علماء يحولون طيورا محنّطة لطائرات مسيّرة

علماء يحولون طيورا محنّطة لطائرات مسيّرة
TT

علماء يحولون طيورا محنّطة لطائرات مسيّرة

علماء يحولون طيورا محنّطة لطائرات مسيّرة

أجرى فريق من الباحثين بالمعهد الأميركي للملاحة الجوية والملاحة الفضائية في وقت سابق من هذا العام دراسة جديدة تتمحور في استخدام الطيور المحنطة بصناعة طائرات مسيّرة من دون طيار.
ويعتقد الباحثون أنه من خلال إنشاء طائرات بدون طيار باستخدام الطيور المحنطة لا يفيد في التعرف على الطيران فحسب، بل لمراقبة الحياة البرية أيضا.
ويقول الدكتور مصطفى حسناليان الأستاذ المشارك بالهندسة الميكانيكية بمعهد نيو مكسيكو للتعدين والتكنولوجيا الذي قاد المشروع ان «مرونة الأجنحة مهمة، لأنها تخلق قوة دفع». مبينا «خطرت لي فكرة القيام بذلك عام 2011، ولكن عندما حاولت صنع (طائرة بدون طيار) باستخدام مواد صناعية، وجدت أن الأجنحة لم تكن فعالة مثل أجنحة الطيور الحقيقية لأنها لم تكن ترفرف في نفس الزاوية»؛ فعندما يرفرف طائر بجناحيه إلى أسفل، فإنه يتسبب برفعه؛ وعندما يرفرف بجناحيه لأعلى فإنه يتسبب في دفع الطائر إلى الأمام.
ويضيف حسناليان «ان أجنحة الطيور الفعلية تحتوي أيضًا على عظام. لقد وجدنا أن المواد الصناعية ليست لها نفس الكفاءة. فمن خلال التجربة والخطأ، تعلم الباحثون أن هذه التجربة يمكن أن تعمل فقط مع أجنحة الطيور الحقيقية؛ لذلك حصل الفريق على مواد من تجار التجزئة على شبكة الإنترنت كأمزون وإيستي الذين يبيعون أجنحة الطيور، كما حصلوا على طيور كاملة من محنطي الحيوانات. ثم قاموا بربط أجزاء من الطيور المحنطة بمحركات كهربائية». وتابع «لم نؤذ أي طيور أثناء العمل بهذا المشروع. نريد أن نساعد الطبيعة لا أن نؤذيها»، وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وحسب حسناليان، فإنه باستخدام أجنحة حقيقية، يمكن للباحثين «عكس هندسة الطيور». ومن خلال التجارب حصلوا على فهم أفضل لكيفية حفظ الطيور للطاقة أثناء الطيران، مثل الطيران بأنماط على شكل حرف V؛ حيث يعتقدون أن هذه المعلومات يمكن في النهاية تطبيقها على صناعة الطيران وتساعد في توفير الطاقة والوقود.
وبيّن حسناليان انه «بالاتفاق مع بحث سابق اكتشفنا أنه عندما تطير الطيور في سرب، فإن من هو بالقسم الأوسط يحافظ على طاقته أكثر مما في المقدمة. فقد تحسنت كفاءتها بنسبة 44 %».
وحتى الآن، اختبر الباحثون نماذجهم من الطيور المحنطة داخل أقفاص بالمختبر وكذلك حول الحرم الجامعي.
ويمكن للطائرات بدون طيار الآن تحمل ما يصل إلى 20 دقيقة من الطيران؛ حيث يستخدم الفريق برنامج كمبيوتر لمحاكاة خفقان حركة الأجنحة. إذ يؤكد حسناليان «ان التكنولوجيا التي نطورها ستتيح لنا الطيران مع السرب».
جدير بالذكر، حاليًا، يستخدم العلماء بجميع أنحاء العالم طائرات بدون طيار لمراقبة الحياة البرية. لكن في كثير من الحالات، يمكن لهذه الأجهزة التي تشبه طائرات الهليكوبتر أن تخيف الطيور. ومع ذلك، يأمل حسناليان أن طائرة بدون طيار أكثر هدوءًا وأكثر حيوية «ستندمج» مع محيطها. مشددا أن «التحدي الأكبر الذي نواجهه الآن هو أننا لا نعرف كيف سيكون رد فعل الطيور الحية».


