أوكرانيا تضرب القرم مع اقتراب الهجوم المضاد

زيلينسكي يطالب بأسلحة للدفاع الجوي... وزعيم «فاغنر» يحذّر من ترك باخموت وانهيار الجبهات

قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن أكثر من 10 خزانات للمنتجات النفطية دُمرت في الحريق (إ.ب.أ)
قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن أكثر من 10 خزانات للمنتجات النفطية دُمرت في الحريق (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تضرب القرم مع اقتراب الهجوم المضاد

قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن أكثر من 10 خزانات للمنتجات النفطية دُمرت في الحريق (إ.ب.أ)
قالت المخابرات العسكرية الأوكرانية إن أكثر من 10 خزانات للمنتجات النفطية دُمرت في الحريق (إ.ب.أ)

تعرضت سيفاستوبول، مركز أسطول البحر الأسود الروسي في شبه جزيرة القرم، لهجوم بطائرات «مسيّرة» يُعتقد أنَّها أوكرانية، أمس السبت، وذلك غداة إعلان كييف أنَّ التحضير لهجومها المضاد الواسع النطاق «شارف على نهايته».
وأفاد أندريه يوسوف، المسؤول في المخابرات العسكرية الأوكرانية، بأن أكثر من عشرة خزانات للمنتجات النفطية في سيفاستوبول دُمرت في حريق، لكنه لم يعلن مسؤولية أوكرانيا عن الهجوم مكتفياً بوصفه بأنه «عقاب إلهي» بعد تعرض مدن أوكرانية عدة لضربات صاروخية روسية، الجمعة.
وقال سيرغي أكسيونوف، حاكم القرم الروسي، إن قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرتين مسيّرتين. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن الحاكم قوله إن «النيران اشتعلت في خزان وقود.. ربما تسبب هجوم بطائرة من دون طيار في ذلك».
ومن جانب آخر، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالحصول على مزيد من أسلحة الدفاع الجوي بعد مقتل 28 شخصاً في هجمات الجمعة، فيما رأت الاستخبارات البريطانية أن الهجمات الروسية تشير إلى استراتيجية جديدة، موضحة أن «الموجة اشتملت على صواريخ أقل من تلك التي استُخدمت في الشتاء، واستهدفت وحدات الاحتياط الأوكرانية وليس البنية التحتية».
وعلى صعيد جبهة باخموت في الدونباس، هدد يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة «فاغنر» الروسية للمرتزقة، أمس، بسحب قواته من المدينة بسبب المعدل المرتفع للقتلى والجرحى في القتال هناك، ونقص الإمدادات، محذراً من أن الانسحاب من باخموت يهدد بانهيار جبهات قتال أخرى، وقال: «لدينا كل يوم آلاف الجثث التي نضعها في توابيت، ونرسلها إلى الوطن»، مضيفاً أنَّه كتب إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يطلب منه إمدادات بأسرع وقت ممكن.
سيفاستوبول في القرم تتعرض لهجوم «مسيّرات أوكرانية»


مقالات ذات صلة

الغرب يعاقب بيونغ يانغ لدعمها موسكو في حرب أوكرانيا

الولايات المتحدة​ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ في 19 يونيو الماضي (أ.ب)

الغرب يعاقب بيونغ يانغ لدعمها موسكو في حرب أوكرانيا

استهدفت واشنطن وعواصم غربية النشاطات المالية لكل من كوريا الشمالية وروسيا بعقوبات جديدة هدفهما تعطيل تعاونهما العسكري ودعم بيونغ يانغ لحرب روسيا في أوكرانيا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ازدياد القلق من أيّ دعم سياسي أو عسكري أو اقتصادي قد تقدّمه روسيا لبرنامج التسلّح غير القانوني لكوريا الشمالية (إ.ب.أ)

أميركا ودول أوروبية تندد بتوطيد العلاقات العسكرية بين موسكو وبيونغ يانغ

حذّرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن الدعم «المباشر» الذي تقدّمه كوريا الشمالية لروسيا في أوكرانيا يشكّل «توسّعاً خطراً» للنزاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث خلال اجتماع موسع لمجلس وزارة الدفاع في موسكو الاثنين (أ.ب)

بوتين يحدد أولويات بلاده... مواصلة الحسم العسكري وتعزيز التحالفات في مواجهة أميركا

أوجز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، مجريات العام الحالي على خطوط المواجهة في أوكرانيا وعدّه «عاماً تاريخياً».

