كيف تختار الساعة الذكية المناسبة؟

أنواع تمتاز بالأناقة ومزايا اتصال متطورة وأخرى ببطاريات متقدمة

كيف تختار الساعة الذكية المناسبة؟
TT

كيف تختار الساعة الذكية المناسبة؟

كيف تختار الساعة الذكية المناسبة؟

في سباق محموم للحصول على أكبر حصة في السوق، كشفت «سامسونغ» حديثا عن ساعة ذكية دائرية الشكل وأنيقة التصميم لمنافسة ساعة «آبل».
وعند الحديث عن الساعات الذكية، يطرح التساؤل: هل هذه الساعة مجرد صيحة سرعان ما سيطويها النسيان؟ لكن الإجابة: إطلاقا، لا. لقد سبق أن راودت الكثيرين الفكرة ذاتها في ما يخص الكومبيوترات اللوحية منذ سنوات قلائل مضت، والآن لا يمكنهم تخيل الحياة من دون «آي باد» أو «سامسونغ غالاكسي تاب».
ويمكن التأكيد على أن الابتكارات التكنولوجية التي يمكن ارتداؤها على وشك تحقيق نجاح هائل، وهذا هو السبب وراء تنافس أسماء كبرى مثل «بيبل» و«غوغل»، بل و«مايكروسوفت» بشدة على اقتحام مجال إنتاج الساعات، الأمر الذي سيجلب لها عائدات بملايين الدولارات.
وإذا كنت ترغب في البعد عن المخاطرة والتمسك بشراء ساعات تحمل أسماء بارزة، فإن أمامك ثلاثة أنماط يمكنك الاختيار منها: ساعة «آبل» وساعة «أندرويد وير» و«بيبل».
رغم كونها الأحدث في هذا المجال، اكتسبت ساعة «آبل» شهرة واسعة. والملاحظ أن شركة «آبل» قد اقتحمت قطاع الساعات الفاخرة من خلال طرز تبدأ أسعارها بـ299 جنيها إسترلينيا وتتميز بواجهة من الألمنيوم وذراع من المطاط، وصولا إلى طراز يبلغ سعره 13.500 جنيه إسترليني مصنوع من ذهب عيار 18. والملاحظ أن أوجه الساعات جرى تصميمها بحجمين، تبعًا لذوق المشتري وما إذا كان يرغب في ساعة ذكورية وخشنة المظهر أم يميل إلى شكل أكثر رقة وأناقة. كما تتيح «آبل» مجموعة متنوعة من الأذرع لساعاتها الذكية، من جلد وصلب ومطاط. ورغم أنك قد تقدم على شراء «آبل» لمسايرة الكثيرين الذين يقبلون عليها، فإن الساعة تتيح لك القيام بذلك مع الاحتفاظ بدرجة من الفردية والتميز.
خذ ساعة «أندرويد» مثلا، فمثلما جاءت هواتف «أندرويد» باعتبارها المنافس الأول لـ«آيفون»، نجد أن ساعات «أندرويد» تقع على الطرف المقابل من «آبل ووتش». ومثلما الحال مع هواتف «أندرويد»، فإنها تشترك بها مجموعة من الشركات، منها «إل جي» و«سامسونغ» و«موتورولا» و«سوني». وبينما هيمنت «سامسونغ» على عالم هواتف «أندرويد»، فإننا نعتقد أنه ينبغي عليك التفكير أولا في بعد الأسماء الأخرى في عالم صناعة الساعات الذكية.
من بين كبار المتنافسين بهذا المجال «جي ووتش آر» من إنتاج «إل جي» (وتوأمها الأعلى سعرًا «إل جي ووتش أربين») و«موتورولا موتو 360». وإذا كنت ترغب في اقتناء ساعة لا تبدو وكأنك اشتريتها من محل للعب الأطفال، فإن أيا من الساعتين تناسبك. وتعد «جي ووتش آر» صورة طبق الأصل من ساعة «عادية». كما أن طراز «آربين»، رغم ارتفاع سعره، يمثل اختيارًا شديد الذكاء. أما «موتو 360» فتتميز بتصميم يعكس روحًا تتطلع نحو المستقبل يتمناها الكثيرون.
جدير بالذكر أن سعر الفئة الممتازة من ساعات «أندرويد» يبلغ قرابة 200 جنيه إسترليني، مما يعني أنه أقل بمقدار 100 جنيه إسترليني عن الحد الأدنى لأسعار التصميمات المختلفة من «آبل ووتش».
وتعد ساعة «بيبل» واحدة من أكثر الساعات المفضلة لدى البعض، وهي في الوقت ذاته واحدة من أوائل الساعات الذكية التي طرحت بالأسواق. والملاحظ أن «بيبل» هي شركة إنتاج ساعات اختارت لنفسها توجهًا مختلفًا تمامًا عن ذلك الذي سلكته الأسماء التجارية الكبرى. والآن، اكتسبت ساعاتها شهرة واسعة، وذلك بفضل شاشتها الذكية. كما أن ساعة «بيبل ستيل» تستمر في العمل لمدة أسبوع حال شحنها بالكامل، مقارنة بـ«آبل ووتش» التي يستمر شحنها الكامل يومًا واحدًا.
