مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

نائبة الرئيس الأميركي تلتقي شركات التكنولوجيا... وبريطانيا تدرس تأثير «تشات جي بي تي»

إيزابيلا بيدويا (حسابها على «لينكدإن»)
إيزابيلا بيدويا (حسابها على «لينكدإن»)
TT

مساعٍ عالمية لإيجاد «توازن» بين سلبيات ومزايا الذكاء الصناعي

إيزابيلا بيدويا (حسابها على «لينكدإن»)
إيزابيلا بيدويا (حسابها على «لينكدإن»)

في ظل النمو المتسارع لتطبيقات الذكاء الصناعي، تسعى حكومات دول عدة حول العالم لإيجاد وسيلة لتحقيق التوازن بين مزايا وسلبيات هذه التطبيقات، لا سيما مع انتشار مخاوف أمنية بشأن خصوصية بيانات المستخدمين. وفي هذا السياق، تعقد نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، اليوم (الخميس)، لقاءً مع الرؤساء التنفيذيين لأربع شركات كبرى تعمل على تطوير الذكاء الصناعي، بحسب وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية. في حين تدرس السلطات البريطانية تأثير «تشات جي بي تي» على الاقتصاد، والمستهلكين. وأكد خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» ضرورة «وضع تشريعات لتقنين استخدام الذكاء الصناعي».
وتطرح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مجموعة من المبادرات التي تهدف إلى ضمان مساهمة التكنولوجيا في تحسين حياة المواطنين دون تعريضهم للخطر، حيث تخطط للإعلان عن استثمارات بقيمة 140 مليون دولار لإنشاء 7 معاهد في مجال الذكاء الصناعي، بحسب تصريحات لمسؤولين أميركيين نقلتها «أسوشييتد برس». تأتي هذه الجهود إضافة إلى «عزم مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض إصدار إرشادات بشأن كيفية استخدام الوكالات الفيدرالية لأدوات الذكاء الصناعي»، بحسب المسؤولين.
وتناقش هاريس مع رؤساء شركات «أوبن إيه آي»، و«مايكروسوفت»، و«ألفابت»، و«أنثروبيك»، المخاطر التي تراها الإدارة الأميركية في التطبيقات الحالية للذكاء الصناعي، والدور الذي يجب أن تلعبه الشركات المطورة للتقنية في الحد من هذه المخاطر بالتعاون مع الحكومة، وفقاً لمسؤولين بالإدارة الأميركية. وأشارت «أسوشييتد برس» إلى أنه «سيكون هناك التزام من قبل مطوري الذكاء الصناعي على المشاركة في تقييم عام لأنظمتهم في أغسطس (آب) المقبل، خلال مؤتمر (DEF CON) في لاس فيغاس».
في بريطانيا، قالت هيئة حماية المنافسة، في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام (الخميس)، إنها بصدد «دارسة تأثيرات الذكاء الصناعي على المستهلكين، والشركات، والاقتصاد، ومعرفة ما إذا كانت هناك حاجة إلى فرض ضوابط جديدة على نماذج مثل (تشات جي بي تي)».
ورغم أن أبحاث الذكاء الصناعي كانت تجري في المعامل منذ سنوات، فإن طرح شركة «أوبن إي آي» تطبيق المحادثة «تشات جي بي تي» للاستخدام المجاني في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، سلط عليها الضوء، ولفت انتباه العلماء إليها، لا سيما مع ظهور أبحاث تتحدث عن مخاطرها؛ ما دفع حكومات دول عدة لمحاولة وضع قواعد لكبح جماح التقنية.
وأكدت المهندسة الأميركية المتخصصة في بناء قواعد بيانات الذكاء الصناعي في الأماكن العامة، إيزابيلا بيدويا، ضرورة سنّ تشريعات تحدد سبل التعامل مع هذه التقنية. وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «نماذج الذكاء الصناعي الحالية قوية للغاية، وبالفعل بدأت بعض الجهات تستخدم هذه التطبيقات في ارتكاب جرائم»، إضافة إلى أن بعض الأبحاث أشارت إلى «قدرة الذكاء الصناعي على اختراق 51 في المائة من كلمات المرور في أقل من دقيقة».
وأضافت بيدويا أنه «لأسباب تتعلق بالأمن السيبراني، يجب وضع قواعد وتشريعات تحدد الطريقة الأمثل للتعامل مع هذه التقنية القوية». وتابعت إن «الذكاء الصناعي يثير كثيراً من القضايا المقلقة، ويمكن أن يعرّض البشرية للخطر لو وضع في الأيدي الخطأ».
وسبق أن طالب أكثر من ألف عالم متخصص في التكنولوجيا، في مارس (آذار) الماضي، بـ«هدنة صيفية» لمدة 6 أشهر؛ حتى «يتم الاتفاق على قواعد لـ(الحوكمة الرقمية)؛ ما يضمن استخدام الذكاء الصناعي لصالح البشرية». والشهر الماضي أعلن مجموعة من المشرعين الأوروبيين عزمهم إضافة تشريعات قانونية جديدة للتحكم في التطور التكنولوجي. كما اتخذت هيئة تنظيم الخصوصية الإيطالية، في أبريل (نيسان) الماضي، قراراً بحظر «تشات جي بي تي»؛ لـ«قيامه بجمع بيانات المستخدمين بشكل غير قانوني».
وقال الدكتور حسن عبد الله، نائب رئيس جامعة «شرق لندن»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تطبيقات الذكاء الصناعي قد تكون مفيدة في زيادة الإنتاج، والحصول على معلومات في وقت قياسي، لكنها في الوقت نفسه تنطوي على مخاطر قد تضر البشر، لا سيما مع إمكانية إمدادها بمعلومات وبيانات غير دقيقة تؤدي إلى عواقب وخيمة على البشرية». وأشار إلى مطالبة نحو 50 مشرّعاً في الاتحاد الأوروبي بوضع معايير للتحكم في هذه التكنولوجيا وتقليل مخاطرها المحتملة. وأضاف أن «هناك مساعي ومطالبات عالمية بالتعاون في وضع معايير بشأن تطوير تكنولوجيا الذكاء الصناعي قبل أن يخرج الأمر عن سيطرة البشر».


