الهنود يمتلكون 22 ألف طن من الذهب

قيمتها تزيد على تريليون دولار

نجمة بوليوود ايشاوارا راي مع زوجها ووالده الفنان أميتاب باتشان يقدمون هدية من الذهب في أحد المعابد
نجمة بوليوود ايشاوارا راي مع زوجها ووالده الفنان أميتاب باتشان يقدمون هدية من الذهب في أحد المعابد
TT

الهنود يمتلكون 22 ألف طن من الذهب

نجمة بوليوود ايشاوارا راي مع زوجها ووالده الفنان أميتاب باتشان يقدمون هدية من الذهب في أحد المعابد
نجمة بوليوود ايشاوارا راي مع زوجها ووالده الفنان أميتاب باتشان يقدمون هدية من الذهب في أحد المعابد

قدم كرشنا مورتا وعائلته قلادة ذهبية للمعبد الهندي المشهور تريباتي بلاغي وفاء للنذر بشفاء ابنهم الوحيد المصاب بداء السرطان اللعين.
وحسب تقديرات المجلس العالمي للذهب، تمتلك الهند نحو 22.000 طن ملكية خاصة، منها 12.000 طن مودعة في المعابد الهندية الغنية، تتعدى قيمتها التريليون دولار حسب سعر الذهب اليوم.
وتحصلت هذه المعابد على كل تلك الكميات من الذهب من خلال الهبات التي قدمها أفراد.
وحسب بعض التقارير، تعادل كميات الذهب في حوزة الأفراد ضعفين ونصف احتياطي الذهب الأميركي (8133.5 طن) وأربعين ضعف احتياطي الذهب في الهند (557.7 طن).
ويقدر الذهب الموجود في معبد تيدمانيسواني، أغني معبد في الهند والعالم الذي يرجع تاريخ تشيده للقرن السادس عشر، بنحو 3000 طن، ما يعادل أكثر من ثلثي الذهب الأميركي المودع في قلعة فورت نوكس، الخزانة الرئيسية لاحتياطي الذهب في الولايات المتحدة. وحاز المعبد على شهرة عالمية عندما تم الكشف، بإذن من المحكمة العليا في الهند، عن خمسة أقبية سرية بالمعبد تحوي كنوزا ذهبية بقيمة نحو 22.3 مليار دولار، ناهيك عن القيمة الأثرية للقطع المكتشفة. وشمل الكنز قطعا ذهبية أثرية مرصعة بالماس، وتيجان ذهبية، وأيقونات، و17 كيلوغراما من العملات الذهبية، وطن من الحلي الصغيرة، والآلاف من القطع الأثرية المرصعة بالماس والزمرد، والأوعية الذهبية. ويحوي المعبد كذلك سردابا سريا لم يتم فتحه ويعتقد أنه يحوي كنوزا ذهبية تعادل ضعف ما تم اكتشافه حتى الآن، إلا أن شائعات تقول إنه مليء بالثعابين السامة. أغلب الذهب الموجود في المعبد تم إيداعه بوساطة العائلات الحاكمة، ويعتقد العامة أن الذهب محاط بعشرات من الثعابين السامة تحت الأرض بهدف إبعاد اللصوص، ومما عزز من تلك الأقاويل وجود رسم لثعبان على الحائط.
«ساهمت الخرافة في الحفاظ على الذهب لقرون»، حسب رافي فارما، 78 عاما الذي عينته الأسرة الحاكمة حارسا على مفاتيح السرداب حتى تدخلت المحكمة في الأمر مؤخرا.
تعتبر الهند أكبر مستهلك للذهب في العالم وتحوي معابدها القديمة هبات من المجوهرات، والسبائك، والعملات تكدست على مر القرون تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات مخبأة في سراديب سرية، بعضها قديم وبعضها حديث.
تمتد قصة الحب التي ربطت بين الهند والذهب لعدة قرون وتتعمق جذورها داخل العقيدة الهندوسية. ويعتبر مهرجان «دي والي» من مواسم الشراء السنوية الكبيرة ويعقد ما بين أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام. وتنتشر عادة تقديم الذهب كمهر للعروس قبل الزواج حيث ينظر الناس، 70 في المائة من السكان من الريف، للذهب باعتباره مصدر أمان مالي.
وحسب التقرير المالي لعام 2014 لمعابد تريباتي، وشيرادي ساي بابا، وسيدي فيناين، وكاشي فيشوينث، تمتلك تلك المعابد ودائع من الذهب بقيمة تفوق التريليون دولار من الذهب كلها ملكية خاصة. وبحسب خبراء، تفوق كميات الذهب في أي من تلك المعابد كل الثروات المخبأة داخل الفاتيكان.
من يقول إن الهند بلد فقير؟ ففي ظل وجود كل هذا الاحتياطي من الذهب، بمقدور كل مواطني الهند أن يتزودوا بالوقود مجانا طوال 500 عام قادمة، أو يستقلوا القطار مجانا لمدة 100 عام، أو يأكلوا مجانا لعامين قادمين، وبمقدور الهند أن تبني خمس مدن مثل دبي في حال استخدمت مخزون الذهب لديها.
تبرع تاجر ثري بمشغولات ذهبية لمعبد تريمولا تريوباتي ديفسنام، وشملت قائمة التبرع مصباح زيت، وملاعق، وحوضا للاستحمام كلها من الذهب الخالص تعادل وزن حفيده المولود حديثا الذي يزن 33 رطلا.
وتحوي سراديب معبد جنوب الهند الشهير ما يزيد على 35 طنا من الذهب، وتتراص عشرات الآلاف من الزهور كل يوم لثوان معدودة أمام المعبد كدليل على استعداد أصحابها لتقديم عروض سخية، ويتلقى المعبد ما بين 80 - 100 كيلوغرام من الذهب كل شهر، ويدر المعبد دخلا شهريا يربو على 350.000 دولار أميركي.
تعتبر واردات الهند من الذهب الأعلى عالميا حيث يبتاع الهنود نحو 2.3 طن يوميا، أي ما يعادل وزن فيل.
ويتبرع الهنود بجزء من هذه الكمية للمعابد، ويتعجب البعض من أن الهند تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم، فقد استوردت الهند نحو 850 طنا من الذهب خلال عامي 2014 - 2015، ناهيك عن تهريب 175 طنا أخرى إلى داخل البلاد، حسب تقديرات المسؤولين. وقدرت الواردات عام 2015 فقط بنحو 121 طنا مقارنة بنحو 48.5 طن في مارس (آذار) 2014. ورغم ضخامة الأرقام، لا تحوي خزانة الدولة رسميا سوى 557.7 طن من الذهب تحتل بها المركز الحادي عشر عالميا في احتياطي الذهب.
ويحوي معبد سيديفينايك الشهير في مومباي خمسة أطنان من الذهب يحرسها 65 من رجال الأمن المسلحين، ويتلقى المتحف تبرعات بقيمة 3.4 مليون دولار سنويا. ويتميز المعبد بجدرانه وسقف ضريحه الداخلي المطلية كلها بالذهب الخالص، ويضم المعبد إلها على شكل فيل مرصع بجوهرة ثمينة. ومع مرور السنين، قدم المتبرعون هبات سخية بعدما تحققت أمنياتهم وقُبلت صلواتهم، حسب اعتقادهم. وتوضع التبرعات الثمينة كل ليلة في غرفة حيث تكدست الكنوز على مدار 200 عام.
ويتحدث نرنيدا ران، أمين الودائع بمعبد سيديفينيك، بشكل موجز عن محتويات المعبد قائلا: «لدينا نحو 500 كيلوغرام من الذهب، وأكثر من 2000 كيلوغرام من الفضة في تلك الغرفة، غير أنني لا أستطيع إعطاء أرقام دقيقة».
يحمل معبد شيريدي ساي بابا اسم معلم روحي هندوسي عاش ما بين عامي 1838 - 1918، غير أن اسمه الحقيقي ومكان وتاريخ ميلاده غير معروفين غير معروفين. ويحظى اللورد ساي بقدسية عظيمة من قبل أتباعه من الهندوس والمسلمين على حد سواء، حيث عاش في مسجد وأحرق جثمانه في معبد بعد موته. ويحوي المعبد نحو عشرة أطنان من الذهب.
وعلى نحو مماثل، يحوى معبد كاشي فيشانت، الذي يقع في الدائرة الانتخابية لرئيس الوزراء ناريندار مودي، ما بين 8 - 10 أطنان من الذهب، إضافة إلى غيرها من المقتنيات النفيسة مخبأة داخل سرداب.
بيد أن بعض المعابد ترسل مقتنياتها الذهبية إلى دار سك العملة في مومباي كي تعيد صهرها لتصنع منها عملات ذهبية فئة 22 قيراطا لتباع للمتبرعين في جميع أنحاء العالم بضع الثمن.
ويقول ساريتا دافي الذي ابتاع أحد هذه العملات من معبد سيدي فينايك: «هي ليست عملة ذهبية عادية تشتريها من محل للذهب، حيث إن بها بركة اللورد».
يعتبر شراء المعادن النفيسة أمرا جوهريا لحياة الناس نظرا لارتباطه بالزفاف، فبمقدور الاحتفالات والأمطار الموسمية في الهند أن تحرك الأسعار العالمية، وعليه فقد استحدث رئيس الوزراء ناراندي مودي نظاما يشجع بموجبه الراغبين في اقتناء الذهب على استعارة المشغولات الذهبية من آلاف المعابد وملايين المنازل بهدف الحد من النهم في استيراد سبائك الذهب.
رغم أن بعض المعابد أقدمت على إيداع مقتنياتها الذهبية في البنوك كي توفر نفقات الحراسة المفروضة على ذلك المعدن الأصفر، لا تزال بعض المعابد متوجسة من قبول عرض الحكومة.
«الذهب ملك للمعابد، لماذا إذن تقدم الحكومة على صهره؟»، حسب رادكيش الذي اعتبر الأمر انتهاكا للمقدسات.
غير أن البعض الآخر يقول إن المعابد لا تحتاج للذهب، يجب أن يستغل الذهب في سد حاجة الفقراء وفي تنمية البلاد.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».