لبنان: الحراك المدني يبدأ بمواجهة فساد الكهرباء

وزير الداخلية قال إن هناك جهة إقليمية لن تسمح بانتخابات الرئاسة قبل ترتيب أمورها

لبنان: الحراك المدني يبدأ بمواجهة فساد الكهرباء
TT

لبنان: الحراك المدني يبدأ بمواجهة فساد الكهرباء

لبنان: الحراك المدني يبدأ بمواجهة فساد الكهرباء

تأكيدًا منها على العنوان الأساسي الذي انطلق الحراك المدني في لبنان لأجله، وهو محاربة الفساد، كانت محطّة عشرات الناشطين يوم أمس، وزارة الطاقة والمياه معلنة «فتح باب المواجهة على مصراعيه مع السلطة تحت عناوين وقف الهدر والفساد في الكهرباء والمياه ومحاسبة الفاسدين»، وفق ما أعلنت «مجموعة بدنا نحاسب»، في وقت قال فيه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «لست مطمئنا إلا إلى عمل القوى الأمنية ودورها بحفظ الاستقرار في بيروت وتأمين حرية التعبير للمتظاهرين»، في تعليق منه على تحركات المجتمع المدني، بعد زيارة له إلى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، مؤكدا كذلك، أنّ هناك جهة إقليمية لن تسمح بالانتخابات الرئاسية في لبنان قبل ترتيب أمورها.
ونقل المشنوق عن دريان أنّه يجد في الحراك المدني «عناوين مطلبية صحيحة، ولكن شرط ألا تكون سبيلا للفوضى أو الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة»، وأشار إلى الجهد التي تقوم به قوى الأمن داعما ومؤيدا قدرتهم على إدارة الوضع بشكل يؤمن حرية التعبير ويحفظ الاستقرار في البلد.
وأضاف المشنوق أن «المفتي دريان حريص جدا على موضوع الاستقرار الحكومي واستمرار الحوار، سواء الحوار الموسع في مجلس النواب، أو الحوار الثنائي بين تيار (المستقبل) و(حزب الله)، بصرف النظر عن النتائج، لأن هذه حوارات لا ينتظر منها نتائج سريعة، ولكن هي جزء من الاستقرار لفكرة الدولة ولمؤسسات الدولة وسط تغيرات وتقلبات إقليمية ودولية كبيرة»، مضيفًا: «ما نجحنا به حتى الآن منذ سنة ونصف لغاية اليوم تثبيت الاستقرار الحكومي وتثبيت الاستقرار السياسي بعيدا عن حدة الخلافات والصراع السياسي بين اللبنانيين، وهو رغبة سماحته بأن يستمر ويتأكد مهما كانت الخلافات الداخلية، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لحفظ لبنان وحفظ وضعه الاقتصادي».
وفي ردّ منه على المعلومات التي أشارت إلى موافقة تيار المستقبل على التعيينات الأمنية والتي من شأنها إطلاق عجلة عمل الحكومة، قال المشنوق: «أؤكد أن الرئيس سعد الحريري دائما موقفه داعم للاستقرار الحكومي وللحوار وإذا كانت هذه الترقيات هي جزء من الاستقرار السياسي وجزء من صحة العمل الحكومي فبالتأكيد سيوافق عليها».
وعن ربط البعض قضية انتخاب رئيس الجمهورية بالأزمة السورية، قال: «هناك عدد من النظريات بشأن مسألة ارتباط انتخابات الرئاسة بمحاور إقليمية لكن الأكيد أنّ جهة إقليمية واضح رأيها وهي لن تسمح بإجراء انتخابات رئاسية قبل أن تكون رتبت أمورها الإقليمية مع دول عربية معينة، ومن الواضح أن هذا الترتيب ليس قريبًا»، في إشارة منه إلى إيران.
وكانت مجموعة من الحراك المدني قد نظّمت تحركا احتجاجيا أمام وزارة الطاقة والمياه صباح أمس، «بصفتها المسؤولة المباشرة عن مأساة اللبنانيين في المياه والكهرباء»، وفق ما أعلنت، ودعت «إلى تحرك أمام مؤسسة كهرباء لبنان السبت المقبل».
وفي بيان لها، قالت «بدنا نحاسب»: «أكثر من 4 عقود والسلطة تمعن بسرقة المواطن عبر الكهرباء»، مضيفة: «الآتي أعظم والسبب هو الفساد ومشكلة كهرباء لبنان هي الفساد الذي يبدأ بمعامل الإنتاج التي اهترأت ولا ينتهي بالسرقة في الإنتاج تتخطى 75 في المائة بل تصل إلى الشبكات التي تنقل الطاقة».
ورأت أن «السلطة السياسية لم تكتف بهذه السرقة بل أولدت مافيات المولدات التي تتحكم برقاب اللبنانيين»، لافتين إلى أن «المواطن يعاني أزمة مياه متفاقمة لأن الدولة لا تريد وطنًا، فخطط السدود لا تنفذ وتبقى مياهنا تذهب إلى البحر».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.