوبل للطب إلى كل من ويليام كامبل الأميركي المولود في آيرلندا، والياباني ساتوشي أومورا، والصينية تو يويو لأعمالهم الرائدة في مكافحة الأمراض الطفيلية والملاريا.
ومنحت جائزة نوبل للفيزياء إلى الياباني تاكاكي كاجيتا، والأميركي ارثر ماكدونالد بعدما تمكنا من إثبات أن للنوترينو كتلة. وأخيرا منحت جائزة نوبل للكيمياء للسويدي توماس ليندال والأميركي بول مودريخ والتركي - الأميركي عزيز سنجر لأبحاثهم حول الحمض الريبي النووي التي أسهمت في وضع علاجات لأمراض السرطان.
وتوزع جوائز نوبل التي هي عبارة عن ميدالية ذهبية وشهادة وشيك بقيمة ثمانية ملايين كورون سويدي (860 ألف يورو) في احتفال رسمي يقام في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) في ذكرى وفاة مؤسسها الصناعي السويدي ألفريد نوبل (1833 - 1896). وتوزع جائزة نوبل للسلام في اليوم نفسه في أوسلو.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».