مقالات ذات صلة

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

لماذا تُعد العادات الصحية مفتاحاً أساسياً لإدارة أموالك؟

يُعد النشاط البدني المنتظم والنظام الغذائي المتوازن والنوم الكافي من أكثر الممارسات الموصى بها للحفاظ على صحتك العامة. هذه العادات لها أيضاً تأثير إيجابي على أموالك الشخصية ومدخراتك بشكل عام. للوهلة الأولى، قد يكون من الصعب التعرف على الصلة بين العادات الصحية والأمور المالية الشخصية. ومع ذلك، هناك الكثير من القواسم المشتركة بين هذه المفاهيم. عندما تعتني بصحتك الجسدية والعقلية، فإنك تعزز أيضاً تطورك الشخصي والمهني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

بريطانيا: روسيا تتبنى استراتيجية جديدة للضربات الصاروخية

أفادت وكالات الاستخبارات البريطانية بأن أحدث هجمات صاروخية روسية تردد أنها قتلت 25 مدنيا في أوكرانيا، تشير إلى استراتيجية هجومية جديدة وغير تمييزية بشكل أكبر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع في لندن في تغريدة اليوم (السبت): «اشتملت الموجة على صواريخ أقل من تلك التي استخدمت في الشتاء، ومن غير المرجح أنها كانت تستهدف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا». وأضافت الوزارة في أحدث تحديث استخباراتي أنه كان هناك احتمالية حقيقية أن روسيا حاولت أمس (الجمعة) الهجوم على وحدات الاحتياط الأوكرانية، وأرسلت مؤخرا إمدادات عسكرية. كانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أمس، أنه تم شن سلسلة من الهجم

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

ميغان ماركل توقّع عقداً مع وكالة مواهب كبرى في هوليوود

وقّعت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، عقداً مع وكالة مواهب كبرى تُمثّل بعض أكبر نجوم هوليوود، وفقًا للتقارير. سيتم تمثيل ميغان من خلال «WME»، التي لديها عملاء من المشاهير بمَن في ذلك ريهانا ودوين جونسون (ذا روك) ومات دامون. وأفاد موقع «فارايتي» الأميركي بأنه سيتم تمثيلها من قبل آري إيمانويل، الذي عمل مع مارك والبيرغ، ومارتن سكورسيزي، وتشارليز ثيرون، وغيرهم. يقال إن التطور يأتي بعد معركة طويلة لتمثيل الدوقة بين عديد من وكالات هوليوود. وتركيز ميغان سينصب على الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشراكات العلامات التجارية، بدلاً من التمثيل. وشركة «آرتشيويل» الإعلامية التابعة لميغان وهاري، التي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق من الشخصيات الرئيسية في حفل تتويج الملك تشارلز؟

