مزايا وسلبيات تطبيقات حظر الإعلانات على الهواتف الذكية

اختبارات ميدانية تشير إلى تحسن الأداء وزيادة سرعة تحميل البيانات

مزايا وسلبيات تطبيقات حظر الإعلانات على الهواتف الذكية
TT

مزايا وسلبيات تطبيقات حظر الإعلانات على الهواتف الذكية

مزايا وسلبيات تطبيقات حظر الإعلانات على الهواتف الذكية

هل ينبغي حظر الإعلانات على الهاتف الجوال أم لا؟ إنها معضلة فلسفية تواجه المستهلكين منذ أن دعمت شركة «آبل» حظر الإعلانات على نظام تشغيل الهواتف «آيفون» قبل عدة أسابيع.
وللمساعدة في الإجابة عن هذا السؤال، قررنا اختبار عدد من تطبيقات حظر الإعلانات. وعلى مدى أربعة أيام، استخدمنا تطبيقات حظر الإعلانات على هواتف «آيفون»، وقمنا بقياس كيف خفضت هذه البرامج أحجام البيانات على صفحات الويب، وتأثير ذلك على سرعة التحميل، وأيضا مقدار الزيادة في عمر البطارية.
سوف نعرض النتائج حالا، لكن بعد عرض تمهيد سريع للنقاش الأخلاقي المرافق لحظر الإعلانات، ففي حين أن هذه التقنية دامت لسنوات، على متصفحات أجهزة الكومبيوتر الشخصي، أصبحت تطبيقات حظر الإعلانات على «آيفون» و«آيباد» متاحة الآن. ومن السهل استخدام هذه التطبيقات: من خلال تحميل أحد تلك البرامج من المتجر، ومن ثم إعدادها على المتصفح «سفاري» لتفعيل الحظر. ويتم خنق الإعلانات داخل المتصفح عند تحميل المواقع من على الهاتف، غير أن هذا لا يمنع ظهور الإعلانات في التطبيقات المختلفة.

* مزايا واضحة
ويبدو أن مزايا حظر الإعلانات واضحة، فلم يعد بمقدور المستهلكين التخلص من فوضى العروض الترويجية فحسب، بل إن التخلص من الإعلانات الكثيفة التي تستنزف البيانات يمكن أن يساعد أيضا في تسريع تحميل صفحات الويب، بالإضافة إلى إطالة عمر البطارية. وقال دين ميرفي، الذي طوّر تطبيق حظر الإعلانات «كريستال»، إن برامج الحظر تحث الناشرين أيضا على إنشاء إعلانات أفضل لا ترهق تطبيقات الهاتف. وأضاف ميرفي: «الأمر يتعلق بتحسين المواقع بشكل عام، وقضايا الإعلانات بشكل خاص. إنها مسألة تحسين الأداء بشكل كبير».
ومن ناحية أخرى، نجد أن الشركات الإعلامية والكثير من المواقع الأخرى تدعم الإعلانات عبر الإنترنت. لذلك، في حال التخلص من العروض الترويجية، فإننا بذلك نقتل نماذج الأعمال التجارية الخاصة بالناشرين، ونفقد الوصول إلى المحتوى المتنوع.
وقال سكوت هوم، المدير العام لمكتب الإعلان التفاعلي «منظمة الإعلانات التجارية»، في مقابلة أجريت معه: «إذا تعرض محرك الاقتصاد للخطر، كيف يمكن لشركات النشر المستقلة والمحلية الصغيرة مواصلة نشر محتواها على الإنترنت؟».

* اختبارات متخصصة
ولم يتطرق النقاش إلى إذا ما كان حظر الإعلانات يفيد الهواتف الجوالة في المقام الأول. لذلك أجرينا اختبارين متخصصين على هواتف «آيفون» باستخدام ثلاثة تطبيقات حظر إعلانات: «بيوريفاي» و«كريستال»، وهما من بين التطبيقات الأكثر تحميلا، و«1 بلوكر»، وهو تطبيق أقل شيوعا.
في أول اختبار، سجلنا حجم البيانات لأكثر من 50 موقعا إخباريا شعبيا باستخدام تطبيقات الحظر ومن دونها. واستخدمنا الأرقام لحساب سرعة تحميل الصفحة تقريبا على شبكة الجيل الرابع للهاتف الجوال «4G».
وفي الاختبار الثاني، المخصص لقياس عمر البطارية، جمعنا بعض تطبيقات «آيفون» للتنقل عبر عشرات المواقع الشعبية في حلقة لا نهاية لها. وبعدها حسبنا كم الوقت الذي استغرقته البطارية للاستنزاف في ظل وجود الإعلانات ومن دونها.
وكانت النتائج: بالنسبة لعدد من المواقع التي احتوت على إعلانات تستهلك الكثير من البيانات، تقلصت أحجام بيانات صفحات الويب بشكل كبير، وازدادت سرعة التحميل بشكل هائل عندما كان تطبيق حظر الإعلانات مفعلا. وكذلك تحسن عمر البطارية - لكن ليس كثيرا - مع إزالة الإعلانات.
وتعاظمت فوائد تطبيقات حظر الإعلانات عند تحميل موقع «Boston.com». فمع بقاء الإعلانات، كان قياس الصفحة الرئيسية في المتوسط 19.4 ميغابايت.
ومع إزالة الإعلانات باستخدام أحد التطبيقين «كريستال» أو «بيوريفاي»، كان القياس 4 ميغابايت، أما باستخدام تطبيق «1 بلوكر»، كان القياس 4.5 ميغابايت. وعلى شبكة الجيل الرابع «4G»، استغرق الأمر 39 ثانية للتحميل في ظل بقاء الإعلانات، و8 ثوان من دون الإعلانات.
وبخلاف وقت التحميل، يمثل حجم صفحة الويب أهمية، نظرا لأن معظم العقود الخاصة بالهواتف الذكية الحديثة بها حدود للبيانات. فهناك بعض شركات الاتصالات، مثل «إيه تي آند تي» و«فيرايزون»، تفرض رسوما على المستهلك الذي يتجاوز حجم البيانات المخصصة له. لذلك فإن المواقع ذات الإعلانات المتضخمة لا تستغرق وقتا أطول في التحميل فحسب، وإنما أيضا تستنزف البيانات وفواتير الهاتف.
كما تحسن أداء البطارية عند خضوعها للاختبار بعد حظر الإعلانات، رغم أن التحسين لم يكن ملحوظا مثل سرعة التحميل وأحجام الصفحات. فمن خلال تشغيل تطبيق اختبار البطارية على هاتف «آيفون 6 إس» عبر شبكة «واي فاي»، استغرق الوقت 4 ساعات لاستنزاف الشحن كاملا في ظل تفعيل تطبيق «بيوريفاي»؛ أي إن الوقت طال لمدة 42 دقيقة أكثر من إجراء نفس الاختبار من دون تطبيق حظر الإعلانات. ومع تفعيل «كريستال»، استغرق الوقت أيضا 4 ساعات لاستنزاف البطارية، في حين أن تطبيق «1 بلوكر» استغرق 3 ساعات و42 دقيقة.

* سلبيات تقنية
ويمكن لتطبيقات حظر الإعلانات أن يكون لها بعض السلبيات التقنية، مثل تحميل المواقع بشكل متقطع. ووجد تحليل حديث أجرته مجلة «فورتشن» أن تطبيق «كريستال» تسبب في تحميل مواقع البيع بالتجزئة، مثل «سيرز» و«وول مارت» و«لولولمون»، بشكل متقطع، مع فقدان بعض المحتوى، وتحطم عربات التسوق عبر الإنترنت. ومنذ ذلك الحين، أجرى تطبيق «كريستال» إصلاحات لهذه المواقع حتى تستطيع التحميل بشكل ملائم. وقال دين ميرفي، مطور التطبيق، إنه أضاف أداة للمستخدمين للإبلاغ عن المواقع الأخرى التي لا تحمل بشكل صحيح.
وبالتالي، هل يستحق حظر إعلانات الهواتف الجوالة كل هذا العناء؟ ففي حين أن زيادة نسبة 21 في المائة إلى عمر البطارية باستخدام «بيوريفاي» أو «كريستال» تبدو جذابة، لا بد أيضا أن نأخذ في الاعتبار أن هذا الأمر ينطبق فقط على تصفح الإنترنت، التي هي مجرد واحدة من المهام المتعددة التي يقوم بها الهاتف الذكي. وفي ظل الاستخدام اليومي، يكون تحسن عمر البطارية بشكل عام ضئيلا.
ومع ذلك، سوف يستمتع المستهلكون الذين يستخدمون تطبيقات حظر الإعلانات بسرعة وصول أعلى إلى محتوى الويب، ناهيك عن تقليص حجم بيانات الصفحات والمواقع. وهذا قد يحفز شركات النشر لإعادة تقييم خياراتهم في أساليب الدعاية على الهاتف الجوال.
* خدمة «نيويورك تايمز»

* حظر الإعلانات يزيد سرعة تحميل صفحات الجرائد الإلكترونية
في مثال آخر، بلغ قياس سعة الصفحة الرئيسية لصحيفة «لوس أنجليس تايمز» 5.7 ميغابايت بالإعلانات، وانخفض القياس إلى 1.6 ميغابايت باستخدام تطبيق «كريستال»، و1.9 ميغابايت بتطبيقي «بيوريفاي» و«1 بلوكر». وعلى شبكة «4G»، استغرق تحميل الصفحة 11 ثانية بالإعلانات، و4 ثوان من دون الإعلانات.
وكان وقت تحميل الصفحة الرئيسية لصحيفة «نيويورك تايمز» أسرع مع برامج حظر الإعلانات. فقد بلغ قياس الصفحة 3.7 ميغابايت بالإعلانات، واستغرق الوقت 7 ثوان للتحميل، فيما قلص «بيوريفاي» الحجم إلى 2.1 ميغابايت، وخفض وقت التحميل إلى 4 ثوان.
وكان تقليص أحجام البيانات ووقت التحميل أقل في صفحات ويب أخرى، بسبب نشرها إعلانات أقل حجما. فعلى سبيل المثال، بلغ قياس موقع «BuzzFeed.com» 3.8 ميغابايت، واستغرق الوقت 8 ثوان للتحميل من دون تطبيقات حظر الإعلانات. ومع تفعيل تطبيق «كريستال»، بلغ القياس 2.9 ميغابايت، مع وقت تحميل 6 ثوان. وبالمثل، بلغ قياس موقع «MSN.com» 2 ميغابايت بالإعلانات، مع وقت تحميل 4 ثوان. ومع إزالة الإعلانات باستخدام تطبيق «بيوريفاي»، تقلص حجم الصفحة إلى 1.8 ميغابايت، وبقي وقت التحميل كما هو.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.