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تكنولوجيا بحسب الدراسة أظهرت نماذج الذكاء الاصطناعي أنها لا تتعلم بالفعل الحقائق الكامنة عن العالم (أدوبي)

دراسة جديدة: نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية تفتقر لفهم حقيقي للعالم

تشير دراسة حديثة إلى أن نماذج اللغة الكبيرة تفتقر إلى فهم حقيقي للعالم، إذ تتفوق في مهام ثابتة، لكنها تتعثر مع تغييرات بسيطة، ما يثير تساؤلات حول جدواها.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد زوار في جناح شركة «أميركان إكسبريس السعودية» بمؤتمر «سيمليس» للمدفوعات الرقمية بالرياض (الشركة) play-circle 01:34

«أميركان إكسبريس السعودية»: البنية التحتية المتطورة تدعم زيادة إنفاق السياح

يرى الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إكسبريس السعودية» أن البنية التحتية المتطورة للمدفوعات الرقمية بالسعودية وزيادة نقاط البيع تعززان إنفاق السيّاح.

عبير حمدي (الرياض)
تكنولوجيا ستحدد انتخابات 2024 كيفية تطوير التكنولوجيا وحماية خصوصية المستخدمين ومستوى التدخل الحكومي في ذلك القطاع (أدوبي)

كيف ستؤثر الانتخابات الرئاسية الأميركية على مستقبل التكنولوجيا؟

ستتأثر السياسات التكنولوجية بنتائج الانتخابات الأميركية بشكل كبير بسبب اختلاف رؤى كل مرشح حول تنظيم الذكاء الاصطناعي وخصوصية البيانات ومكافحة الاحتكار.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا توفر «غاما» منصة ذكية لإنشاء العروض التقديمية بسرعة معتمدة على الذكاء الاصطناعي لتبسيط عملية التصميم (غاما)

كيف تسهّل منصة «غاما» العروض التقديمية عبر الذكاء الاصطناعي؟

يمكن الآن للمستخدمين تحويل أفكارهم إلى شرائح عرض احترافية وجاهزة في ثوانٍ، ودون عناء التنسيق اليدوي.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تستثمر «ساس» أكثر من مليار دولار في بحث وتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي مع التركيز على السعودية كسوق رئيسية لها في المنطقة (شاترستوك)

خاص «ساس»: دمج البيانات الحقيقية والاصطناعية سيقود التحول الرقمي في السعودية

في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تؤكد شركة «ساس» التزامها بدعم أهداف رؤية 2030 عبر استثمارات في البحث والتطوير لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (دبي)

أمسية ثقافية بمنزل السفير البريطاني في الرياض للاحتفال بإطلاق كتاب «حكايا عربي أنغلوفوني»

الكاتب السعودي فيصل عباس مع السفير البريطاني نيل كرومبتون خلال الأمسية الثقافية
الكاتب السعودي فيصل عباس مع السفير البريطاني نيل كرومبتون خلال الأمسية الثقافية
TT

أمسية ثقافية بمنزل السفير البريطاني في الرياض للاحتفال بإطلاق كتاب «حكايا عربي أنغلوفوني»

الكاتب السعودي فيصل عباس مع السفير البريطاني نيل كرومبتون خلال الأمسية الثقافية
الكاتب السعودي فيصل عباس مع السفير البريطاني نيل كرومبتون خلال الأمسية الثقافية

أقام السفير البريطاني في الرياض أمسية ثقافية في منزله بالحي الدبلوماسي للاحتفال بإطلاق كتاب «حكايا عربي أنغلوفوني» للكاتب السعودي ورئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز»، فيصل ج. عباس.

وألقى السفير نيل كرومبتون، خلال كلمته، الضوء على متانة العلاقات السعودية - البريطانية التي شهدت نمواً في السنوات الأخيرة، وقال: «أجد أنّ المودّة بين الشعبين مذهلة. فمنذ أن أطلقنا نظام الإعفاء من التأشيرة في يونيو (حزيران) عام 2022، تمّ استخدامه من قبل أكثر من 500 ألف سعودي بهدف زيارة لندن، ومن قبل 100 ألف شخص يحملون تأشيرة لمدة 10 سنوات أو حتى جواز سفر آخر».

وخلال الجلسة الحواريّة، سلّط كلّ من السفير البريطاني ورئيس تحرير «عرب نيوز» الضوء على أوجه التعاون الثقافي بين البلدين.

وأشار عبّاس إلى أنّه على الرغم من أنّ هذه الفعالية قد تبدو وكأنّها مجرّد نقاش حول كتابه، فإنّ قيمتها تزيد على ذلك بكثير. فعلى حدّ قوله، إنّها «حكاية مملكتين. مملكتان يجمعهما الكثير من القواسم المشتركة».

حضر السهرة الثقافية شخصيّات مؤثرة من المملكة المتحدة والسعودية، بمَن فيهم رئيس الاتحاد السعودي للكريكيت الأمير سعود بن مشعل، إلى جانب دبلوماسيين وصحافيين وأكاديميين بارزين، بالإضافة إلى مواطنين بريطانيين مقيمين في المملكة.