انطلق في مدينة الخليل بالضفة الغربية، أول من أمس (الأحد)، مهرجان العنب الذي ينظمه الفلسطينيون سنويًا. ويهدف المهرجان الذي يستمر ثلاثة أيام إلى تعزيز النشاط الاقتصادي في المدينة التي هجرها كثيرون من أهلها وأصحاب المتاجر بها، بسبب تدفق المستوطنين اليهود على الحي القديم بها.
قال منظم المهرجان فراس دودين: «نحن ننتج ما يزيد عن 12 نوعًا مميزًا من العنب غير موجود في المناطق الأخرى. بالتالي هذا الموضوع يعني دعانا وحَفَزنا لكي نروج لهذا المنتج من خلال إقامة مهرجانات سنوية. وهذه هي السنة الثالثة على التوالي التي يتم فيها تنظيم هذا الحدث الذي نال إعجاب الناس والزوار، بالإضافة إلى أنه يخلق فرصًا للتسويق بشكل جيد».
ويواجه كثير من المزارعين الفلسطينيين صعوبات جمّة جراء استمرار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فنقاط التفتيش الإسرائيلية تقيد حركة الفلسطينيين إلى داخل أو إلى خارج الأراضي المحتلة، الأمر الذي يحد من قدرة المزارعين على بيع منتجاتهم خارج الأسواق المحلية، في حين تواصل المستوطنات الإسرائيلية غير المشروعة توسعها بالتعدي على الأراضي الفلسطينية.
وقال مزارع فلسطيني يدعى عبد الله عطوان: «الأرض بالنسبة لنا كفلسطينيين تعني الوجود.. الهوية. يعني إذا لم تجد الأرض فليس لنا وجود هنا. فالأرض (بدها) يعني متابعة. (نحن بنزرعها بالعنب). والعنب هو مصدر الرزق الوحيد في البلد، وهو بلد زراعي من الدرجة الأولى». وتُعرض خلال المهرجان أنواع كثيرة من العنب الذي يُعتبر المصدر الرئيسي للدخل لكثير من أهل الخليل.
ومحصول العنب في الخليل هو ثاني أكبر محصول في الضفة الغربية بعد الزيتون. ويُسوّق منه نحو 40 في المائة في السوق المحلية بمحافظة الخليل، بينما يُباع 30 في المائة في باقي الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال مهندس زراعي يدعى عبد الجواد سلطان: «العنب ليه قيمة تاريخية وقيمة نضالية عند الشعب الفلسطيني. وهنالك 2500 عائلة في محافظة الخليل تعتمد على العنب بشكل مباشر أو غير مباشر في معيشتها. وفيه عندنا 75 في المائة من أراضي محافظة الخليل هي من الأراضي المحاطة بالمستوطنات، وهي مهددة بالمصادرة». وتقدر المساحة المزروعة بأشجار العنب في وحول محافظة الخليل بنحو 20 ألف دونم.
وقال مزارع يدعى محمد سلطان: «بالنسبة للموسم السنة هذه يختلف عن كل السنين التي مرت. عندنا موجة الحر التي كانت في أول الشهر الماضي وهي قضت على الموسم».
والخليل واحدة من أكبر المناطق في الأراضي الفلسطينية، حيث يقدر عدد سكانها بنحو 600 ألف نسمة. ويقيم نحو 800 مستوطن يهودي بين نحو 30 ألف فلسطيني في أجزاء من المدينة القديمة التي تخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
ويعتمد نحو 40 في المائة من الاقتصاد الفلسطيني على الخليل التي تنشط فيها صناعات، من بينها الأحذية والجلود والحجارة إضافة إلى إنتاج العنب.
مهرجان في الخليل يعرض 12 نوعًا من العنب
يستمر 3 أيام لتعزيز النشاط الاقتصادي في الضفة
مهرجان في الخليل يعرض 12 نوعًا من العنب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة