قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال لقائه نظيره السوري بشار الأسد في دمشق الأربعاء إن سوريا حققت «الانتصار رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها خلال 12 عاماً من نزاع دام، قدّمت خلاله طهران دعماً كبيراً على مستويات عدة لحليفتها.
وزيارة رئيسي إلى دمشق هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الكبير، الاقتصادي والسياسي والعسكري، الذي قدّمته طهران لدمشق والذي ساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1653706209428492288
وقال رئيسي للأسد، وفق ما أوردت الرئاسة السورية ووكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) خلال محادثات موسعة جمعت الطرفين في القصر الرئاسي، إنّ «سوريا حكومة وشعباً اجتازت مصاعب كبيرة». وأضاف «اليوم نستطيع القول بأنكم قد عبرتم واجتزتم كل هذه المشاكل وحققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات التي فرضت ضدكم».
ووصل رئيسي صباح اليوم (الأربعاء) إلى دمشق على رأس وفد وزاري سياسي واقتصادي رفيع في زيارة تستمر يومين، ويجري خلالها الرئيسان، وفق الرئاسة السورية، «مباحثات سياسية واقتصادية موسّعة، يليها توقيع عدد من الاتفاقيات».
وقال الأسد بدوره إن العلاقات السورية الإيرانية «كانت خلال الفترات العصيبة علاقة مستقرّة وثابتة رغم العواصف الشديدة السياسية والأمنية التي ضربت منطقة الشرق الأوسط».
ويضمّ الوفد الإيراني كلاً من وزراء الخارجية، والطرق وبناء المدن، والدفاع، والنفط والاتصالات.
وتأتي زيارة رئيسي، وفق تصريحات أدلى بها الأخير لدى مغادرته طهران، في سياق «تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية»، معتبراً أنه «بات واضحاً للجميع اليوم أن سوريا وحكومتها الشرعية يجب أن تمارس السيادة على كامل الأراضي السورية».
وكان المتحدّث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي قال في طهران أمس (الثلاثاء) إنّ الزيارة تأتي تلبية لدعوة من الأسد وترتدي «أهمية استراتيجية» للبلدين وأن هدفها «اقتصادي».
وتشهد دمشق إجراءات مشددة وانتشاراً كثيفاً للقوى الأمنية. ورُفعت الأعلام الإيرانية على أعمدة الإضاءة على طريق المطار. كما عُلقت صور للرئيسين الإيراني والسوري كتب عليها «أهلاً وسهلاً» باللغتين العربية والفارسية.
وأزيلت قبل أيام حواجز حديدية وإسمنتية ضخمة أقيمت حول السفارة الإيرانية في دمشق منذ سنوات النزاع الأولى، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وإلى جانب لقاءاته السياسية وتوقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات عدّة، يعتزم رئيسي زيارة مقامات دينية في ضواحي دمشق.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019، وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
ومنذ سنوات النزاع الأولى، أرسلت طهران مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات الجهادية والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية»، بينما تقاتل مجموعات من جنسيات أخرى موالية لإيران على رأسها «حزب الله» اللبناني إلى جانب القوات الحكومية.
وتُستهدف المجموعات الموالية لطهران غالباً بضربات إسرائيلية منذ سنوات، فيما تكرّر إسرائيل أنّها لن تسمح للأخيرة بترسيخ وجودها على مقربة منها.
وأوردت وسائل إعلام محلية أنّ الزيارة ستتضمن «توقيع عدد كبير من اتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تشمل مختلف أوجه التعاون، لا سيّما في مجالات الطاقة والكهرباء». وأنّه ستجري على هامش الزيارة «مفاوضات حول خط ائتماني إيراني جديد لسوريا، يتمّ استثماره في قطاع الكهرباء» المتداعي، إذ تتجاوز ساعات التقنين الكهربائي في سوريا عشرين ساعة يومياً.
ومنذ العام الأول للنزاع، فتحت طهران خطاً ائتمانياً لتأمين احتياجات سوريا من النفط خصوصاً. ووقّع البلدان اتفاقات ثنائية في مجالات عدة خلال السنوات الماضية.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010، قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب بنزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.
رئيسي للأسد: «حققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات»
الزيارة الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً
رئيسي للأسد: «حققتم الانتصار رغم التهديدات والعقوبات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة