واشنطن تواصل وساطتها بين أذربيجان وأرمينيا

موسكو لا ترى «بديلاً» عن رعايتها لاتفاقات السلام

نقطة التفتيش الآذرية عند مدخل ممر لاتشين، الرابط البري الوحيد بين أرمينيا وناغورنو كاراباخ (أ. ف. ب)
نقطة التفتيش الآذرية عند مدخل ممر لاتشين، الرابط البري الوحيد بين أرمينيا وناغورنو كاراباخ (أ. ف. ب)
TT

واشنطن تواصل وساطتها بين أذربيجان وأرمينيا

نقطة التفتيش الآذرية عند مدخل ممر لاتشين، الرابط البري الوحيد بين أرمينيا وناغورنو كاراباخ (أ. ف. ب)
نقطة التفتيش الآذرية عند مدخل ممر لاتشين، الرابط البري الوحيد بين أرمينيا وناغورنو كاراباخ (أ. ف. ب)

واصلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وساطتها سعياً إلى تسوية على إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، في خطوة ردت عليها موسكو بالتأكيد على أنه «لا بديل» عن وساطتها في هذه القضية. وبدءاً من (الاثنين)، استضاف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن نظيريه الأرميني أرارات ميرزويان والأذربيجاني جيهون بيرموف، قرب واشنطن العاصمة لإجراء مفاوضات سلام بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين اللتين خاضتا حربين، أولاهما في مطلع التسعينات من القرن الماضي والثانية عام 2020، بهدف السيطرة على الإقليم الذي تقطنه غالبية أرمينية وانفصل أحادياً عن أذربيجان قبل ثلاثة عقود.
وتجدد التوتر حين أعلنت باكو قبل نحو أسبوعين أنها أقامت نقطة تفتيش عند مدخل ممر لاتشين، الرابط البري الوحيد بين أرمينيا وناغورنو كاراباخ الذي خضع لحصار لأشهر عديدة تسبب بنقص في السلع والتيار الكهربائي. وهي خطوة اعتبرتها أرمينيا خرقاً لوقف النار الأخير المعلن بين الجانبين.
وجاءت محادثات السلام بعد عشاء أقامه بلينكن (الأحد) جامعاً الوزيرين الأرميني والأذربيجاني، ثم افتتح كبير الدبلوماسيين الأميركيين (الاثنين) المحادثات بين الجانبين في منشأة تابعة لوزارة الخارجية قرب واشنطن والتي يتوقع أن تستمر أربعة أيام. وأمل الناطق باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، في «تعاون» الطرفين «سعياً وراء مستقبل سلمي لمنطقة جنوب القوقاز»، مضيفاً أن وزارة الخارجية «مقتنعة بأن الحوار المباشر هو مفتاح حل المشاكل والتوصل إلى سلام دائم». وأوضح أن هناك «حاجة إلى التدفق الحر لحركة المرور والناس والتجارة عبر ممر لاتشين».
وتأتي هذه المفاوضات بوساطة أميركية بعد أيام من جولة في المنطقة قامت بها الأسبوع الماضي وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، التي حضت أذربيجان على «إعادة الحركة من دون عراقيل على طول ممر لاتشين»، آملة في «تسوية سلمية على الرغم من الخلافات العميقة» بين الطرفين. وأمل مسؤول أميركي، طلب عدم نشر اسمه، الاثنين، في «محادثات صريحة» بوساطة واشنطن، مضيفاً أن «هدفنا هو ضمان جلوس الوزيرين إلى الطاولة والتحدث مع بعضهما لعدة أيام في محاولة لتحقيق سلام عادل ودائم». وأوضح أن المفاوضات تركز بشكل خاص على «اتفاق حول تطبيع العلاقات» بين البلدين، مؤكداً أنه «يجري بحث كل المسائل». وبحث بلينكن الذي يدعو إلى «حوار مباشر» منذ أشهر، في الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لعملية السلام بين أرمينيا وأذربيجان، في محادثات منفصلة مع زعماء البلدين خلال نهاية الأسبوع.
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، إن بلينكن اتصل بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف (الأحد)، ليعبر «عن قلق الولايات المتحدة العميق من أن يؤدي إنشاء أذربيجان لنقطة تفتيش على ممر لاتشين إلى تقويض جهود بناء الثقة في عملية السلام».
وسبق لبلينكن أن شارك في اجتماعين ثلاثيين في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم في فبراير (شباط) على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني، لكن من دون أن تؤدي هذه المحادثات إلى إحراز تقدم.
وكانت موسكو توسطت لوقف النار بين البلدين بعد جولة القتال الأخيرة بينهما عام 2020، ونشرت قوات لحفظ سلام على طول ممر لاتشين.
ومع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا وعدم استعدادها لتوتير علاقاتها مع تركيا، الحليفة الرئيسية لأذربيجان، تسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى بث بعض الدفء في العلاقات بين العدوين اللدودين، ولكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، علّق على المحادثات بوساطة أميركية، فقال للصحافيين: «في هذه المرحلة، ليست هناك من قواعد قانونية أخرى يمكن أن تساهم في تسوية (النزاع). ليس هناك من بديل عن هذه الوثائق الثلاثية»، في إشارة إلى الاتفاق الموقع بين موسكو والطرفين المتنازعين في 2020.


مقالات ذات صلة

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

العالم وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

وكالة تاس: محادثات سلام بين أرمينيا وأذربيجان قريباً

نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أمين مجلس الأمن الأرميني قوله إن أرمينيا وأذربيجان ستجريان محادثات في المستقبل القريب بشأن اتفاق سلام لمحاولة تسوية الخلافات القائمة بينهما منذ فترة طويلة، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء. ولم يفصح المسؤول أرمين جريجوريان عن توقيت المحادثات أو مكانها أو مستواها.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم أرمينيا تدعو روسيا إلى مواصلة السيطرة على طريق حيوي في ناغورني قره باغ

أرمينيا تدعو روسيا إلى مواصلة السيطرة على طريق حيوي في ناغورني قره باغ

دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اليوم (الخميس) روسيا، الوسيط في النزاع مع أذربيجان، إلى الحفاظ على سيطرتها على طريق حيوي في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها، حيث أقامت باكو مؤخراً نقطة تفتيش، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. منذ وقف إطلاق النار في العام 2020، نشرت روسيا في ناغورني قره باغ كتيبة من قوات حفظ السلام لتضمن حركة المرور في ممر لاتشين، وهو الشريان الوحيد الذي يربط أرمينيا بهذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية. لكن أقامت أذربيجان الأحد الماضي نقطة تفتيش على مدخل الممر، وهو أمر غير مسبوق. وقبل ذلك، اتهمت أرمينيا باكو بقطع هذا الطريق الحيوي منذ نحو ستة أشهر.

«الشرق الأوسط» (يريفان)
العالم أرمينيا تشكو أذربيجان لمحكمة العدل الدولية

أرمينيا تشكو أذربيجان لمحكمة العدل الدولية

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، اليوم الأربعاء، أن أرمينيا قدمت شكوى لمحكمة العدل الدولية بشأن إقامة أذربيجان نقطة تفتيش عند بداية ممر لاتشين. وهذا الممر هو الطريق الوحيد الذي يربط بين أرمينيا وإقليم ناغورني قرة باغ، وهو إقليم معترف به دوليا كجزء من أذربيجان إلا أن غالبية سكانه من الأرمن. ودارت حرب خاطفة بين أرمينيا وأذربيجان، وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان تقعان في منطقة القوقاز، خريف عام 2020 للسيطرة على ناغورني قره باغ. وأدى هذا النزاع إلى هزيمة عسكرية لأرمينيا واتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسيا التي نشرت قوات لحفظ السلام.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم اتهامات متبادلة بين أذربيجان وأرمينيا ترفع التوتر في جنوب القوقاز

اتهامات متبادلة بين أذربيجان وأرمينيا ترفع التوتر في جنوب القوقاز

أعربت موسكو عن «قلق بالغ» بعد تعرض اتفاق وقف النار بين أرمينيا وأذربيجان إلى هزة قوية.

رائد جبر (موسكو)
العالم أذربيجان تقيم نقطة تفتيش على طريق باتجاه أرمينيا

أذربيجان تقيم نقطة تفتيش على طريق باتجاه أرمينيا

أعلنت أذربيجان أمس الأحد أنها أقامت نقطة تفتيش على الطريق الحيوي، الذي يربط أرمينيا بناغورني قره باغ والمعروف بـاسم «ممر لاتشين». وقالت دائرة الحدود الأذربيجانية إن «وحدات من دائرة الحدود الأذربيجانية أقامت نقطة تفتيش على الأراضي الخاضعة لسيطرة أذربيجان، عند مدخل طريق لاتشين - خانكيندي»، رداً على تحرك مماثل من قبل أرمينيا. ودارت حرب خاطفة بين أرمينيا وأذربيجان، وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان في القوقاز، عام 2020 للسيطرة على جيب ناغورني قره باغ. وأدى هذا النزاع إلى هزيمة عسكرية لأرمينيا واتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسيا، التي نشرت قوات لحفظ السلام.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
TT

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد القوات الأوكرانية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر وزير الدفاع الأميركي أن هناك نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي موجودين في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمحتلة جزئياً من جانب قوات كييف، وقد تم «دمجهم في التشكيلات الروسية» هناك.

وقال أوستن للصحافة خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ «بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقع تماماً أن أراهم يشاركون في القتال قريباً» في إشارة منه إلى القوات الكورية الشمالية.

وذكر أوستن أنه «لم ير أي تقارير مهمة» عن جنود كوريين شماليين «يشاركون بنشاط في القتال» حتى الآن.

وقال مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية ومنظمة بحثية هذا الأسبوع إن موسكو تقدم الوقود وصواريخ مضادة للطائرات ومساعدة اقتصادية لبيونغ يانغ في مقابل القوات التي تتهم سيول وواشنطن كوريا الشمالية بإرسالها إلى روسيا.

ورداً على سؤال حول نشر القوات الكورية الشمالية الشهر الماضي، لم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، وعمد إلى تحويل السؤال إلى انتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

وقالت كوريا الشمالية الشهر الماضي إن أي نشر لقوات في روسيا سيكون «عملاً يتوافق مع قواعد القانون الدولي» لكنها لم تؤكد إرسال قوات.