300 مليون مدخن في الصين وأكبر دولة مصنعة للسجائر في العالم

يسبب أكثر من مليون حالة وفاة سنويًا

تضاعفت نسبة حالات الوفاة بسبب التدخين إلى 20 في المائة
تضاعفت نسبة حالات الوفاة بسبب التدخين إلى 20 في المائة
TT

300 مليون مدخن في الصين وأكبر دولة مصنعة للسجائر في العالم

تضاعفت نسبة حالات الوفاة بسبب التدخين إلى 20 في المائة
تضاعفت نسبة حالات الوفاة بسبب التدخين إلى 20 في المائة

أشارت إحصائيات حكومية إلى أن الصين تمثل أكبر مستهلك للسجائر في العالم، حيث يوجد لديها أكثر من 300 مليون مدخن. وهي أيضا أكبر دولة مصنعة للسجائر في العالم.
وقالت الجمعية الأميركية للسرطان وأبحاث أجريت مؤخرًا إن التدخين هو المسؤول عن أكثر من مليون حالة وفاة في البر الرئيسي للصين سنويا.
وذكرت اللجنة الصحية الصينية أن نحو 740 مليون شخص من بينهم 180 مليون طفل يتضررون من التدخين السلبي الذي يسبب مائة ألف حالة وفاة سنويا.
ويمثل الرجال معظم المدخنين في الصين.
وأشار استطلاع للرأي أجراه معهد «غالوب» عام 2012 إلى أن نحو 57 في المائة من الرجال في الصين يدخنون، فيما لا يزيد عدد المدخنات الصينيات عن ثلاثة في المائة.
وقال الاتحاد النسائي العام في الصين إن عددا متزايدا من النساء اللاتي يعشن في المدن الكبرى في الصين يدخن لأسباب مثل رغبتهن في إنقاص الوزن
وفي بكين أوضح باحثون أن واحدا من بين كل ثلاثة شبان في الصين سيلقى حتفه في نهاية المطاف بسبب التدخين ما لم ينجح قطاع كبير منهم في الإقلاع عن هذه العادة.
وقال ليمينج لي الأستاذ بأكاديمية العلوم الطبية في بكين الذي شارك في الإشراف على تحليل كبير لهذه القضية: «دون تحرك سريع جاد واسع النطاق لخفض مستويات التدخين ستواجه الصين أعدادا كبيرة من الموت المبكر».
ووجدت الدراسة التي نشرت في دورية «لانسيت» الطبية أن ثلثي شبان الصين يبدأون في التدخين قبل سن العشرين وأنه ما لم يقلعوا عن هذه العادة تماما سيموت نحو نصفهم من جراء ذلك.
وأجرى العلماء دراستين كبيرتين تمثلان كل قطاعات المجتمع يفصل بينهما 15 عاما لرصد الآثار الصحية للتدخين في الصين. وكانت الأولى في التسعينات وشملت نحو ربع مليون رجل. أما الدراسة الثانية فهي لا تزال جارية وتشمل نصف مليون رجل وامرأة.
وأظهرت النتائج أن عدد الوفيات السنوية جراء التدخين في الصين وغالبيتهم رجال بلغت مليون حالة وفاة عام 2010. وإذا استمر الحال على ما هو عليه سيصل عدد الوفيات إلى مليونين بحلول عام 2030. وتضاعفت الآن نسبة حالات الوفاة بين الرجال بسبب التدخين إلى نحو 20 في المائة بدلا من عشرة في المائة أوائل التسعينات. وترتفع هذه النسبة في الريف إلى 25 في المائة.
والتدخين يسبب سرطان الرئة وهو عادة قاتل وهو أيضا أكبر سبب وراء الوفاة المبكرة على مستوى العالم نتيجة أمراض القلب والجلطات وارتفاع ضغط الدم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».