من الشخصيات الرئيسية في حفل تتويج الملك تشارلز؟

يقترب موعد تتويج الملك البريطاني تشارلز وزوجته كاميلا، المقرر يوم السبت 6 مايو (أيار)، حيث من المتوقع أن يحضر نحو ألفي ضيف الحفل في كنيسة «وستمنستر أبي». بدءاً من الملك تشارلز نفسه وزوجته، مروراً بدوق ساسكس، إلى عميد وستمنستر، حان الوقت لإلقاء نظرة على الشخصيات الأساسية في الحفل، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز»: * الملك تشارلز يمكن اعتبار الملك تشارلز الثالث (74 عاماً)، المعروف سابقاً باسم «أمير ويلز»، الوريث الأطول خدمة للعرش قبل أن يصبح ملكاً في 8 سبتمبر (أيلول) 2022، بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية. في أقل من أسبوعين، سيتم تتويج الملك تشارلز رسمياً في حفل يقسم فيه اليمين أمام الأمة باعتباره

«الشرق الأوسط» (لندن)

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
TT

«إنها فعلا لذيذة»... صيني يأكل موزة اشتراها بـ6 ملايين دولار

رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)
رجل الأعمال الصيني الأميركي جاستن صن يأكل عملاً فنياً على شكل موزة مكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ في 29 نوفمبر 2024 بعد شراء العمل الفني الاستفزازي في مزاد في نيويورك مقابل 6.2 مليون دولار (أ.ف.ب)

أوفى رجل اشترى عملاً فنياً يمثل موزة مثبتة على حائط لقاء 6.2 مليون دولار، بوعده الجمعة، وأقدم على تناول قطعة الفاكهة.

ففي أحد فنادق هونغ كونغ الفاخرة، أكل جاستن صن، وهو رجل أعمال صيني أميركي ومؤسس منصة «ترون» للعملات المشفرة، الموزة التي تمثل عملاً فنياً أمام عشرات الصحافيين والمؤثرين، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقبل إقدامه على هذه الخطوة، ألقى الشاب البالغ 30 عاماً كلمة وصف فيها العمل الفني بأنه «إبداعي»، مشيراً إلى أوجه تشابه بين الفن التصوّري والعملات المشفرة.

وقال بعد أن التهَم أوّل قطعة من الموزة: «إنها أفضل بكثير من أي موزة أخرى. هي فعلا لذيذة».

ويتألّف العمل الذي يحمل اسم «كوميديان» من موزة معلّقة على حائط بقطعة كبيرة من شريط لاصق فضي، تولى ابتكاره الفنان الإيطالي المتمرد والمثير للاستفزاز ماوريتسيو كاتيلان.

وبيع هذا العمل الفني مقابل 6.2 مليون دولار، ضمن مزاد نظمته دار «سوذبيز» خلال الأسبوع الفائت في نيويورك.

امرأة تلتقط صورة أمام ملصق يصور عملاً فنياً للموز يتكون من موزة طازجة ملتصقة بالحائط بشريط لاصق في هونغ كونغ 29 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

وقال جاستن صن إنه شعر بـ«ارتياب» في الثواني العشر الأولى التي تلت عملية البيع، ثم اتخذ قراراً بتناول حبة الفاكهة.

وأوضح، الجمعة، أن «أكل الموزة خلال مؤتمر صحافي قد يكون جزءاً من تاريخها».

وهذا العمل موجود في 3 نسخ، ويرمي إلى إعادة طرح مفهوم الفن وقيمته. وتم الحديث عنه بشكل كبير منذ عرضه للمرة الأولى عام 2019 في ميامي.

ويحصل صاحب أحد الأعمال على شهادة أصالة، بالإضافة إلى تعليمات بشأن كيفية استبدال حبة الفاكهة عندما تبدأ بالتعفن.

وقارن صن الأعمال التصوّرية مثل «كوميديان» بفن رموز «إن إف تي» (رموز غير قابلة للاستبدال تتيح الحصول على شهادة أصالة رقمية) وتقنية الـ«بلوكتشين» (سلسلة الكتل) التي تقوم عليها العملات المشفرة.

وأشار إلى أنّ «معظم هذه الأشياء والأفكار موجودة بوصفها ملكية فكرية وعلى الإنترنت، وليس غرضاً مادياً».

وتلقى المشاركون في المؤتمر الصحافي، الجمعة، لفافة من الشريط اللاصق وموزة هدية تذكارية.