البدء بتشكيل فرقتين عسكريتين من أبناء نينوى استعدادًا لتحرير الموصل

«داعش» قتل أكثر من 100 موصلي خلال 3 أيام الأولى من العيد

البدء بتشكيل فرقتين عسكريتين من أبناء نينوى استعدادًا لتحرير الموصل
TT

البدء بتشكيل فرقتين عسكريتين من أبناء نينوى استعدادًا لتحرير الموصل

البدء بتشكيل فرقتين عسكريتين من أبناء نينوى استعدادًا لتحرير الموصل

أعلنت قوات الحشد الوطني أمس، أن قيادة عمليات نينوى فتحت باب التطوع لمواطني محافظة نينوى النازحين في إقليم كردستان وأبناء المناطق المحررة من المحافظة للالتحاق بمعسكر تدريب قوشتبة التابع لمدينة أربيل، عاصمة الإقليم، من أجل تشكيل فرقتين عسكريتين استعدادًا لعملية تحرير الموصل المرتقبة، فيما ذكر مسؤول كردي أن تنظيم داعش أعدم خلال أيام العيد الثلاثة الماضية أكثر من مائة مواطن في الموصل لمخالفتهم قوانين التنظيم الخاصة بالعيد.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات الحشد الوطني من أبناء محافظة نينوى، محمود سورجي، لـ«الشرق الأوسط»: «فتحت قيادة عمليات نينوى باب التطوع لتأسيس فرقتين عسكريتين من أهالي الموصل، استعدادا للمشاركة في عملية تحريرها المرتقبة». وأضاف: «قيادة العمليات تستقبل المتطوعين للانضمام لهاتين الفرقتين في معسكر قوشتبة التابع لمدينة أربيل، وهناك إقبال من قبل مواطني الموصل على تسجيل أسمائهم في هاتين الفرقتين، وهذه الاستجابة تسرع من آلية تشكيل الفرقتين ومن ثم بدء التدريبات العسكرية استعدادا لعملية تحرير الموصل التي لن تنتظر حسم المعركة في الأنبار أو بيجي».
وتابع سورجي: «عمليات تحرير الموصل ستبدأ من شرق الموصل وجنوب شرقها أي من جهة مدينة أربيل، بينما تستعد قوات البيشمركة حاليا لتحرير بعض مناطق المحافظة التي قد تكون قريبة جدا، بالإضافة إلى وصول كميات كبيرة من التجهيزات العسكرية من التحالف الدولي ورغم أنها لم توزع حتى الآن، لكنها موجودة في مخازن وزارة الدفاع العراقية وستوزع قريبا على قوات الحشد الوطني مقاتلي الفرقتين الجديدتين»، مشيرا إلى أن المتطوعين في هاتين الفرقتين سيلتحقون بمعسكرهم بعد الانتهاء من عطلة عيد الأضحى.
وعن الأوضاع التي تشهدها الموصل، بين سورجي أن «الأجواء الآن مناسبة لانطلاق عملية تحرير الموصل، فوضع (داعش) داخل المدينة في حالة انهيار تام وهناك خلافات داخل صفوفه بين مسلحيه الأجانب ومسلحيه المحليين، والوضع الاقتصادي للتنظيم سيئ جدا، وهناك تذمر من قبل مسلحيه وبسبب الجرائم التي ارتكبها التنظيم ضد أهالي المدينة هناك استعداد كبير من قبل الأهالي لبدء انتفاضة شعبية ضده مع بدء عمليات تحريرها، بينما كثف طيران التحالف الدولي من غاراته على المواقع الاستراتيجية للتنظيم داخل الموصل، ومسلحوه اختفوا من الشوارع وهم يتخذون مواقع بديلة، فيما يواصل التنظيم حملة الإعدامات في صفوف مسلحيه الذين تركوا جبهات القتال في بيجي والأنبار».
في غضون ذلك، قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل: «منع التنظيم أهالي الموصل من أداء صلاة العيد وزيارة قبور ذويهم، كما أعدم التنظيم ستة شبان موصليين رميا بالرصاص لارتدائهم سراويل الجينز التي منعها وكانت حصيلة الذين قتلوا من أهالي الموصل في حوادث متفرقة من قبل التنظيم خلال الأيام الأولى من العيد نحو 103 مواطنين».
وتابع مموزيني: «قتل عشرة مسلحين من داعش في منطقتي الانتصار والفيصلية (غرب الموصل) بعد تعرضهم ولأول مرة لإطلاق نار من قبل قناصة مجهولين، بينما أعدم التنظيم أحد شيوخ قبيلة الدليم ويدعى حسين عبد الله خضر في الموصل»، كاشفًا في الوقت ذاته، أن التنظيم خَفَضَ رواتب مسلحيه من 500 ألف دينار عراقي إلى 150 ألف دينار بسبب الأزمة المالية الخانقة التي يواجهها.
وأضاف مموزيني أن قوات البيشمركة تصدت أمس لهجوم شنه مسلحو «داعش» على مواقعها من ثلاثة اتجاهات في منطقة خراب دليل ومعمل الإسفلت وقرية قوبان في محور بعشيقة (شرق الموصل)، وتمكنت البيشمركة بعد معركة ضارية من هزيمة التنظيم وقتلت أكثر من عشرين من مسلحيه، فيما لاذ الباقون بالفرار إلى مواقعهم في ناحية بعشيقة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.