من المفترض أن يعرف الجميع مدى أهمية الماء للترطيب والهضم ووظائف الجسم الأخرى. لكن ما لا يدركه الكثير من الناس هو أن جودة المياه لدينا يمكن أن يكون لها تأثير على صحة شعرنا، خاصة فيما يتعلق بالصلع.
والصلع حالة منتشرة تصيب ملايين الأشخاص حول العالم. حيث ان العوامل الوراثية والتغيرات الهرمونية والأدوية ونقص التغذية كلها أسباب محتملة له.
وتشير الأبحاث التي أجرتها «المجلة الدولية لعلم الشعر» إلى أن جودة المياه قد تلعب أيضًا دورًا في تساقط الشعر، وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
كيف يمكن أن تؤدي جودة الماء إلى تدهور صحة شعرك؟
أحد الجوانب الرئيسية لجودة المياه التي يمكن أن تؤثر على صحة الشعر هو محتواها من المعادن؛ فالمعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد موجودة بشكل طبيعي في الماء، وهي ضرورية لصحتنا ورفاهيتنا. ومع ذلك، عند وجودها بكميات زائدة يمكن أن تكون لها آثار ضارة على شعرنا.
ووفقًا للدكتور شوبا سابرامانيان آتوليكار استشاري الطب الباطني بمستشفى «Fortis Hospital Mulund» فإن «المعادن الموجودة في الماء العسر مثل الكالسيوم والمغنيسيوم تنتج طلاءً على الشعر وفروة الرأس، ما يجعل من الصعب اختراق الرطوبة، فيجعلها جافة وبلا حياة. حيث تعمل هذه المعادن أيضًا على سد بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى تقليل إنتاج الزهم المرطب، فيتسبب بفروة الرأس الملتهبة والحكة والقشارية. كل هذا يساهم في تساقط الشعر. كما يمكن أن يؤدي تراكم المعادن إلى انسداد بصيلات الشعر، ما يعوق نمو الشعر ويؤدي إلى ترققه وبالتالي الصلع».
ويضيف شوبا «يمكن أن تكون لمستويات الحديد الزائدة في الماء والمعروفة باسم ماء الحديد، تأثيرات ضارة على الشعر. إذ يمكن أن تسبب مياه الحديد ضغطًا مؤكسدًا على فروة الرأس، ما يؤدي إلى التهاب وتلف بصيلات الشعر. وأيضا يمكن أن يؤدي هذا إلى ضعف جذور الشعر وتقليل نموه وفي النهاية تساقطه».
هل يمكن أن يؤثر الماء على محتوى الرقم الهيدروجيني لفروة رأسك؟
يمكن أن تؤثر جودة الماء أيضًا على مستوى الأس الهيدروجيني لفروة الرأس. حيث يقيس مقياس الأس الهيدروجيني الحموضة أو القلوية لمادة ما، ولفروة رأسنا نطاق الأس الهيدروجيني الطبيعي الذي يعتبر مثاليًا لنمو الشعر الصحي. لكن مع ذلك، عندما تتعطل درجة حموضة فروة الرأس يمكن أن يؤثر على بصيلات الشعر ويؤدي إلى تساقطه. كما يمكن للمياه شديدة الحموضة التي تحتوي على درجة حموضة منخفضة أن تجعل فروة الرأس حمضية للغاية. وأيضا يمكن أن يتسبب ذلك بتهيج فروة الرأس والتهابها وتلف بصيلات الشعر ما يؤدي إلى الصلع.
من ناحية أخرى، قد تؤدي المياه شديدة القلوية، والتي تحتوي على درجة حموضة عالية، إلى تعطيل توازن الأس الهيدروجيني الطبيعي لفروة الرأس، ما يجعلها شديدة القلوية. ويمكن أن يؤدي ذلك أيضًا إلى إضعاف بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى تساقطه.
وعلاوة على ذلك، فإن وجود الملوثات في الماء مثل الكلور، يمكن أن يضر بصحة الشعر. إذ يشيع استخدام الكلور كمطهر في عمليات معالجة المياه، ولكنه يمكن أن يجرد الشعر وفروة الرأس من زيوتهما الطبيعية، ما يسبب الجفاف والتلف. وأيضا يمكن أن يؤدي التعرض المطول للماء المضاف إليه الكلور إلى جعل الشعر هشًا، ما يجعله أكثر عرضة للتكسر والتساقط.
محلول لحماية شعرك من الماء العسر
يقول الدكتور سوبرامانيان عن الترطيب إن الماء يؤدي دور ممسحة صحية للشعر ويمنع تساقطه؛ لذلك، لحماية شعرك من الآثار السلبية المحتملة لجودة المياه، استشر طبيب الأمراض الجلدية الخاص بك وفكر في الاستثمار بمنعمات المياه أو الفلاتر التي يمكن أن تزيل المعادن الزائدة أو الملوثات من إمدادات المياه الخاصة بك.
يمكن أن يساعد استخدام الشامبو والبلسم المتوازنة درجة الحموضة في الحفاظ على الرقم الهيدروجيني الأمثل لفروة رأسك. كما يمكن أن يكون التأكد من استخدامك للمياه عالية الجودة لغسل شعرك خطوة استباقية.