ومع ذلك، فإنك قد ترغب في الانتظار حتى إطلاق ساعات «بيبل» الذكية الملونة، وهي «بيبل تايم» البلاستيكية و«بيبل تايم استيل» المصنوعة من الصلب. ويستمر عمل «بيبل تايم استيل» مدة 10 أيام حال شحنها بالكامل، وهي مقاومة للماء، وبإمكانها الاضطلاع بقرابة 90 في المائة من المهام التي يمكن لساعة «أندرويد» أو «آبل» القيام بها.
ويتمثل خيار آخر في «ألكاتيل وان تاتش ووتش»، بتصميمها الرائع، بينما يقل سعرها عن منافسيها من «أندرويد» بنحو 80 جنيها إسترلينيا، ويستمر شحنها الكامل ما يصل إلى خمسة أيام، وإن يعتقد بأن الشحن يستمر لثلاثة أيام فقط.
ورغم أن هذه الساعة ليست مصقولة بنفس درجة «أندرويد وير ووتش»، فإنها تتميز بجهاز استشعار لقياس معدل نبضات القلب.
أما الساعة التي ستتمكن بالتأكيد من إغراء الكثيرين بعيدًا عن الأسماء التجارية الكبرى، فهي «غارمين فيفوكاتيف»، والتي تتمتع بميزة مثيرة للدهشة، هي أن بطاريتها في حالة الشحن الكامل تستمر لما يصل إلى ثلاثة أسابيع. علاوة على ذلك، تتميز الساعة بشاشة ملونة في حالة تفعيل مستمر، بجانب قدرة الساعة على تعقب المعلومات الخاصة باللياقة البدنية بنفس درجة كفاءة الساعات المخصصة للعدو، وذلك بفضل «نظام التموضع العالمي» الموجود بها وبرنامج ذكي متعدد المهام. ورغم افتقارها إلى التطبيقات المميزة لساعات «أندرويد» و«آبل»، فإنها تتمتع بسمات مميزة للساعات الذكية، ويمكن أن تشكل اختيارك الأمثل إذا كنت من المهتمين بالعدو أو ركوب الدراجات أكثر من اهتمامك بقراءة رسائل البريد الإلكتروني عبر ساعة اليد.
أما إذا بدا كل ما سبق من ساعات شديد التقنية فلا تنزعج، حيث تبقى هناك شركة تنتج ساعات ذكية تشبه تمامًا الساعات العادية، وللتعرف عليها يمكنك إلقاء نظرة على «ويتينغز أكتيفيتيه» و«أكتيفيته بوب»، حيث لا توجد بهما شاشة ولا أضواء من الصمامات الثنائية الباعثة للضوء «ليد»، وإنما مجرد قرص لتعقب عدد الخطوات على الجانب الأيمن من وجه الساعة. أما باقي المعلومات فيجري تخزينها في تطبيق الهاتف المرافق للساعة. وليس بإمكانك قراءة الإخطارات الصادرة عن الهاتف عبر هذه الساعة.
وبالنظر لما سبق نجد أن هناك عناصر تميز كل ساعة عن أخرى، لكن تبقى هناك سمات مشتركة، منها أن جميع الساعات الذكية مصممة للتوافق مع هاتفك عبر «بلوتوث» (وإن كانت بعض الساعات تتميز بقدر من المرونة بالنسبة للهواتف التي تتوافق معها عن الأخرى). كما أن لدى كل ساعة تطبيق هاتف خاصا بها يضمن أداء أفضل. وفي كل الأحوال، يبقى من الأفضل تصفح الإنترنت بحثًا عن تطبيقات جديدة عبر الهاتف وليس الساعة ذاتها.
بالنسبة للبطارية فإنها بالتأكيد من الاعتبارات المهمة التي يضعها المرء نصب عينيه عند شراء ساعة ذكية. عند استخدامك ساعة «أندرويد» أو «آبل» بكثرة، يمكنك استنزاف البطارية خلال يوم واحد.
أما ميزة ساعات «أندرويد» و«آبل» عن ساعات أخرى مثل «بيبل تايم» فهي أن بها أدوات لتفعيلها. على سبيل المثال، يجري تفعيل ساعة «آبل» عبر توجيه نقرة خفيفة لرسغ اليد، مما يمكن هذه الساعات من توفير الطاقة خلال الجزء الأكبر من الوقت.
من غير المثير للدهشة أن نجد أن «آبل ووتش» تحتاج «آيفون» لتفعيل كل المهام بها تقريبًا، وهي ليست الساعة الوحيدة التي تفتقر إلى المرونة بهذه الدرجة البالغة، حيث تحتاج ساعات «أندرويد» أيضًا إلى هاتف «أندرويد» للتوافق معها، وإن كان من المتوقع أن تتمكن من العمل مع «آي أو إس» يومًا ما.
كما نجد أن «أو إس سامسونغ غير إس»، رغم أن بإمكانها القيام بالكثير من المهام من تلقاء ذاتها، فإنها تتوافق فقط مع هواتف «غالاكسي». أما ساعات «بيبل» فتعمل مع كل من ساعات «أندرويد» و«آي فون».
كما جرى توفير عدد من الألعاب للساعات الذكية، علاوة على أجهزة تتبع للنوم والعثور على الهاتف. ومع تزايد الأجهزة الذكية في منازلنا، سيصبح بإمكان الساعات التي نرتديها الحديث إلى كل ما بالمنزل.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».