تنتهي ليل الأحد هدنة الثلاثة أيام المتفق عليها بين الجيش وقوات الدعم السريع لوقف القتال في السودان على وقع تواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في العاصمة الخرطوم.
وأفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية بوقوع اشتباكات بالقرب من مقر الجيش في الخرطوم، وتعرض مدينة أم درمان غرب العاصمة لقصف جوي.
ومن جنوب الخرطوم، قال شاهد عيان، «هناك قتال عنيف للغاية وإطلاق نار كثيف في الشارع كل بضع دقائق منذ الصباح الباكر».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1652598672817889282
ومع دخول المعارك أسبوعها الثالث، لا تزال العائلات في العاصمة البالغ عدد سكانها حوالي خمسة ملايين نسمة، وضواحيها تعاني نقص الغذاء والمياه والكهرباء والسيولة النقدية ويقبع الكثيرون منهم في المنازل. بينما نزح عشرات آلاف الأشخاص في الداخل أو إلى البلدان المجاورة، فيما تنظم عدة دول أجنبية وعربية عمليات إجلاء واسعة.
ونفت الشرطة السودانية اليوم، ما تردد عن اندلاع حريق في البنك المركزي، مؤكدة أن البنك المركزي سليم وأن الحريق الذي تم تداوله هو حريق قديم لأحد افرع البنك.
وقال المكتب الصحافي للشرطة السودانية، في منشور أورده على صفحته بموقع «فيسبوك» اليوم، إن «قوات الاحتياطي المركزي هي فصيل يتبع للشرطة خرجت إلى الميدان أمس لتأمين الأسواق وممتلكات المواطنين التي تعرضت للنهب والسلب والتخريب».
وأضاف أن «من يقومون على قيادتها هم ضباط خريجو كلية علوم الشرطة والقانون»، نافيا ما تردد على وسائل التواصل الاجتماعي أن القوة التي خرجت تتبع للأمن الشعبي .
تكثيف الجهود
ودعت القوى الدولية والإقليمية إلى وضع حد للعنف المتصاعد بين القائدين العسكريين، لكنهما رفضا المحادثات المباشرة وتبادلا الاتهامات عبر وسائل الإعلام.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على دعم وساطة بقيادة أفريقية. وكتب على موقع «تويتر»: «الأمم المتحدة تكثف جهودها لمساعدة الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في البلدان المجاورة». ووصف غوتيريش القتال في دارفور بـ«المروع». وأضاف: «المجتمع ينهار، ونرى القبائل تحاول الآن تسليح نفسها».
وذكرت الأمم المتحدة أن قرابة 75 ألف شخص نزحوا داخلياً خلال الأسبوع الأول من القتال بشكل رئيسي في ولايات الخرطوم والشمالية والنيل الأزرق وشمال كردفان وشمال وغرب وجنوب دارفور.
وفر أكثر من 30 ألف شخص إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى، حسب تقديرات الأمم المتحدة، التي حذرت من وصول عدد الفارين إلى 270 ألف شخص حال تواصل القتال.
دارفور
في غرب دارفور، قتل 96 شخصاً على الأقل منذ الاثنين الماضي في مدينة الجنينة، حسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي وصفت الوضع بأنه «خطير».
وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإضرام النيران، بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، حسب منظمة «أطباء بلا حدود»، التي اضطرت إلى «وقف كل أعمالها تقريباً في غرب دارفور» بسبب العنف، حسب ما قال نائب مدير المنظمة في السودان سيلفان بيرون.
وحذّر بيرون، في بيان، من أن منظمته «قلقة جداً من تأثير أعمال العنف على الذين سبق أن عانوا موجات من العنف».
وأشارت وزارة الصحة إلى «تسبب الصراع القبلي المسلح في تدمير لمستشفى الجنينة الرئيسي ولوزارة الصحة وإتلاف ما بها من ممتلكات وعربات وأجهزة».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1652601314281496576?s=20
وشهد إقليم دارفور حرباً دامية بدأت في عام 2003 بين نظام الرئيس السابق عمر البشير ومتمردين ينتمون إلى أقليات إثنية ما أسفر عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، وفق الأمم المتحدة.
ولجأ البشير في هذه الحرب إلى تشكيل ميليشيا «الجنجويد» بقيادة محمد حمدان دقلو، التي تطورت لاحقاً إلى قوات الدعم السريع، التي تم إنشاؤها رسمياً في عام 2013.
وغرق السودان في الفوضى منذ انفجر الصراع، في منتصف أبريل (نيسان)، على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ«حميدتي».
أوقعت الحرب ما لا يقل عن 528 قتيلاً و4599 جريحاً، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة (السبت)، لكن يرجح أن تكون الحصيلة أعلى من ذلك.
ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بانتهاك الهدنة التي تم تمديدها لمدة ثلاثة أيام بوساطة دولية، وتنتهي (الأحد) في منتصف الليل بالتوقيت المحلي.