مساء أمس (الخميس) افتتح مهرجان «أفلام السعودية» أبوابه وشاشاته لدورة جديدة تحمل الرقم 9. المهرجان الذي ينفرد بعرض أعمال المواهب السعودية في مسابقته ويضم، في تظاهرات أخرى، أفلاماً خليجية أخرى، يَعِد كذلك بندوات وحلقات دراسة ومجموعة من الكتب التي تتمحور - هذا العام - حول الكوميديا، التي هي «ثيمة» هذه الدورة.
تسع سنوات من المثابرة والطريق ما زال طويلاً. فعملياً لا يكفي أن يهدف المهرجان (أي مهرجان) لانطلاقة صحيحة. عليه أن يهدف للصعود مثل مركبة الفضاء. كل عام يمر على هذا المهرجان الذي يقوم به فريق متحمس ومحترف، هو أفضل من عامه السابق. صحيح أن بعض ذلك يتوقّف على جودة ومكانة الأفلام المعروضة، لكن الصحيح كذلك هو أن المهرجان برهن عن جدارته ودفع بالسينما السعودية إلى الأمام.
ما استطاع المهرجان فعله هو منح المخرجين الفرصة للتنافس والفرصة للإجادة والفرصة للعمل. عام بعد آخر يتبلور هذا المهرجان كهوية وكهدف.
كلنا نعلم اليوم أن الأفلام السعودية التي عرضت في الأعوام القليلة الماضية كانت أفضل من تلك، التي عرضت في السنة الأولى أو الثانية مثلاً. ليس أن الدورات الحديثة شهدت تحفاً كبيرة، لكن الجهد المبذول من قِبل صانعيها اليوم له علاقة بطموح كل منهم إنجاز الأفضل. بعضهم يعرف كيف ينجز ذلك أكثر من معرفة الآخرين. بعضهم لديه الطموح لأن يصبح يوماً ما المخرج السعودي الذي يقتطف جوائز عالمية.
إنها حقيقة ثابتة، أن كل مخرج يريد لفيلمه أن يرى النور، ويا حبّذا الإقبال الجماهيري وثناء النقاد. ما لم يكن متوفراً هو تلك الشاشة الكبيرة التي تمنحه الفرصة. مهرجان «أفلام السعودية» يمنح هذه الفرصة المطلوبة.
بات العالم، اليوم، يتوقع النتائج المزدهرة ويطلب المزيد من الأعمال المميّزة والكاشفة عن مواهب جديدة.
لكن الأهم هو أن أي نجاح يحققه هذا المهرجان (ويحققه مهرجان «البحر الأحمر») سيسجّل إيجاباً على صفحة المجتمع السعودي بالكامل. أي نجاح يحققه هنا سينعكس على مرايا العالم في كل مكان. لذلك كله، مهرجان «أفلام السعودية» مؤهل ليكون الناطق بالعمل الدؤوب لسينما جيدة وجديدة، تسهم في طموح المملكة في تأسيس عالم متكامل من الفنون والثقافات التي تؤكد حضورها وتغذّيه.
انطلاق الدورة التاسعة من «أفلام السعودية»
انطلاق الدورة التاسعة من «أفلام السعودية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة