طهران تعلن دعمها أي اتفاق بين اللبنانيين لانتخاب رئيس

عبداللهيان في بيروت من دون مبادرة... وتأكيد أهمية الاتفاق السعودي ـ الإيراني

بري مستقبلاً عبداللهيان في بيروت أمس (أ.ف.ب)
بري مستقبلاً عبداللهيان في بيروت أمس (أ.ف.ب)
TT

طهران تعلن دعمها أي اتفاق بين اللبنانيين لانتخاب رئيس

بري مستقبلاً عبداللهيان في بيروت أمس (أ.ف.ب)
بري مستقبلاً عبداللهيان في بيروت أمس (أ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على دعم بلاده أي اتفاق يحصل بين الجهات اللبنانية بشأن الانتخابات الرئاسية، فيما أمل نظيره اللبناني عبد الله بو حبيب أن يأتي الاتفاق السعودي - الإيراني بـ«الخير على بلدنا».
وعقد عبداللهيان أمس (الخميس) لقاءاته مع رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وكذلك مع بو حبيب، وبحث معهم الوضع الراهن في لبنان والمنطقة والعلاقات اللبنانية - الإيرانية. وأخذ الاتفاق الإيراني - السعودي وأهميته حيزاً كبيراً من لقاءات عبداللهيان، الذي وصل مساء الأربعاء إلى بيروت، على أن يختتم زيارته لها اليوم (الجمعة) بمؤتمر صحافي في مقر السفارة الإيرانية.
وقالت مصادر مطلعة على لقاءات عبداللهيان في بيروت لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يحمل مبادرة أو طرحاً معيناً حيال الانتخابات الرئاسية، مشيرة في الوقت عينه إلى أن موقفه بشأن الاستحقاق لا يختلف عن موقف حلفاء إيران في لبنان وهو لم يتبدّل، نافية المعلومات التي أشارت إلى أن زيارته تهدف إلى حث حلفائه على التراجع عن دعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية. وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق الإيراني - السعودي كانت له مساحة كبيرة في اللقاءات وانعكاسه على المنطقة ولبنان، إضافة إلى استعداد بلاده للمساعدة في قطاع الكهرباء والطاقة.
وفيما لم يدل عبداللهيان بتصريح بعد لقائه ميقاتي وبري، قال بعد اجتماعه مع بو حبيب: «تشاورنا معاً في القضايا الثنائية والمواضيع الداخلية اللبنانية والقضايا الإقليمية والدولية الهامة». وأكد أن بلاده «تشجع جميع الجهات في لبنان على استكمال العملية السياسية وتسريع العملية الانتخابية في هذه الدولة المهمة في المنطقة». ورأى أن «المسؤولين في لبنان وكل الأحزاب السياسية والجهات في هذا البلد لهم القدرة والكفاية اللازمة على التوصل إلى اتفاق وإجماع بشأن انتخاب رئيس للجمهورية، وسندعم أي انتخاب وأي اتفاق يحصل بين جميع الجهات في لبنان، وندعو الأطراف الأجنبية كافة لدعم هذا الانتخاب من دون أي تدخل في الشأن الداخلي».
وأضاف: «أجرينا مباحثات حول التعاون الشامل بين إيران ولبنان وأكدنا الاستعداد التام للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتعزيز العلاقات في المجالات كافة، لا سيما الاقتصادية والتجارية والسياسية والعلمية. كما تطرق البحث إلى الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية وآخر التطورات في فلسطين المحتلة، وكذلك بشأن أوكرانيا وأفغانستان والسودان وليبيا».
من جهته، لفت الوزير بو حبيب إلى أن عبداللهيان أطلعه على «تفاصيل الاتفاق السعودي - الإيراني في بكين»، وتمنى أن «يأتي الخير منه إلى بلدنا». وأضاف: «أنا متفائل بأن كل اتفاق بين دول الجوار هو جيد للبنان. ونتائج الاتفاق السعودي الإيراني لا تنحصر على فتح السفارات فحسب، وإنما أيضاً لها انعكاسات في اليمن ولبنان وعلى القضية الفلسطينية، ونتمنى أن تكون إيجابية»، وشدد على أن هذا الاتفاق «مهم للسلام في المنطقة».
ولفت وزير الخارجية اللبناني إلى أن الوزير عبداللهيان عرض المساعدة في قطاع الكهرباء وتقديم هبة نفط، وهو ما أبلغه لرئيس الحكومة، بحسب بو حبيب، الذي قال إنه سينقل هذا العرض إلى المسؤولين المعنيين من الزملاء في الحكومة.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

والدة أوستن تايس في دمشق على أمل العثور على ابنها

والدة أوستن تايس في دمشق السبت (رويترز)
والدة أوستن تايس في دمشق السبت (رويترز)
TT

والدة أوستن تايس في دمشق على أمل العثور على ابنها

والدة أوستن تايس في دمشق السبت (رويترز)
والدة أوستن تايس في دمشق السبت (رويترز)

وصلت والدة الصحافي الأميركي أوستن تايس، الذي تم اختطافه أثناء رحلة صحافية إلى سوريا في أغسطس (آب) 2012، إلى دمشق السبت لتعزيز جهود البحث عن ابنها، وقالت إنها تأمل أن تتمكن من العودة به إلى وطنها، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز».

