تركيا تنتظر أول محجبة في حكومتها ووزراء الأكراد.. علويان ويساري

بايكال يخذل داود أوغلو

تركيا تنتظر أول محجبة في حكومتها ووزراء الأكراد.. علويان ويساري
TT

تركيا تنتظر أول محجبة في حكومتها ووزراء الأكراد.. علويان ويساري

تركيا تنتظر أول محجبة في حكومتها ووزراء الأكراد.. علويان ويساري

رسا شكل الحكومة المؤقتة، التي ستدير تركيا حتى موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، على شراكة بين حزب العدالة والتنمية، وحزب ديمقراطية الشعوب الكردي، الذي اعتبر دخوله الحكومة للمرة الأولى في تاريخ تركيا، «نصرا كبيرا»، وتوعد رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان بـ«رد قوي» في الانتخابات.
فقد تلقى رئيس الوزراء التركي المكلف تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة الانتخابات أحمد داود أوغلو 8 إجابات بالرفض على عرض دخول الحكومة، من قبل أحزاب المعارضة، من أصل 11 رسالة تكليف وجهها، بحيث رست التشكيلة الحكومية على 11 وزيرا من حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه، ووزيرين علويين من حزب «ديمقراطية الشعوب» الكردي، بالإضافة إلى وزير مطرود من حزب الحركة القومية.
وفيما يتوقع أن يعين داود أوغلو وزراء مستقلين، ليحلوا مكان الرافضين، توقعت مصادر تركية أن يكون من بين الوزراء، الذين سيمثلون حزب العدالة والتنمية في الحكومة المؤقتة، سيدة محجبة ستكون أول وزيرة ترتدي الحجاب في تاريخ تركيا.
واتهمت مصادر تركية معارضة، رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه أحمد داود أوغلو بمحاولة «تشتيت المعارضة»، واصفة العرض الذي تقدم به أوغلو لتوزير بعض الشخصيات المعارضة، بأنه «دنيء»، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن الأخير اعتمد سياسة توزير تشمل وجوها لها رمزيتها في الحزبين المعارضين، فاختار نجل مؤسس حزب الحركة القومية، كما اختار حفيد عصمت إينونو، الرجل التاريخي الذي حكم تركيا وحزب الشعب الجمهوري بعد رحيل أتاتورك.
أما في ما خص الحزب الكردي، فقد اختار أوغلو ليفنت توزال زعيم حزب يساري متحالف مع الأكراد (حزب الكادحين)، بالإضافة إلى نائبين علويين كانا على قوائم حزب ديمقراطية الشعوب، هما مسلم دوغان، الذي كان رئيسا لإحدى الجمعيات العلوية، وعلي حيدر كونجا، في خطوة تهدف إلى عدم توزير معارضين كرديين في حكومته.
وإذ أعلن رئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين ديميرطاش، أنّ النواب الثلاثة التابعين لحزبه والذين تلقّوا دعوات من رئيس حزب العدالة والتنمية بخصوص المشاركة في الحكومة الانتخابية القادمة، سيبدأون عملهم كوزراء خلال الأيام القادمة. فوجئ الجميع بأن النائب اليساري ليفينت أعلن المشاركة في الحكومة. وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقده توزال في مقر البرلمان التركي، أوضح أنّ تسلم حقيبة وزارية أمر مهم، لكنه يرفض المشاركة في هذه الحكومة، وذلك لاعتقاده بأنّه من الخطأ المشاركة في مثل هذه الحكومات.
وبهذا وصل عدد النواب الذين قبلوا دعوة أوغلو للمشاركة في الحكومة الانتخابية إلى 3 بعد إعلان النائب البرلماني في صفوف حزب الحركة القومية طوغرول توركيش، الذي تمّت إحالته إلى اللجنة التأديبية من قِبل حزبه عقب إعلانه قرار الموافقة على دعوة داود أوغلو.
وكان النائب دينيز بايكال، أعلن رفضه المشاركة في الحكومة. وجاء ردّ بايكال عبر رسالةٍ مؤلّفة من 3 صفحات، بعثها إلى أوغلو، تعهّد فيها بالاستمرار في الدّفاع عن حقوق المواطنين، كما فعل في عهد الرئيس الانقلابي كنعان إيفرين، في ثمانينات القرن الماضي.
وقال بايكال في رسالته: «مثلما دافعت عن حقوق خصومنا السياسيين ضدّ حكومة الانقلابي كنعان إيفرين في ثمانينيات القرن الماضي، فإنني أتعهد اليوم بالدفاع عن حقوق المواطنين ضدّ حكومة العدالة والتنمية».
وفي المقابل، أعلن نائب رئيس حزب الحركة القومية سميح يالجين أنّ قيادة الحزب ستقوم بطرد النائب البرلماني توغرول توركش، في حال عدم تقديم الأخير استقالته من صفوف الحزب، وذلك لقبوله دعوة داود أوغلو في المشاركة بالحكومة الانتخابية التي سيشكلها. وقال يالجين: «لقد كان قرار توركش مفاجئاً لنا، ولم نكن ننتظر منه الإقدام على مثل هذه الخطوة. والآن عليه أن يقدّم استقالته من صفوف الحزب وإلّا ستضطر القيادة لاتخاذ قرار إبعاده».
ووعدت الرئيسة المشاركة لحزب ديمقراطية الشعوب فيجان يوكسكداغ، بأنهم (الأكراد) سيوجّهون للقصر الأبيض في أنقرة (مقر الرئيس رجب طيب أردوغان) ردًّا قويًّا وغير متوقع من خلال تحقيق مكاسب أكبر في الانتخابات التشريعية المقبلة. وقالت يوكساك داغ إن حزب ديمقراطية الشعوب مستعد للانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجرى في الأول من نوفمبر المقبل، وأضافت: «تتشكّل الآن حكومة مؤقتة. ونحن اتخذنا قرارًا بالمشاركة في هذه الحكومة بثلاثة وزراء من حزبنا. وقد بدأت المرحلة الرسمية أمس فعلاً. وفي المرحلة التالية سيسعى حزبنا ونوابنا الثلاثة الذين سيتولون حقائب وزارية لتوفير الأمن والسلام وتأمين العملية الانتخابية في هذه الأجواء المتأزمة من أجل تحقيق العدالة لجميع شعوب تركيا». وأكدت الزعيمة الكردية عدم نيتهم في ترك الساحة لحزب العدالة والتنمية الحاكم خلال هذه الفترة الحرجة على الرغم من أن الحكومة المؤقتة لا تحمل خاصية السلطة التنفيذية. وقالت إن «حزب ديمقراطية الشعوب الذي لا يرغبون له أي حضور في أي ساحة من الساحات السياسية والساحات الأخرى، ويحاولون تهميشه وإقصاءه سيصبح له عمّا قريب، دور بارز وثقل في كل موازين البلاد».



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.