آمال يمنية في تسارع خطوات إحلال السلام وإنهاء كابوس الانقلاب

رغم المخاوف من مراوغة الميليشيات و«انتهازية» إيران

السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر يصافح القيادي الحوثي مهدي المشاط في صنعاء قبل 3 أسابيع (رويترز)
السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر يصافح القيادي الحوثي مهدي المشاط في صنعاء قبل 3 أسابيع (رويترز)
TT

آمال يمنية في تسارع خطوات إحلال السلام وإنهاء كابوس الانقلاب

السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر يصافح القيادي الحوثي مهدي المشاط في صنعاء قبل 3 أسابيع (رويترز)
السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر يصافح القيادي الحوثي مهدي المشاط في صنعاء قبل 3 أسابيع (رويترز)

رغم المخاوف من مراوغة الجماعة الحوثية و«انتهازية» النظام الإيراني المعهودة، يأمل سياسيون يمنيون أن تشهد الأيام المقبلة وتيرة متسارعة لإنجاز خريطة عملية تقود في النهاية إلى إحلال السلام وإنهاء الانقلاب الذي بدأ في أواخر العام 2014.
الآمال اليمنية عزّزتها التطورات الإقليمية الأخيرة، وفي مقدمتها الاتفاق على إنهاء القطيعة بين السعودية وإيران، وذلك على افتراض أن طهران ستلعب دوراً ضاغطاً على الجماعة الحوثية للقبول بسلام عادل، وفق ما هو مقترح من الوسطاء السعوديين والعمانيين.
وكان أكبر تطور في هذا المسار هو ما شهدته العاصمة اليمنية صنعاء خلال الشهر الحالي من نقاشات جادة ومكثفة مع قادة الجماعة الحوثية، أجراها وفد سعودي وآخر عماني؛ حيث تشير التسريبات إلى أن هناك خريطة واضحة تمت بلورتها، تشمل تثبيت وقف النار وتوسيع الهدنة في المسارات الإنسانية، بما فيها الرواتب وفتح المعابر ورفع القيود عن المطارات والموانئ، وانتهاء بالاتفاق على مسار تفاوضي يختتم بالتوصل إلى سلام دائم.
ومع عدم الاطمئنان النابع من «فوضوية» الرسائل التي يبعثها قادة الجماعة الحوثية في تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يفهم منها عدم جديتهم، فإن الدور الإيراني المطلوب والضغوط الإقليمية والدولية قد تفضي في النهاية إلى إقناع الجماعة بالتخلي عن الرهان على القوة المعززة بالأفكار القادمة من خارج العصر.
في غضون ذلك، ذكرت الجماعة الحوثية أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان استقبل في العاصمة العمانية مسقط، مساء الثلاثاء، محمد عبد السلام، المتحدث باسم الجماعة وكبير مفاوضيها، الذي يوصف بأنه وزير خارجيتها الفعلي.
وقال عبد السلام، في تغريدة على «تويتر»، إنه ناقش مع عبد اللهيان «المستجدات على الصعيد الوطني والإقليمي وجهود سلطنة عمان لإنجاح مساعي السلام في اليمن، وتطورات الشأن الفلسطيني». مشيراً إلى أن الوزير الإيراني قال إن بلاده «تُرحب بأي مبادرة (...) لوقف إطلاق نار شامل وتفاهم بين الجماعات السياسية».
وكانت الخارجية السعودية أفادت في بيان سابق بأن الفريق السعودي برئاسة السفير آل جابر عقد مجموعةً من اللقاءات في صنعاء، شهدت نقاشات مُتعمّقة حول كثير من الموضوعات ذات الصلة بالوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن.
وفي حين اتسمت تلك اللقاءات والنقاشات «بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية»، أوضح البيان أنه «نظراً للحاجة إلى مزيد من النقاشات، فسوف تستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت، بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية».
- مرحلة مختلفة
يتحدث الأكاديمي اليمني الدكتور فارس البيل لـ«الشرق الأوسط» عن مرحلة مختلفة أكثر حيوية، قفزت إليها مسارات السلام، بعد حالة من الرتابة والتعثر في الجهود السابقة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
يقول البيل: «إن السلام الهش في اليمن، الذي اعتمدت الأمم المتحدة فيه على أن يحدث عند حالة اقتناع الأطراف واستنزافها ووصولها في النهاية إلى الصراع، لم يكن ليحدث على المدى القريب، لأن أدوات بنائه وتصوراته قاصرة ومؤقتة وضعيفة، ولا تعالج جذر المشكلة، ولا تنبني على رؤى لسلام مستدام خالٍ من بؤر صراع محتملة».
ويضيف بالقول: «الآن بعد خفض التصعيد في المنطقة وانتقال العلاقة السعودية - الإيرانية إلى مرحلة جديدة، فإن أول مقتضيات هذا التحول هو خلق سلام حقيقي في اليمن».
ويؤكد البيل أن السعودية «لم تذهب خطوات متقدمة في هذه العلاقة إلا وهي تدرك ضرورة انعكاسات هذا التقدم على فوائد كثيرة، أولها صنع سلام حقيقي في اليمن، لأن مفتاح الحرب والنار كان وما زال في إيران، واقتضاء العلاقة الجديدة دوراً مختلفاً لإيران في اليمن ومعالجة ما تسببت به».
بوادر ذلك ظهرت «في تغير خطاب ميليشيا الحوثي وبعض تحركاتها حتى الآن في بعض الملفات بشكل إيجابي» بحسب ما يقوله البيل؛ حيث يشير إلى أنه «يمكن للسلام في اليمن أن يحدث بشكل أسرع مما نتوقع أو نخطط، لأن اللعبة خيوطها جلية، إذا أرادت إيران أن تتحول من حالة العداء والتدمير الممنهج إلى السلام وعلاقة المصالح والاستقرار وعدم التدخل، ورفعت أياديها عن أدواتها».
أمام ذلك، يعتقد البيل أن الجماعة الحوثية «ستجد نفسها أمام الاستحقاق اليمني وحسب، فإما أن تنخرط بشكل سياسي في الحالة اليمنية الوطنية؛ وتخلع رداء الطائفية والفارسية والعنصرية والعنف، أو أنها ستذوي وتذوب لأنها بلا أساس وطني، وبالتالي هي الآن أمام اختبار جدي للتحول للأمام أو الفناء، ذلك في حالة كان موقف إيران حقيقياً وليس مجرد تكتيك مؤقت».
ويأمل الأكاديمي اليمني فارس البيل أن يشهد اليمن سلاماً متسارعاً بجهود السعودية، التي قال إنها «مدركة لضرورة التوصل إليه، بعد العناء الذي وصل إليه اليمنيون وحيث لا حل سوى صنع سلام شامل وجاد وعادل في أسرع وقت، وخلق دولة يمنية مستقرة بالمشاركة والتوافق في فترة انتقالية حتى تستقر البلد».
ويقرّ البيل أنه «حتى الآن يمكن القول إن السلام قريب من اليمنيين في ضوء هذه المتغيرات والجهود». ويضيف بالقول: «كثير من العقد والفخاخ التي تضعها ميليشيا الحوثي تنتفي سريعاً بعد حالة من التصلب الطويل، وهذا التفكيك الذكي لكل هذه التعقيدات سيجعل السبحة تكر وتصل إلى مرحلة نهاية الحرب قريباً، ما لم يتغير السيناريو، ولا تصدق الآمال بإيران والحوثي، عندها يمكن القول إن جولة أخيرة وحاسمة ستصنع مصير اليمن».
- تعامل إيجابي
المحلل السياسي والصحافي اليمني، محمود الطاهر، يقرأ من خلال هذه التطورات أن «التوجيهات الإيرانية للحوثيين صدرت بأن يتعاطوا مع دعوات السلام».
ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن ما نشاهده من تعامل إيجابي واستقبال وفدي السعودية وعمان في صنعاء، يشير إلى أن الحوثيين ينفذون تلك التوجيهات التي ربما قد تفضي إلى السلام، إذا تعامل الحوثيون بجدية مع تلك الدعوات والتحركات الدولية».
وفي حين لا يخفي الطاهر تفاؤله بإمكانية تحرك المياه الراكدة في ملف الأزمة اليمنية، يعتقد في الوقت نفسه أنه لا يمكن الجزم بأن يكون هذا العام عاماً استثنائياً، ويرى أنه سيكون عاماً من «التفاوض والتحايل والتعنت الحوثي».
ويضيف: «نستطيع القول إن كل ما يمكن الخروج به من هذه المفاوضات هو إعلان عن هدنة لفترة قصيرة، خصوصاً بعد ما سمعناه من تصريحات قيادة الحوثيين، التي تحاول تصور أن دعوات السلام هي استسلام لها؛ حيث بدأت ترفع من سقف شروطها التفاوضية».
ويؤكد الطاهر أن المساعي التي تبذلها السعودية في الوقت الحالي «تفتح دائرة ضوء في منطقة شديدة القتامة». لكن الأهم، وفق تعبيره: «هو كيف يمكن توسيع تلك الدائرة، وعدم استغلالها وضمان عدم تحويل الأمل إلى ألم، وأن يكون سلاماً عادلاً شاملاً لجميع الأطراف».
ويتوقع في ظل هذه المساعي، التي بدأتها السعودية مبكراً في 2021، سيناريوهان، الأول هو أن تطول المساعي نتيجة لصعوبتها وقوتها، ومن ثم الخروج بإطار متفق عليه بين الحكومة اليمنية والحوثيين، يؤسس لمرحلة سلام، وهذا يُشترط بقبول الحوثي التخلي عن فكرة الولاية الخمينية والقبول بأن يكون جزءاً من الحالة السياسية اليمنية.
أما السيناريو الآخر - بحسب الطاهر - «فهو فشل هذه المفاوضات نتيجة تعنت الحوثي واستمراره في رفع شروطه التفاوضية، ما يعني الإقبال على حرب حقيقية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.