كان تايس، الذي عمل صحافياً مستقلاً لصالح صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «مكلاتشي»، من أوائل الصحافيين الأميركيين الذين دخلوا سوريا بعد اندلاع الحرب الأهلية.

ووصلت والدته، ديبرا تايس، إلى العاصمة السورية من لبنان برفقة نزار زكا، رئيس منظمة «مساعدة الرهائن حول العالم»، وهي منظمة تعمل على البحث عن أوستن وتعتقد أنه لا يزال في سوريا.

ديبرا تايس أمام صورة لابنها الصحافي أوستن تايس الذي اختطف أثناء تغطيته الأحداث في سوريا عام 2012 (رويترز)

وقالت ديبرا تايس لوكالة «رويترز» في العاصمة السورية: «سيكون من الرائع أن أحتضن أوستن وأنا هنا. سيكون ذلك الأفضل». وكانت قد زارت دمشق آخر مرة في عام 2015 للقاء السلطات السورية بشأن ابنها، قبل أن يتوقفوا عن منحها تأشيرات.

وأتاح إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) على يد المتمردين السوريين لها فرصة الزيارة مرة أخرى من منزلها في تكساس.

وأضافت: «أشعر بقوة أن أوستن هنا، وأعتقد أنه يعلم أنني هنا... أنا هنا».

تأمل ديبرا تايس ونزار زكا في لقاء السلطات السورية الجديدة، بمَن فيهم رئيس الإدارة الجديدة أحمد الشراع، للحصول على معلومات حول أوستن. كما يأملون أن يتبنى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي سيتم تنصيبه يوم الاثنين، هذه القضية.

أوستن تايس (صحافيون بلا حدود)

ابنها، الذي يبلغ الآن 43 عاماً، تم أسره في أغسطس 2012 أثناء سفره عبر ضاحية داريا في دمشق. ذكرت وكالة «رويترز» لأول مرة في ديسمبر أن تايس، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية، تمكن في عام 2013 من الفرار من زنزانته وشوهد وهو ينتقل بين المنازل في شوارع حي المزة الراقي في دمشق. وأعيد القبض عليه بعد هروبه بفترة قصيرة، على الأرجح من قبل قوات تتبع مباشرة لنظام الأسد، وفقاً لما قاله مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون.

زارت ديبرا تايس سوريا في عامي 2012 و2015 للقاء السلطات السورية، التي لم تؤكد قط أن تايس كان في عهدتها، بحسب تصريحاتها وتصريحات نزار زكا.

ديبرا تايس تتحدث عقب وصولها إلى العاصمة السورية السبت (رويترز)

وانتقدت ديبرا إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، قائلة إنهم لم يتفاوضوا بشكل كافٍ لإطلاق سراح ابنها، حتى في الأشهر الأخيرة. ونقلت «رويترز» عنها قولها: «شعرنا بالتأكيد أن الرئيس بايدن كان في وضع جيد جداً ليبذل كل ما يمكنه لإعادة أوستن إلى الوطن، أليس كذلك؟ أعني، هذا كان في نهاية مسيرته. كان يمكن أن يكون أمراً رائعاً بالنسبة له. لذا كان لدينا توقع. لقد عفا عن ابنه، أليس كذلك؟ أين ابني إذن؟».

وأشارت ديبرا تايس إلى أن «عقلها كان يدور» وهي تقود سيارتها عبر الحدود اللبنانية إلى سوريا، وأجهشت بالبكاء وهي تتحدث عن عشرات الآلاف الذين لديهم أحباء محتجزون في نظام السجون سيئ السمعة في عهد الأسد، والذين لا يزال مصيرهم مجهولاً. وقالت: «لدي الكثير من القواسم المشتركة مع العديد من الأمهات والعائلات السورية، وفقط التفكير في كيف يؤثر هذا عليهم - هل لديهم نفس الأمل الذي أملكه، بأنهم سيفتحون الباب ويرون أحباءهم؟».