رائد جبر (موسكو)
أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أبطال يحاربون طواحين الهواء

أبطال يحاربون طواحين الهواء
TT

أبطال يحاربون طواحين الهواء

أبطال يحاربون طواحين الهواء

في مجموعته القصصية الجديدة «كل ما يجب أن تعرفه عن ش» يضع الكاتب والروائي المصري أحمد الفخراني أبطاله في مُواجهات ذهنية ونفسية تجعلهم يعيدون تأمل لحظات مشهدية من حياتهم، داعماً تأملاتهم بملامح فانتازية ضاعفت من تأثيرها الحكائي بصورة لا تخلو من سخريات نقدية وقدرية لاذعة.

صدرت المجموعة أخيراً عن دار «الشروق» في مصر، وفيها يؤسس الفخراني للعبة فنية مغوية، تبدأ من عتبة عنوان المجموعة الذي يستدعي أكثر من خاطر، بداية من نبرة الراوي الاستشرافية التي تشي بأنه يعرف الكثير عن «ش» بما تحتمله تلك النبرة من ملامح تشويق، أو تلميح وتحذير ضمني، وصولاً لهُوية هذا الـ«ش» الذي قام بتشفيره برمز أبجدي، ويظل الراوي العليم يستفيض عن هُويته الغامضة التي يعبر بين غرابتها وتناقضاتها وسلطتها، مستعيناً بأسلوب الحكي المُراوغ فيقول عنه: «هو ليس حقيقياً تماماً أو شخصاً افتراضياً تماماً»، ويقول أيضاً: «كما أن هناك سبباً آخر قد يحفزك للتعرف على (ش)، أنه هو نفسه سيكون مهتماً بالتعرف عليك»، فيمنح الكاتب لراويه العليم أقصى درجات العلم والإحاطة ببطله «ش» وتاريخه ودوافعه سواء المُعلنة منها أو السريّة.

شهوة الكلام

يقدم الفخراني بطله «ش» بأنه رجل في منتصف الأربعينيات، وهكذا الحال بالنسبة للعديد من أبطال قصص المجموعة الذين تجمعهم مظلة منتصف العمر، فيما يبدو أن هذا العمر ذريعة لاستنطاق حياتهم العادية الرتيبة، وتفجير الغضب الذي تراكم فيها ووجد تنفيسه في الأماكن الخطأ كما يصف لنا الراوي بطل قصة «ضي الماس» فيقول: «لا يشعر فرج بالحقد تجاه أحد، بل الخذلان فقط، خذلان عميق وغائر يثقب الروح، ويخلف غضباً تافهاً ومؤقتاً، يظهر دوماً في اللحظة غير المناسبة، يوجهه الشخص الخطأ ويكلفه ذلك كثيراً»، ويبدو أن رصيد الأخطاء المتراكمة لأبطال المجموعة يجعلهم بشكل لا إرادي في حالة انتظار إما لعقاب أو لمواساة من مجهول، حتى لو أتاهم بصورة وهمية محضة، فبطل هذه القصة يقوم ببناء علاقة مع حساب افتراضي لفتاة مجهولة يُخيّل إليه أنها «ملاكه الحارس»، ويشعر أن عالمه انقبض لحظة تبخّر حسابها.

من جهة أخرى، يحتفظ أبطال المجموعة بذكريات اللحظات الثورية في حياتهم، حتى يبدو مجموع حكاياتهم تكثيفاً لصوت جمعي عن الاحتجاج المطمور أسفل طبقات من المظاهر الزائفة، والسخرية من النفس، أو حتى منحها أسطورة شخصية يستعيضون بها عن سؤال واقعهم المُبهم، بل يسعون لتأريخ لحظاتهم الثورية ضد طبيعتهم الخاضِعة والتمرد عليها، فبطل قصة «حكاية الرجل الذي أصيب بشهوة الكلام» يسعى جاهداً لتوثيق تلك اللحظة التي تغيّر فيها كل شيء بعدما أصابته لوثة الكلام بعد صيام طويل عنه، فيبني سوراً شهيقاً يفصل بين حال حياته قبل وبعد الكلام، تلك اللحظة «الحالِمة» التي يجمع فيها أسرته الصغيرة مُعلناً تدشين عهد الكلام، فيبدأ في حديث لم ينقطع معهم عن أي شيء؛ عن المناخ والكتب وكرة القدم، فلا تنقطع شهوة الكلام لديه حتى بات يُمطر جيرانه وشركاء وسائل العمل ووسائل النقل بأحاديث لم تنقطع، معها تتبدّل حياته رأساً على عقب، ويصبح كلامه سبباً في نبذه من الجميع، فيترك الحبل على غاربِه وهو يتأرجح بين الخرس والكلام، وكأنها سيرة تاريخية لا تنقطع عن التمرد والإذعان.

الحي السويسري

أما بطل قصة «الحي السويسري» فيضع كل مُدخراته من أجل تملّك شقة في هذا الحي الذي يقع وسط القاهرة، فيُغريه اسمه الأوروبي البرّاق قبل أن يتحوّل إلى حي عشوائي يُحاصره القبح من كل صوب، فيما يظّل هو يحلم بسقوط الثلج على هذا الحي ليغطي كل قبحه بالبياض، فيبدو أسير هذا الحلم الوهمي البليد، بدلاً من التفكير في القضاء على عشوائية هذا الحي بعدما أنفق كل ما يمتلك في سبيل الانتماء إليه، ولا يبدو هذا البطل مأزوماً فقط في تقديراته، وإنما مسحوقاً داخل عجلة استهلاكية همّشت طبقته الاجتماعية فجعلته من زبائن «السجائر المُهربة الرخيصة» التي يشتريها من صاحب دُكان مُجاور، وتُصعّد القصة من توتر العلاقة بين البطل وصاحب الدُكان، في تراكم من المُفارقات العبثية والألعاب النفسية التي تجعل البطل خاضعاً للبائع الذي يتحوّل إلى رمز للسُلطة القمعية اليومية، فيما يظل هو يبحث عن سُلطة إنسانية أو اجتماعية أو معنوية، فلا يجد شيئاً يُذكر.

يبدو بطل تلك القصة نسخة من أبطال آخرين هائمين في فضاء المجموعة، وإن اختلفت سياقاتهم مع التيه والبحث عن تقدير، حتى إن الأغنيات العابرة باتت تجرح ندوباً تجاوز الزمن لهم بالتهميش والقهر والاستبدال، فبطل «معطف المعجزات» يفيض شاعرية بعدما يأتيه صوت عابِر لـ«وردة» من الكاسيت وهو في طريقه إلى عزاء، فيبدو وصفه لما يعتمل داخله من وقع صوتها وهي تغني «لولا الملامة يا هوى» أقرب ما يكون لاستبصار لما يعتمل داخله هو من انفعالات هادِرة يحاول تتبعها إلى أن يصل إلى ذلك الشيء المفقود: «تلك المشاعر تربكه ما إن يحاول أن يُمسك بتلابيبها، توجعه عاديتها وتفاهة الأسباب التي نشأت من أجلها، لكن ما إن يستمع إلى صاحبة هذا الصوت الشهواني المُنكسر كعزيز قوم ذل، المنطلق كملكة مخلوعة اكتشفت لتوها السعادة في العيش مُتحررة من المظاهر الزائفة؛ حتى تكتسب انفعالاته المعنى، الشيء الشاعري المفقود، فتستعيد ذاته شيئاً من الاحترام والتوازن».

أما قصة «الرجل الذي محا الشر»، فيواجه مشاعره الغاضبة بكتابة الرسائل إلى المتسببين في أذاه، فتتواطأ معه قوة سحرية هائلة من أجل «محو» هؤلاء «الأشرار»، بصورة تستعيد مشاهد الأبطال الخارقين وهم يحررون العالم وينتصرون للخير، فيبدو البطل غارِقاً في شعوره بالنشوة في معاركه الكونية ضد الشر؛ قبل أن ينقلب السِحر على الساحِر.