أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أمس، ببلدية أكزناية (محافظة طنجة - أصلية)، على تدشين المركز الاستشفائي الجامعي «محمد السادس»، وهو قطب طبي للتميز سيمكّن بفضل كليته للطب والصيدلة من هيكلة عرض العلاجات على صعيد جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، وجلب كفاءات طبية جديدة، وتوفير تكوين متطور لفائدة الأجيال الجديدة من المهنيين.
ويعكس هذا المركز الاستشفائي الجامعي العناية الموصولة التي يحيط بها العاهل المغربي القطاع الصحي، لا سيما من خلال تطوير البنى التحتية الاستشفائية، وتعزيز وتحسين جودة الخدمات الصحية الأساسية وتقريبها من المواطنين. كما يشهد إنجازه على الدور المركزي الذي يوليه الملك محمد السادس لتنمية قدرات الموارد البشرية في هذا القطاع الحيوي، وعزمه على تمكينهم من تكوين ذي جودة، يساير التطور العلمي والتكنولوجي المسجّل في مجال العلاجات والوقاية والحكامة الصحية، وذلك طبقاً للمعايير الدولية. وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمركز الاستشفائي الجامعي لطنجة 797 سريراً، ورُصدت له استثمارات تفوق قيمتها 2.4 مليار درهم (240 مليون دولار)، ممولة من ميزانية الدولة والصندوق القطري للتنمية.
وتتميز هذه البنية الاستشفائية من الجيل الجديد بطابعها العصري، من خلال هندستها وجودة العلاجات، التي تقدمها، وإدماجها لتكنولوجيات متطورة، واحترامها مبادئ الحفاظ على البيئة والاستدامة، من خلال منظومة الألواح الكهربائية الشمسية، ومحطة معالجة المياه العادمة للمختبرات، ومحطة معالجة النفايات الطبية الصلبة. وسيؤمّن المركز الاستشفائي الجامعي «محمد السادس»، الذي يعتبر مؤسسة عمومية لتقديم العلاجات والخدمات من المستوى الثالث، مهام العلاج والتكوين والبحث العلمي والابتكار والتطوير، والصحة العمومية. ويشتمل على مستشفى التخصصات (586 سريراً)، الذي يتكون بدوره من قطب طبي وجراحي، ومصلحة طب الجهاز التنفسي، ومصلحة لأمراض الدم، ومصلحة لطب الغدد الصماء، ولطب القلب، وأخرى للأنف والأذن والحنجرة، ولطب الأعصاب، وطب وغسل الكلى، وطب العيون، والطب النووي، إلى جانب قطب طب المستعجلات والإنعاش، المزود بمصلحة المستعجلات للبالغين، ووحدة العلاجات المركزة لمرضى القلب، وذلك لتتبع الحالات المصابة باحتشاء القلب وعدم انتظام ضربات القلب أو الانسداد الرئوي، ومصلحة الجراحة التقويمية وعلاج الحروق الكبرى.
كما يحتوي على وحدات لمعالجة اضطرابات النوم، وزراعة النخاع العظمي ومعالجة السمنة، وإعادة تأهيل مرضى قصور القلب. كما يشتمل هذا المركز الاستشفائي على «مستشفى الأم والطفل» (211 سريراً)، يضم قطباً طبياً جراحياً، وقطب «طب المستعجلات والإنعاش»، ومصلحة طب الأطفال، ووحدة المساعدة الطبية على الإنجاب. إضافة إلى مصلحة للمساعدة الطبية الاستعجالية، ومصلحة للتصوير الطبي، ومختبرات لعلم الأحياء الدقيقة، والجراثيم، والكيمياء الحيوية، وعلم الدم، والتشريح المرضي والخلوي، والوراثة البشرية والوراثة الخلوية، والطباعة ثلاثية الأبعاد ومعدات طبية. كما يتضمن المركز الاستشفائي الجامعي الجديد أيضاً متحفاً لحفظ الذاكرة، يزخر بباقة من الصور والمؤلفات والأدوات العلمية، التي تكشف للزائر عن التطور التاريخي للبنى التحتية الاستشفائية على مستوى جهة طنجة - تطوان - الحسيمة... ومنظومة معلوماتية مندمجة متمحورة حول الملف الطبي الواحد، الذي يجمع ويشارك البيانات الإدارية والطبية للمريض، وكذا ملف العلاجات الخاصة به.
وتشكّل هذه الآلية المتوفرة بمؤسسات الرعاية الطبية الأساسية، وكذا بالمؤسسات الاستشفائية، رافعة لإصلاح المنظومة الصحية المغربية، حيث تسمح لمهنيي الصحة بالولوج في أي وقت للبيانات الطبية للمريض باستعمال بطاقة، أو سوار إلكتروني يتم تسليمه للمريض، وذلك بهدف تسريع التكفل الطبي وتحسين النجاعة. كما ينسجم المركز الاستشفائي الجامعي «محمد السادس» مع أهداف برنامج «طنجة الكبرى» الذي يولي مكانة متميزة لتطوير العرض الصحي، ويأتي ليُضاف إلى مختلف المشروعات التنموية التي أطلقها الملك محمد السادس على مستوى جهة طنجة - تطوان - الحسيمة؛ بهدف تعزيز إشعاعها وجاذبيتها الدوليين.
العاهل المغربي يدشن مشروعاً صحياً ضخماً في طنجة
تجاوزت تكلفته 240 مليون دولار بهدف تقريب الخدمات الطبية الأساسية من المواطنين
العاهل المغربي يدشن مشروعاً صحياً ضخماً في طنجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة