جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية.
وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئاسي الذي تعدّه المملكة يهدد كل المساعي الآيلة إلى تحقيق تطلعات المجتمع اللبناني.
وشدد بخاري، حسب غياض، «على أنه يجب وضع حد للفراغ الرئاسي بأسرع وقت ممكن، مع التأكيد أن مبادرات البطريرك كفيلة بتحقيق الشراكة وتحافظ على الوحدة الوطنية في لبنان».
وأضاف غياض أن المملكة «تعدّ أن الاستحقاق الرئاسي شأن سياسي داخلي لبناني بامتياز، وقرار الخيارات السياسية يؤخذ ويصنع في بيروت»، مشيراً إلى أن «المملكة ضد الإملاءات في هذا الموضوع من أي جهة كانت». وأشار غياض إلى أن بخاري «أعرب عن ثقة المملكة بإمكانية اللبنانيين التوصل إلى توافق يؤمّن استعادة ثقة المجتمع الدولي، ويساهم في إيجاد الحلول الملائمة للأزمة السياسية والاقتصادية والأمنية في لبنان». ونقل عن بخاري أن المملكة «ليس لديها أي اعتراض على أي مرشح رئاسي يحظى بثقة اللبنانيين أنفسهم، فأي رئيس ينتخبه المجلس النيابي ترحب به المملكة الحريصة على التعاون ودعم لبنان».
وأكد غياض أن «المملكة حريصة على ألا تتهم بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، وتؤكد بأن انتخاب الرئيس هو شأن داخلي وهم لا يضعون الفيتو على أي مرشح ولا يدعمون أحداً؛ لذلك يرفضون زجهم في الشؤون الداخلية للبنان».
واستهلّ بخاري في بكركي اليوم الثاني من جولته على المسؤولين اللبنانيين، حيث زار، بعد بكركي، المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، والتقى نائب رئيسه الشيخ علي الخطيب وهنأه بحلول عيد الفطر المبارك، وجرى تداول العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتم التباحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.
وبارك الخطيب «الاتفاق السعودي - الإيراني الذي يحفظ مصالح البلدين، وانعكس على مجمل الأوضاع العربية والإسلامية»، آملاً أن «تشهد الأيام المقبلة انفراجاً داخلياً يفضي إلى انتخاب رئيس توافقي؛ تمهيداً لتشكيل حكومة إنقاذية تخرج لبنان من أزماته الاقتصادية والمعيشية». وشدد على «الدور السعودي المؤثر في تعزيز التضامن العربي الإسلامي الذي هو فوق الانتماءات المذهبية والعرقية».
وزار بخاري أيضاً شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى في دار الطائفة في بيروت. وقال بيان صدر عن الدار إن الشيخ أبي المنى نوّه بالسفير بخاري و«بالدور الفاعل للمملكة العربية السعودية على المستويين العربي والدولي، وبعلاقتها التاريخية مع لبنان الذي وقفت إلى جانبه أثناء المحن التي مر بها والتي يمر بها راهناً والمساعي المبذولة لتخطي الوطن أزماته الاقتصادية، إضافة إلى دورها المتوازن حيال الانقسامات السياسية التي لا تزال تعطل إنجاز الاستحقاقات الدستورية، وفي مقدمها رئاسة الجمهورية».
وبعد الظهر، زار بخاري «بيت الكتائب المركزي»، حيث التقى رئيس «حزب الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل. وقال الجميل عقب اللقاء «تحدثنا بالملف اللبناني وأكدنا مواقفنا وقناعاتنا»، مشيراً إلى أن «الأولوية أن يستعيد لبنان علاقاته مع المجتمعين العربي والدولي، وأن تعاود الدول العربية دعمها لبنان بالاستثمارات». وأكد «إننا لن نقبل بأن يبقى لبنان على الحال التي هو فيها ولن نقبل أن يُملي علينا (حزب الله) إرادته وأن (يغطس) لبنان بمزيد من الأزمات والهيمنة ووضع اليد». وجدد رفضه «انتخاب أي مرشح تابع لـ(حزب الله)»، موضحاً أن «ليس المطلوب استبدال سليمان فرنجية بآخر من المحور نفسه؛ لأن الموضوع يتعلق بخيار سياسي وليس بالشخص». وأضاف «إذا كانت هناك ظروف لتأمين النصف زائد واحد لمرشح (حزب الله) في لبنان، فإن أي تأمين لنصاب الجلسة هو بمثابة انتخاب هذا المرشح. يجب عدم الاختباء خلف الدستورية والالتزام بالدستور لتورطينا بـ6 سنوات جديدة من الهيمنة والفقر والذلّ».
بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني
بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة