رئيس أركان الجيش الباكستاني: لا تراجع أمام المتطرفين

رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (القوات المسلحة الباكستانية)
رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (القوات المسلحة الباكستانية)
TT

رئيس أركان الجيش الباكستاني: لا تراجع أمام المتطرفين

رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (القوات المسلحة الباكستانية)
رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير (القوات المسلحة الباكستانية)

أعلن رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، أنه لا توجد أدنى مساحة على الإطلاق أمام الإرهابيين ومن يديرونهم، أو المخربين الساعين لتقويض السلام الذي ناضلت باكستان لإرسائه، مؤكداً أن باكستان لن تتراجع عن أي تضحية لازمة لإقرار السلام، وتأمين وحماية الأجيال القادمة، حسبما قال في أثناء كلمة ألقاها أمام حشد من الطلاب العسكريين. وأوضح أن المؤسسة العسكرية الباكستانية ستبقي تركيزها منصباً على قتال الإرهاب والجماعات المسلحة بالبلاد، ولن تتوانى عن مهمتها.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشارك فيه باكستان، عبر قواتها المسلحة، في حملة كاملة للقضاء على الإرهابيين والمسلحين في الجزء الشمالي الغربي من البلاد. وخلال أبريل (نيسان)، شنت قوات عسكرية باكستانية عشرات الغارات ضد مخابئ إرهابية بالمناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان. وقال مسؤول عسكري: «اعتقلنا عشرات من المسلحين، وقُتل في هذه العمليات بعض أكثر الإرهابيين المطلوبين لدى سلطات العدالة. كما جرى اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وجرى تدمير مخابئ».
من ناحيته، كثف الجيش جهوده لطرد الإرهابيين من المنطقة، بعد قرار القادة المدنيين والعسكريين بوقف جميع صور المفاوضات مع جماعات «طالبان» باكستان، واستخدام القوة ضد المسلحين على نطاق واسع.
من جهته، أعرب قائد الجيش الباكستاني، الجنرال عاصم منير، عن اعتقاده بأن سياسة التفاوض مع المسلحين مكَّنتهم من تعزيز موقفهم في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، مشدداً على أنه الآن سيجري التعامل معهم بيد من حديد. وفي ظل الخطاب الأخير لقائد الجيش، أصبحت سياسة الجيش الباكستاني تجاه التعامل مع «طالبان باكستان» واضحة. ويرى خبراء أنه كانت هناك فرصة كبيرة لملاحقة الجيش العناصر المسلحة بكامل قوته. ويعتقد مسؤولون عسكريون باكستانيون بأن مسلحين باكستانيين يختبئون داخل أفغانستان، ويشنون هجمات عبر الحدود من معاقلهم بالمناطق الحدودية الأفغانية. وتسبب هذا في تعقيد الوضع أمام قوات الأمن الباكستانية.
وأوضح الجنرال منير في خطابه أن ثمة ارتباطاً بين السلام في أفغانستان وأمن باكستان.
بوجه عام، يحظى الجيش الباكستاني بعلاقات ممتازة مع جماعة «طالبان» الأفغانية؛ لكنه أخفق حتى الآن في إقناع «طالبان» الأفغانية بإجبار الجماعات المسلحة الباكستانية، المختبئة في البلدات والمدن الحدودية الأفغانية، على وقف الهجمات داخل أراضٍ باكستانية.
من جانبها، تقدمت الحكومة الباكستانية بطلب رسمي لـ«طالبان» الأفغانية باتخاذ إجراءات ضد الجماعات المسلحة الباكستانية. في المقابل، اقترحت «طالبان» الأفغانية على الحكومة الباكستانية عقد محادثات مع جماعة «طالبان باكستان». ويبدو أن الوضع الآن وصل إلى طريق مسدودة، مع استبعاد الجنرال عاصم عقد أي نوع من المحادثات مع الجماعات المسلحة.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.