السلطات الإيرانية تعيد اعتقال صحافي مخضرم يدعو إلى تشكيل «جبهة إنقاذ»

صميمي وجه رسالة عبر فيديو نشرته قناة «مؤتمر إنقاذ إيران» على «تلغرام» الجمعة
صميمي وجه رسالة عبر فيديو نشرته قناة «مؤتمر إنقاذ إيران» على «تلغرام» الجمعة
TT

السلطات الإيرانية تعيد اعتقال صحافي مخضرم يدعو إلى تشكيل «جبهة إنقاذ»

صميمي وجه رسالة عبر فيديو نشرته قناة «مؤتمر إنقاذ إيران» على «تلغرام» الجمعة
صميمي وجه رسالة عبر فيديو نشرته قناة «مؤتمر إنقاذ إيران» على «تلغرام» الجمعة

بعد خمسة أيام على إعادة اعتقال الصحافي الإيراني المعارض كيوان صميمي، الذي دعا إلى تشكيل «جبهة إنقاذ وطنية»، قالت أسرته إن السلطات لم تقدم أي معلومات عن مكان اعتقاله أو الجهة التي اعتقلته.
وأعادت السلطات الإيرانية توقيف الصحافي المعارض كيوان صميمي، بعد أشهر من الإفراج عنه إثر تمضيته أكثر من عامين في الحبس.
كانت قناة «خبر» التابعة للتلفزيون الرسمي الإيراني قد أذاعت خبر اعتقال صميمي في شريط الأخبار الذي يظهر أسفل الشاشة في خطوة غير مسبوقة. وكتب على شريط الأخبار أن صميمي اعتقل بتهمة الارتباط بمنظمة «مجاهدي خلق» المعارضة.
وبعد اعتقاله بعدة أيام، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عائلة صميمي قولها: «تمّ توقيفه الخميس، ولا معلومات لدينا عمن أوقفه أو مكان وجوده».
وجاء اعتقال الصحافي، البالغ 74 عاماً، عشية مؤتمر «إنقاذ إيران»، الذي انعقد يومي الجمعة والسبت عبر شبكة «كلوب هاوس»، حول تداعيات الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وعلى مدى يومين، ناقش عشرات الناشطين السياسيين والمجتمع المدني في الداخل والخارج سبل الانتقال من الحكم الديني إلى نظام سياسي ديمقراطي علماني. ونظم المؤتمر مجموعة من الناشطين الإصلاحيين، الذين يطالبون بالانتقال السلمي والتدريجي من النظام الحالي إلى نظام علماني.
وقال الصحافي المخضرم في تسجيل الفيديو الذي بث في اليوم الأول من المؤتمر، إن «إنقاذ إيران من الوضعية والقوة الاستبدادية الحاكمة ممكن بواسطة القوة»، وأضاف: «قوتنا (نحن) المطالبين بالديمقراطية هم الناس وقوتهم». ودعا إلى الحوار والقيام بعمل جماعي من الناشطين «من أجل تفعيل قوة الشارع وتأسيس ائتلاف».
وإذ أشار صميمي إلى مختلف التوجهات في إيران، حض الناشطين الإيرانيين على التحلي بـ«روح قبول الآخر والتعددية، لالتفاف المطالبين بالديمقراطية حول ائتلاف شامل ديمقراطي وجبهة واحدة». وقال إنه «يمكن أن تتشكل جبهة إنقاذ وطنية تجمع حولها أكبر عدد من المحتجين والمستائين، وتتحرك باتجاه الانسجام الوطني لمواجهة الهيئة الحاكمة والتخلص من الاستبداد».
وكتبت «المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان»، ومقرها واشنطن، في تغريدة على «تويتر»، الخميس الماضي: «السجون الإيرانية تمتلئ بالسجناء السياسيين من جديد». وكانت تشير إلى اعتقال صميمي الذي يعاني من مشكلات صحية خطيرة، حسب وصفها. ولفتت إلى أنه رفض استدعاءً جديداً إلى محكمة «الثورة» التي تنظر في القضايا السياسية والأمنية.
وكانت عائلة صميمي أفادت أواخر يناير (كانون الثاني) بأن السلطات أفرجت عنه بعدما كان يقضي منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020 عقوبة السجن ثلاثة أعوام بتهمة «التآمر على الأمن القومي».
كانت السلطات سمحت لصميمي بالعودة إلى منزله في فبراير (شباط) 2022 بسبب مشكلات صحية. وفي مايو (أيار) من العام ذاته، أُعيد سجنه بعد الاشتباه في قيامه بأنشطة ضد الأمن القومي خلال إطلاق سراحه، حسب وكالة «مهر» الحكومية.
وبعد الإفراج عنه مجدداً في يناير، التقى صميمي عدداً من الناشطين والسياسيين، أبرزهم الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي.
وكانت عائلته أوضحت في الشهر المذكور أن المدّعي العام في طهران «أصدر لائحة اتهام جديدة» ضد صميمي، يتهمه فيها «بإقامة تجمعات ضد أمن البلاد وأحال القضية على (محكمة ثورية)».
وفي ديسمبر (كانون الأول)، نشر الصحافي رسالة من داخل زنزانته يدعم فيها حركة الاحتجاجات التي شهدتها إيران في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر، بعدما أوقفتها الشرطة الإيرانية بدعوى «سوء الحجاب».
وسبق لصميمي أن أمضى فترات في السجن خلال عهد الشاه، وبعد ثورة 1979.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

