يشارك الفيلم المصري «جولة ميم المملة» في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة بمهرجان «قابس سينما فن» التونسي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 2 مايو (أيار) المقبل. والفيلم يتناول حياة أحد رموز القصة القصيرة زمن الستينات من القرن الماضي، وهو أديب الإسكندرية الراحل محمد حافظ رجب.
ويدور الفيلم التسجيلي، الذي كتبته وأخرجته هند بكر في منزل محمد حافظ رجب. وتحدثت هند بكر لـ«الشرق الأوسط» عن الفيلم، قائلة: «الفيلم ركز على زمن العزلة التي فرضها حافظ رجب على نفسه، لذا كان تفكيري أن نأتي بالعالم الخارجي إليه، وقمنا بتصوير لقطات خارجية، وجرى دمجها في نسيج الفيلم، وقام حافظ رجب بالتعليق عليها والتفاعل معها، بوصفها مشاهد من حياته وسيرته، وقد تحدث خلال الفيلم عن الأديب يحيي حقي، وصاحب نوبل نجيب محفوظ... وآخرين».
وأضافت: «هناك محوران يدور حولهما كل شيء في حياة حافظ رجب، وقمنا بالتركيز عليهما، وتناولهما حافظ رجب في حديثه، الأول يدور حول علاقته بوالده، وهي نقطة أساسية ومحورية في حياته، وأثرت في مسيرته، بدءاً من الفترة الأولى التي عاشها في الإسكندرية، ثم الفترة الثانية حينما انتقل إلى القاهرة، والمعارك التي عاشها في العاصمة مع بعض الكتّاب والنقاد الذين انتقدوا تجاربه القصصية، حتى عاد إلى الإسكندرية، واتخذ قراره بالعزلة، والابتعاد عن المشاركة في الحياة الثقافية».
وأكدت هند أن «ما جذبها لشخصية حافظ رجب يعود لسنوات سابقة، حينما شاركت في ندوة (أصيل) الثقافية التي أقيمت في النادي النوبي بالإسكندرية، وحضرها رموز الثقافة في عروس البحر المتوسط، وفي عام 1992 قررت الندوة أن تحتفل ببلوغ حافظ رجب الستين من عمره، وقتها قاموا بتخصيص لقاء نقدي ناقشوا خلاله أعماله».
وحينما صدرت الأعمال الكاملة له عام 2011، قررت هند بكر تنظيم حفل توقيع له، وقالت: «أقنعناه بالحضور رغم عزلته التي فرضها على نفسه، وبعد انتهاء المناقشة طلبنا منه الحديث، وبعد إلحاح تحدث بكلمات مقتضبة ثم انصرف، ووقتها زاد الفضول لديّ لدراسة شخصيته، ورحت أبحث في سيرته وإبداعاته وعزلته، وقررت عمل الفيلم»، مضيفة أن «الفيلم استغرق تصويره أكثر من 6 سنوات، وقد كتبته وقمت بإخراجه».
وُلد محمد حافظ رجب في الإسكندرية عام 1935، وأقام بالقاهرة فترة، عمل خلالها بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، ثم عاد للإسكندرية عام 1962. له 8 مجموعات قصصية من بينها: «غرباء»، و«الكرة ورأس الرجل»، و«مخلوقات براد الشاي المغلي»، و«طارق ليل الظلمات»، و«عشق كوب عصير الجوافة». ووصفته دائرة المعارف البريطانية عام 1978 بأنه «رائد التجديد في القصة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين». وقرر وهو في قمة شهرته أن يعتزل الكتابة والناس ويعيش داخل منزله المتواضع لأكثر من 30 سنة حتى توفي في فبراير (شباط) عام 2021.
«جولة ميم المملة» المصري يشارك في مهرجان «قابس» للأفلام الطويلة
الفيلم يتناول حياة أديب الإسكندرية محمد حافظ رجب
«جولة ميم المملة» المصري يشارك في مهرجان «قابس» للأفلام الطويلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة