قراصنة يخترقون حساب نتنياهو على «فيسبوك»

«الشاباك» فتح تحقيقاً وسط استمرار الحرب السيبرانية

«أنونيموس سودان» هاجمت مواقع إسرائيلية انتقاماً للفلسطينيين (رويترز)
«أنونيموس سودان» هاجمت مواقع إسرائيلية انتقاماً للفلسطينيين (رويترز)
TT

قراصنة يخترقون حساب نتنياهو على «فيسبوك»

«أنونيموس سودان» هاجمت مواقع إسرائيلية انتقاماً للفلسطينيين (رويترز)
«أنونيموس سودان» هاجمت مواقع إسرائيلية انتقاماً للفلسطينيين (رويترز)

كشفت مصادر أمنية في تل أبيب، أمس (الخميس)، أن الحساب الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كان هو أيضاً ضمن المواقع التي تعرضت للاختراق في الأيام الأخيرة، وأن جهاز المخابرات العامة (الشاباك) باشر التحقيق في الموضوع، بالتعاون مع شركة «فيسبوك»، التي فتحت هي أيضاً تحقيقاً خاصاً بها.
وقالت هذه المصادر إنه تبين أن الهجوم الذي نفذته مجموعة من القراصنة الذين يعملون تحت اسم «أنونيموس سودان»، واستمر ثلاثة أيام؛ من الاثنين وحتى الأربعاء، تمكن من إحداث خلل أكبر مما أُعلن حتى الآن، فأصاب مواقع إلكترونية إسرائيلية حساسة، بينها مواقع الموساد (المخابرات الخارجية) و«شركة موانئ إسرائيل» وميناءي حيفا وأسدود وموقع «هيئة البث الإسرائيلية»، إضافة إلى مصارف وشركات اتصالات وهيئات حكومية، وبلغ حد اختراق صفحة نتنياهو و«شبكة الكليات التعليمية (عتيد)» وغيرها، وتسبب في تعطيلها.
وكشفت المصادر أن مخترقي حساب نتنياهو بثوا محتوى باللغتين العربية (مسموعة) والفارسية، ونشروا مقطع فيديو سُمعت فيه مقتطفات من الأدعية باللغة العربية. وتم تحميل الفيديو، الذي تظهر فيه صورة مسجد ويُسمع صوت المؤذن، من خلال ميزة تتعاون فيها صفحة «فيسبوك» مع صفحة أخرى، لكن لم يسيطر المتسللون على صفحة نتنياهو مطلقاً. وتمكن جهاز الأمن المشرف على الصفحة من إزالة هذا المحتوى منه «بعد دقائق» من تعرضه للاختراق.
أما الهجوم على شبكة «عتيد»، فقد نفذته مجموعة الهاكرز «Sharpboys»، التي نشرت ملفاً يحتوي على 200 ألف سجل، تتضمن أسماء وبطاقات الهوية، والعناوين لطلاب الكليات والمحاضرين، ونشرت أيضاً «وثائق شخصية» أخرى لمسؤولين في المعاهد التابعة للشبكة. وقالت مجموعة «عتيد»، في بيان لها، أمس (الخميس): «حاولت عناصر من دول معادية تنفيذ هجمات استراتيجية على موقع شبكتنا، وهي من المؤسسات التعليمية الرائدة في إسرائيل، وقد تصدينا للمحاولة، وبقدر ما نعلم؛ تم تسريب القليل من المعلومات». وأضافت: «نحن على اتصال مستمر بالنظام السيبراني الوطني، وسوف نتصرف وفق التعليمات الأمنية التي تصدرها».
يُذكر أن «أنونيموس سودان» كانت قد أكدت أن هذه الهجمات «تأتي رداً على الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وذلك عشية الاحتفالات الإسرائيلية بما يُسمى (يوم الاستقلال)، وهو يوم ذكرى الإعلان عن تأسيس الدولة على الأرض العربية عام 1948».
ورغم أن هذه الهجمات لا تحظى بتغطية واسعة في الإعلام الإسرائيلي، فإنه في أوساط الخبراء يوجد قلق شديد منها، فيشيرون إلى أن إسرائيل لم تتعرض في أي وقت سابق لهجمة بهذا الحجم الضخم. ومع أنهم يؤكدون أن هجمات قراصنة الإنترنت «أنونيموس سودان» لم تتمكن من سرقة معطيات أو التأثير على المضامين، فإنها أظهرت قدرات جديدة في الوصول إلى عناوين كثيرة ومواقع حساسة لا يُستهان بها، خصوصاً موقع «الموساد» وموقع رئيس الوزراء.
وأكدت أن الأمر يحتاج إلى جهود خاصة في هيئة المكافحة السيبرانية بالحكومة، لمجابهة هجمات مستقبلية. واعتبرها مسؤولون بمثابة «تدريبات حربية، لنا ولخصومنا وأعدائنا. هم يجربوننا ونحن نستكشف مقدار قوتهم وكيف يستخدمون هذه القدرات في ظروف الحرب».


مقالات ذات صلة

تقرير: قراصنة صينيون تنصتوا على هاتف محامي ترمب

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يقف إلى جانب محاميه تود بلانش في محكمة مانهاتن الجنائية (أ.ب)

تقرير: قراصنة صينيون تنصتوا على هاتف محامي ترمب

أبلغ مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أحد كبار محامي الرئيس المنتخب دونالد ترمب أن هاتفه الجوال كان تحت مراقبة قراصنة صينيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ أنباء عن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية (رويترز)

صحيفة: متسللون صينيون رصدوا تسجيلات صوتية لمستشار في حملة ترمب

ذكرت صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأحد، أن متسللين إلكترونيين تابعين للحكومة الصينية رصدوا تسجيلات صوتية لاتصالات هاتفية لشخصيات سياسية أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة تعبيرية تظهر شخصاً جالساً أمام جهاز كمبيوتر وخلفه مزج بين علمي إيران والولايات المتحدة (رويترز)

قراصنة «روبرت» الإيرانيون يبيعون رسائل مسروقة من حملة ترمب

نجحت مجموعة قرصنة إيرانية، متهمة باعتراض رسائل البريد الإلكتروني لحملة المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، أخيراً في نشر المواد التي سرقتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ رسم يُظهر العلمين الأميركي والصيني من خلال زجاج مكسور (صورة توضيحية - رويترز)

تقارير: قرصنة صينية لأنظمة تنصت أميركية

أفادت صحيفة أميركية بأن قراصنة إلكترونيين من الصين تمكّنوا من الوصول إلى شبكات مقدمي خدمات النطاق العريض في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب برفقة أنصاره في شانكسفيل في بنسلفانيا (أ.ب)

واشنطن لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران

تستعد السلطات الفيدرالية لتوجيه اتهامات جنائية ضد قراصنة سيبرانيين مرتبطين بإيران سعوا إلى اختراق حملة الرئيس السابق دونالد ترمب والتأثير في انتخابات الرئاسة.

علي بردى (واشنطن)

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.