«الذرية الدولية»: إيران تقبل تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
TT

«الذرية الدولية»: إيران تقبل تشديد الرقابة على منشأة فوردو النووية

مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)
مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي ونظيره الإيراني محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران منتصف نوفمبر 2024 (د.ب.أ)

وافقت إيران على تشديد الرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على منشأة فوردو الواقعة تحت الجبال، بعدما سرعت على نحو كبير تخصيب اليورانيوم بما يقترب من الدرجة المطلوبة لصناعة أسلحة.

وذكر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لدول الأعضاء، أن إيران «وافقت على طلب الوكالة بزيادة وتيرة وكثافة تدابير الرقابة في منشأة فوردو لتخصيب الوقود، وتسهيل تطبيق هذا النهج الرقابي».

والأسبوع الماضي، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران ضاعفت وتيرة تخصيبها إلى نقاء يصل إلى 60 في المائة في منشأة فوردو، وهو مستوى قريب من 90 في المائة المطلوب لصنع الأسلحة النووية، ما اعتبرته القوى الغربية تصعيداً خطيراً في الخلاف مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وأعلنت الوكالة أنها ستناقش الحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر صرامة، مثل زيادة عمليات التفتيش في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من منشأتين تصلان إلى هذا المستوى العالي من التخصيب.

وجاء في التقرير السري الموجه إلى الدول الأعضاء: «وافقت إيران على طلب الوكالة زيادة وتيرة وشدة تنفيذ إجراءات الضمانات في منشأة فوردو، وتساهم في تنفيذ هذا النهج المعزز لضمانات السلامة».

ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكن لفوردو الآن إنتاج أكثر من 34 كيلوغراماً شهرياً من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بـ5 إلى 7 كيلوغرامات كانت تنتجها مجتمعة في فوردو ومنشأة أخرى في نطنز فوق الأرض.

ووفقاً لمعايير الوكالة، فإن نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة تكفي نظرياً، إذا تم تخصيبها أكثر، لصنع قنبلة نووية. إيران تمتلك بالفعل أكثر من أربعة أضعاف هذه الكمية، بالإضافة إلى ما يكفي لصنع المزيد من الأسلحة عند مستويات تخصيب أقل.

وتؤكد القوى الغربية أنه لا يوجد مبرر مدني لتخصيب إيران إلى هذا المستوى، حيث لم تقم أي دولة أخرى بذلك دون إنتاج أسلحة نووية. فيما تنفي إيران هذه الادعاءات، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية بحتة.