التحالف الدولي يستهدف رتلاً لـ«داعش» في حلب.. والنظام يقصف مواقعه بتدمر

رفع حظر الدخول والخروج جزئيًّا عن سكان مدينة مارع

سوري يستقل دراجة نارية يمر أمام بناية دمرتها غارة جوية للنظام في حلب أمس (رويترز)
سوري يستقل دراجة نارية يمر أمام بناية دمرتها غارة جوية للنظام في حلب أمس (رويترز)
TT

التحالف الدولي يستهدف رتلاً لـ«داعش» في حلب.. والنظام يقصف مواقعه بتدمر

سوري يستقل دراجة نارية يمر أمام بناية دمرتها غارة جوية للنظام في حلب أمس (رويترز)
سوري يستقل دراجة نارية يمر أمام بناية دمرتها غارة جوية للنظام في حلب أمس (رويترز)

استهدف طيران التحالف الدولي في سوريا يوم أمس الجمعة رتلاً عسكريًا لتنظيم داعش، كان متجهًا من مدينة الباب الخاضعة لسيطرته في ريف حلب الشرقي، إلى جبهات القتال ضد فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، في حين شن الطيران الحربي النظامي أكثر من 25 غارة جوية على مدينة تدمر الأثرية الواقعة في ريف حمص الشرقي، مما أدّى إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم. وفي مدينة حلب نفسها، قُتل ما يقارب 25 مدنيًا مساء الخميس في أحياء الشعار والكلاسة والصالحين، الخاضعة لسيطرة المعارضة جراء قصف شنه الطيران الحربي التابع للجيش النظامي
مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن أفاد بأن الغارات التي شنّها النظام على تدمر أسفرت عن مقتل «ثمانية مدنيين على الأقل وعدد كبير من عناصر التنظيم»، مشيرًا إلى أن عدد قتلى «داعش» غير محدد، نظرا لكونه «يحاصر المناطق التي يسقطون فيها». وأوضح عبد الرحمن أن تلك الغارات تعتبر «من بين الأقوى التي يشنها الطيران الحربي السوري ضد عدة نقاط في مدينة تدمر منذ سيطرة داعش عليها»، لافتًا إلى أن «النظام السوري كثف خلال اليومين الماضيين غاراته على مناطق سيطرة التنظيم».
بدوره، أفاد «مكتب أخبار سوريا» بمقتل 16 مدنيا وإصابة العشرات جراء قصف الطيران الحربي التابع للجيش النظامي على مدينة تدمر. ونقل المكتب عن الناشط الإعلامي المعارض، أسامة الحمصي، أن الطيران الحربي شن أكثر من 25 غارة على مختلف أحياء في المدينة بالتزامن مع توجه المدنيين لأداء صلاة الجمعة، مما تسبب في سقوط 16 قتيلاً وعشرات الجرحى ودمار واسع بالمنازل السكنية. وذكر الحمصي أن الطيران الحربي لم يغادر سماء تدمر وسط حالة نزوج جماعية للأهالي خارج المدينة.
من ناحية ثانية، كان تنظيم داعش قد أسقط مساء الخميس طائرة حربية تابعة للجيش النظامي في محيط حقل جزل النفطي في ريف حمص الشرقي. وبثت وكالة «أعماق» الإخبارية التابعة للتنظيم، تسجيلاً مصورًا، قالت فيه إنه يظهر حطام الطائرة التي أسقطها مسلحو «داعش» في محيط حقل جزل. وأشار الناشط الإعلامي المعارض عبد الغفار الحمصي، إلى أن «ما يسمى بمفارز الدفاع الجوي التابعة للتنظيم أسقطت طائرة حربية من نوع (ميغ 21)، وذلك خلال قيامها بقصف مواقع التنظيم في المنطقة»، مرجّحًا مقتل طاقمها. هذا، وتدور معارك يومية «عنيفة» بين عناصر التنظيم وقوات النظام في محيط حقل جزل، وذلك في إطار سعي الأخير لاستعادة الحقل الذي يعتبر «استراتيجيًا».
في هذه الأثناء، في محافظة حلب، بشمال سوريا، وفي مدينة حلب نفسها، قُتل ما يقارب 25 مدنيًا مساء الخميس في أحياء الشعار والكلاسة والصالحين، الخاضعة لسيطرة المعارضة جراء قصف شنه الطيران الحربي التابع للجيش النظامي، وقال فيصل ماجد، أحد سكان حي الشعار إنّ المقاتلات الجوية استهدفت بالصواريخ الفراغية مباني سكنية وسط الحي الواقع في شرقي المدينة، مما أدى لمقتل 17 مدنيًا بينهم أطفال، وجرح العشرات، جرى نقلهم للمشافي الميدانية لتلقي العلاج. وأشار ماجد إلى أن أحد المباني التي تعرّضت للقصف في الحي «انهار بالكامل»، أثناء قيام السكان بمحاولة إنقاذ مدنيين عالقين تحت الأنقاض، مما زاد من ارتفاع عدد القتلى والجرحى.
ومن جهته، ذكر الناشط الإعلامي المعارض فراس محمد، أنّ سبعة مدنيين قتلوا بحي الكلاسة وسط مدينة حلب جراء إلقاء الطيران المروحي النظامي برميلاً متفجرًا على الحي، فيما قتل مدنيون بحي الصالحين جنوبًا، جراء قصف صاروخي مصدره القوات النظامية المتمركزة في الجهة الغربية من المدينة. وفي ريف المحافظة، أفاد ناشطون بشن طيران التحالف الدولي عدة غارات استهدفت رتلاً عسكريًا لتنظيم داعش، كان متجهًا من مدينة الباب الخاضعة لسيطرته في ريف حلب الشرقي، إلى جبهات القتال ضد فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.